سوء التغذية الحاد يهدد حياة عشرات آلاف الأطفال في غزة

يهدد انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة أكثر من مليونين و 400 إنسان، مع تسجيل زيادة مقلقة في حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال. وتؤكد الأرقام الرسمية أن أكثر من 65000 طفل في القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد.

في أحد أجنحة مستشفى خان يونس بقطاع غزة يرقد أسامة، طفل في الخامسة من عمره، بجسد نحيل لا يقوى على مقاومة الجوع الذي ينهش حياته. بروز أضلاعه ليس مجرد مشهد مؤلم، بل هو انعكاس لحالة إنسانية مأساوية فرضها الحصار الإسرائيلي على غزة، إثر منع دخول المساعدات الغذائية والطبية لأكثر من 50 يومًا. سوء التغذية الحاد أصبح خطرًا يهدد حياة آلاف الأطفال في غزة، وإن معاناة الأطفال، مثل أسامة، ليست مجرد أرقام في تقارير إخبارية، بل مأساة تتجسد في كل نظرة ضعف، وفي كل استغاثة صامتة.

 

بينما يحاول الأطباء جاهدين إنقاذ حياة أسامة، تبقى الحقيقة الواضحة على الأرض: لا دواء يعالج الجوع، ولا حلول تكفي لمواجهة كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم. غزة تستغيث، وأطفالها يدفعون الثمن.

 

في مستشفى ناصر بخانيونس، تضاعفت حالات الإجهاض بسبب سوء التغذية بين النساء الحوامل، مما أدى إلى ارتفاع معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة. وقال الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر، إن: “الوضع خطير للغاية. إنه أشبه بكارثة. منذ أن انتهكت القوات الإسرائيلية وقف إطلاق النار أُغلقت المعابر. ولا شيء يعبر الحدود: لا طعام، ولا إمدادات طبية، ولا وقود”. هذا وتشير التقارير الطبية إلى أن 65000 حالة مرضية وصلت إلى مستشفيات غزة بسبب سوء التغذية الحاد، حيث يعاني مليون ومئة الف طفل من الجوع اليومي. كما أن نقص الأدوية والمكملات الغذائية جعل من الصعب علاج الأطفال الذين يعانون من مضاعفات سوء التغذية، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

 

المصدر: العالم