ويتواصل العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، حيث شنّت قوات الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من خانيونس جنوب القطاع، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، بينهم مدنيون نازحون.
فقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية، فجر السبت، بوقوع عشرات الشهداء والجرحى جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية استهدفت منازل المدنيين وخيام النازحين في مناطق مختلفة من خانيونس، أبرزها منطقة المحطة، المجمع الإسلامي، وبطن السمين، بالإضافة إلى منطقة أصداء التي تؤوي خياما لنازحين فرّوا من مناطق المواجهات السابقة. كما جرى انتشال جثة شهيد متحللة من شاطئ مدينة رفح جنوبي القطاع.
في هذا السياق، كشفت وسائل إعلام عبرية، من بينها القناة 12 وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع جيش الاحتلال قررتا المضي قدما نحو توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، على أن يُتخذ القرار النهائي خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) المقرر الأحد المقبل.
وقد بدأت الاستعدادات بالفعل باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، فيما أشارت مصادر إلى أن التوسيع قد لا يصل إلى مرحلة الاجتياح البري الكامل، لكنه سيشمل عمليات برية محددة النطاق.
بالتزامن، أكدت منظمات دولية وأممية أن الوضع الإنساني في غزة يقترب من “الانهيار التام”، مع استمرار منع إدخال المساعدات الغذائية والدوائية، وارتفاع أعداد النازحين والجرحى وسط بنى تحتية مدمرة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “إسرائيل” تستهدف بشكل منهجي مصادر الغذاء الأساسية، بما في ذلك المخابز، مراكز الإغاثة، التكايا، مزارع الإنتاج الحيواني وآبار المياه، مشددا على أن سياسة التجويع التي يمارسها الإحتلال تمثل “جريمة حرب” وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، الذي يجرم استخدام التجويع كسلاح في حرب الإدباة الجماعية في غزة خاصة.
على صعيد سياسي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها قدمت في 17 أبريل/نيسان الماضي رؤية شاملة لوقف إطلاق النار، تتضمن اتفاقا متزامنا يشمل وقفا دائما للعدوان، انسحابا كاملا من القطاع، إنهاء الحصار، صفقة تبادل أسرى، وهدنة تمتد لخمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية.
وأشارت الحركة إلى أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو رفضت المبادرة، وأصرّت على تجزئة الملفات وعدم الالتزام بوقف الحرب، ما يطيل أمد المعاناة الإنسانية ويعقد فرص الحل السياسي.
وفي ظل هذا التصعيد، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة الاحتلال والجيش يدرسان توسيع العملية العسكرية، مع استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وسط مؤشرات على مرحلة جديدة من التصعيد، يُنتظر حسمها في اجتماع “الكابينت” يوم الأحد.