وسأل: “ماذا ينتظرنا إذًا؟ ينبغي الاستماع إلى خطابي رئيس الوزراء ورئيس الأركان في مراسم العيد. كلاهما وعد بتوسيع القتال في غزة خلال الأيام القادمة، ونتنياهو وعد بالقضاء على حماس، وإيال زمير وعد بالحسم، إذ قال: “سنفعل ذلك قريبًا، وسنزيد وتيرة العمليات وحدّتها، وسنستخدم كامل قوتنا، وسنفعل ذلك بإصرار: الجيش مستعد وجاهز لتوجيه ضربة قاضية لهم”.
وتابع: “لكن المشكلة هذه المرة أن الأمر لا يقتصر على خطابات احتفالية – هذه هي الخطة العملياتية التي يُزمع تنفيذها، والخطابات تُستقبل بالتصفيق، أما الخطط العسكرية فيجب أن تُستقبل بالأسئلة”.
وأوضح أن “السؤال الأول: عملية “عزة وسيف” (عدوان) التي بدأها الجيش “الإسرائيلي” وجهاز الشاباك في منتصف آذار/مارس، كان هدفها الضغط على حماس لتليين موقفها والموافقة على إطلاق سراح الأسرى وفق شروط “إسرائيل”، ومعظم عائلات الأسرى عارضت العملية، خشية أن تؤدي تجدد المعارك إلى مقتل أحبائهم، إما من قصف الجيش أو من نيران “المخربين” وقد اشتبهوا بأن الدافع للعملية سياسي: استمرار القتال بأي ثمن، والحفاظ على تماسك الائتلاف الحاكم”، وفق تعبيره.
وأردف: “بمقياس النتائج، فشلت العملية: لم تؤدِّ إلى إطلاق سراح أي أسير، فيما الفجوة بين حماس والحكومة “الإسرائيلية” بقيت على حالها”. وسأل: “هل تحققت المخاوف من أن القتال سيعرّض حياة الأسرى للخطر؟ لا أعلم. لكن التلميحات التي صدرت عن نتنياهو وزوجته، والتي هدفت للتقليل من أهمية قضية الأسرى، لم تكن مبشرة”.
وتابع: “الآن، مع إعلان الجيش فعليًا عن إنهاء عملية “عزة وسيف” (عدوان) والانتقال إلى عملية جديدة، أوسع وأعنف، من المشروع أن نطلب إجابات من الجيش: لماذا لم تحقق العملية السابقة هدفها؟ ما الذي سيكون مختلفًا في العملية الجديدة؟ ولماذا يعتقد الجيش أن هذه المرة ستحقق العملية هدفها؟”.
ورأى أن “ما لا يُؤخذ بالقوة، يُؤخذ بمزيد من القوة، هذا ما كنا نقوله في طفولتنا، ويبدو أن هذه هي الفكرة الاستراتيجية وراء العملية الجديدة. أو ربما، حتى قيادة الجيش، مثل قيادة الحكومة، فضلت التخلي عن الأسرى”.
وقال: “لتوسيع القتال في غزة، سيتطلب الأمر على الأرجح تجنيدًا جديدًا لألوية الاحتياط. هذه الأوامر لن تُستقبل بسهولة في العديد من المنازل. نساء سيسألن أزواجهن: لماذا من جديد؟ ما الهدف؟ وهل يستحق هذا الثمن؟ أما في أماكن العمل، فستُطرح الأسئلة ذاتها. إذا كان الجيش يتوقع أن يقوم نتنياهو وكاتس بإقناع الناس بدلًا عنه، فهو يتوقع عبثًا. جنود الاحتياط لا يتوقعون أجوبة من هؤلاء. من يثق بهم سيواصل ذلك؛ أما الآخرون، فسينظرون إلى رئيس الأركان”
.
وأضاف: “ربما خلص الجيش إلى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء عهد حماس هي من خلال التجويع الجماعي والاحتلال الكامل: لا يوجد حل آخر. لكن حتى هذا لن يُعفي الجيش من السؤال الذي يلحّ منذ بدء المناورات البرية قبل أكثر من عام: ما هو الحل لغزة في اليوم التالي لحماس؟ هل تسعى “إسرائيل” للاحتلال الكامل، للترانسفير، وللاستيطان هناك؟ هل لديها ما يكفي من الفِرَق للحفاظ على الاحتلال؟ أم أنها تنتظر ببساطة ولادة حماس جديدة؟”.
وختم بالقول: “بالتأكيد، يعرف رئيس الأركان المقولة الشهيرة الواردة في “أليس في بلاد العجائب” للويس كارول: “إذا لم تكن تعرف إلى أين تذهب، فأي طريق ستسلكه سيقودك إلى اللاشيء”.