وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا”، أن عارف أدلى بهذا التصريح للصحفيين، خلال تفقده يوم الإثنين، المعرض السابع لقدرات إيران التصديرية “إيران إكبسو 2025” المقام لنسخته السابعة على أرض المعارض الدولية في طهران.
وأوضح عارف: أن الحكومة عازمة على تنمية الصادرات مع الدول المستهدفة والجارة؛ وذلك في إطار استراتيجياتها الأساسية، بما في ذلك تحقيق أهداف شعار العام الجديد “الإستثمار من أجل الإنتاج”. وأضاف: نحن بحاجة إلى تعزيز الاستثمارات من أجل دعم الإنتاج الوطني، وبالتالي زيادة صادرات البلاد أكثر من أي وقت مضى.
“التخويف من إيران” و”الابتعاد عن أفريقيا”
في سياق آخر وخلال لقائه مع رؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر التعاون الاقتصادي الثالث بين إيران وأفريقيا، أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية أن التخويف من إيران “في أفريقيا” والابتعاد عن أفريقيا “في إيران” هما تحديان مهمان أمام تطوير العلاقات الإيرانية – الأفريقية تروج لهما الدول الغربية، وقال: من خلال زيادة الاتصالات والتبادلات، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل حقائق وقدرات الجانبين حتى نتمكن من زيادة التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والقارة الأفريقية.
كما أكد عارف أن القارة الأفريقية تعد أحد أقطاب التنمية المهمة في مستقبل العالم، مشيراً إلى أن “استراتيجية تطوير العلاقات والتعاون الصادق على المستويات العليا وفي جميع القطاعات مع الدول الأفريقية مدرجة على أجندة السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية في اللقاء الذي حضره كبار المسؤولين والوزراء ورؤساء الوفود الأفريقية ورؤساء غرف التجارة وممثلي ونشطاء القطاع الخاص في الدول الأفريقية ورؤساء المنظمات الإقليمية الأفريقية المهمة، إلى أن عقد القمم السابقة بشأن التعاون بين إيران وأفريقيا قد حقق إنجازات جيدة وقيمة، إلا أنها لم يتم تفعيلها وتنفيذها.
وأضاف: يجب أن يتم السعي لتحقيق ذلك وتنفيذه من خلال توسيع العلاقات والإتفاقيات والتفاعلات بين إيران والدول الأفريقية.
وأشار عارف إلى التاريخ الطويل للعلاقات الإيرانية – الأفريقية على مدى القرون الماضية، مؤكداً إن “التاريخ الطويل للعلاقات الإيرانية – الأفريقية يشكل دعماً ورصيداً لتوسيع علاقات إيران مع هذه القارة العريقة”.
وأكد أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت إنجازات قيمة بفضل بركات القوى الثورية والمتعلمة والمتميزة وحضور الشعب، وباعتمادها على الموارد والقوى المحلية رغم الحظر الظالم وغير القانوني”.
وتابع: اليوم، بالاعتماد على الإنتاج المحلي، نحن في حالة من الاعتماد على الذات في المنتجات الزراعية والصناعية والعلمية والتكنولوجية، خاصة التقنيات المتقدمة، وقد أعطى التقدم التكنولوجي الجيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليد العليا وجعل إيران في وضع يمكنها من تلبية احتياجات الدول الصديقة المهتمة بتطوير العلاقات مع إيران دون توقعات.
وأكد عارف “أننا نؤمن بالتواصل المتوازن في تفاعلات السياسة الخارجية”، وقال: يجب أن يكون تطوير الصادرات والواردات على جدول الأعمال في وقت واحد؛ وفي هذا الصدد فإن تحديد إمكانيات الدول الأفريقية ضرورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى نتمكن من النظر إلى اقتصادات الدول الأفريقية بمنظور تكاملي؛ ومن ناحية أخرى، استغلال إمكانيات الدول الأفريقية لتلبية احتياجاتنا وقدراتنا.
تحديد القدرات والإمكانيات
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية ضرورة تحديد قدرات وإمكانيات الدول الأفريقية وإيران، وأضاف: إن تفعيل القطاع الخاص وتسهيل السفر والسياحة سيساعد بشكل كبير في تحديد قدرات وتسهيلات الأطراف المنشودة.
وأوضح: إن الغرب يروج للتخويف من إيران لهدف محدد ويحاول تقديم صورة غير واقعية عن إيران في العالم من خلال إثارة قضايا كاذبة؛ مضيفاً: الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تسعى إلى تحقيق هذه المصالح في استراتيجياتها، ويجب أن نكون قادرين على القضاء على العقلية الخاطئة في هذا الصدد من خلال التفاعل والتبادل.
وقال عارف: من خلال تعزيز العلاقات مع الدول الحضارية وذات الثقافة الممتدة آلاف الأعوام في أفريقيا، يجب أن نكون قادرين على القضاء على التهديدات غير العقلانية التي لا تزال الدول الغربية تختلقها نتيجة التخويف من إيران.
وأضاف: إن الدول الغربية تنظر إلى أفريقيا من خلال عدسة الحياة المنعزلة للغرب، والتي يجب أن تكون دائماً تحت تصرفها، واستخدام موارد القارة الأفريقية القديمة كحراس لها، ومن واجبنا تحييد هذه الإستراتيجية غير الأخلاقية واللاإنسانية.
وأكد أن القارة الأفريقية العريقة والمتحضرة تضم شعوباً مثقفة ونبيلة مهتمة بتطوير العلاقات، مؤكداً “يجب علينا تطوير التعاون وحضور الدول الأفريقية في المؤسسات الإقليمية”. وتابع: إن الدول الغربية تستعين بأبرز العلماء وأكثرهم مهارة من دول الجنوب لتحقيق التقدم التكنولوجي.
وأعرب النائب الأول لرئيس الجمهورية عن أمله في أن تعقد العام المقبل قمة التعاون بين إيران والدول الأفريقية على مستوى القادة، وأنه من خلال التخطيط السليم وتحسين مستوى العلاقات، سنحقق إنجازات أفضل في تطوير العلاقات الإيرانية – الأفريقية.