وجاء قرار “الزعيم”، بعدما فشل جيسوس في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، بالخسارة أمام أهلي جدة في الدور نصف النهائي، بنتيجة (1-3).
ولم يكن الخروج الآسيوي هو الإخفاق الوحيد الذي تعرض له رجال جيسوس هذا الموسم، حيث ودعوا منافسات كأس الملك بالخسارة أمام الاتحاد بركلات الترجيح (1-3)، بالإضافة لصعوبة الاحتفاظ بلقب دوري روشن.
صحيح أن الهلال لم يفقد فرصة الاحتفاظ باللقب قبل 5 جولات من النهاية، ولكن يبدو أن العلاقة وصلت لطريق مسدود مع المدرب البرتغالي.
مدرب تاريخي
يعتبر جيسوس أحد أعظم المدربين في تاريخ الهلال، إن لم يكن الأفضل، بعد الإنجازات الاستثنائية التي حققها خلال الموسم الماضي.
المدرب البرتغالي المخضرم، قاد الهلال لتحقيق الثلاثية المحلية المتمثلة في الدوري والسوبر وكأس الملك، دون أن يتعرض لأي هزيمة، بالإضافة للتفوق على جميع الأندية الكبرى بنتائج مذهلة، وخاصة اتحاد جدة.
وقاد جيسوس رجال الهلال نحو لقب الدوري، بتحقيق أفضل معدل نقطي (96) وتهديفي (101) خلال موسم واحد بتاريخ المسابقة.
ولم تقتصر إنجازاته على المستوى المحلي فحسب، بل قاد الهلال للفوز في 34 مباراة متتالية في مختلف المسابقات، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الأندية حول العالم.
والإخفاق الوحيد في الموسم الماضي، يتمثل في وداع دوري أبطال آسيا، بالخسارة أمام العين الإماراتي في الدور نصف النهائي، بنتيجة (4-5) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وحظى جيسوس بعد هذا الموسم التاريخي، بدعم هلالي كبير سواء من إدارة أو جماهير وإعلام، ليصبح رجل المرحلة الأول، وكان هدفه المقبل، هو التتويج بآسيا والمنافسة على مونديال الأندية.
عواصف الهلال
رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها جيسوس مع الهلال، إلا أن الجماهير الزرقاء، سرعان ما انقلبت عليه مع أول تعثر محلي له بعد 57 مباراة متتالية دون هزيمة، وذلك عندما سقط أمام الخليج (2-3)، بالجولة 11 من المسابقة.
ولم تكن هذه هي الهزيمة الوحيدة التي تعرض لها العجوز البرتغالي، بل تلقى 4 هزائم أخرى، حيث سقط أمام كل من القادسية والاتحاد والأهلي والنصر، بجانب 5 تعادلات على مستوى الدوري.
وفي البطولة الآسيوية، تعرض لهزيمتين، الأولى كانت أمام باختاكور الأوزبكي (0-1) في ذهاب ثمن النهائي، والثانية كانت أمام الأهلي.
صحيح أن الهزائم هي أسوأ شيء يمكن أن يشعر به مشجع كرة القدم، خاصة وإن كان فريقه منافسا على الألقاب، ولكن المدرب البرتغالي لم يستحق الخروج من الهلال بهذا الشكل، بعد الإنجازات التي حققها في الموسم الأول.
كل مدرب له أخطاء بدون أدنى شك، ولكن مميزات جيسوس أكثر من عيوبه، فكان من المفترض أن يحصل على دعم أكبر بعد أول تعثر، بدلا من الانتقادات الحادة التي طالته وضربت أغلب نجوم الفريق.
الانتقادات الجماهيرية، كان لها تأثيرا كبيرا على المنظومة الهلالية، فضلا عن الهجمات الإعلامية التي لم تتوقف، وهو ما اشتكى منه نجوم الهلال، والمدرب نفسه.
جيسوس سبق وأن قال: “هبوط المستوى أمر طبيعي، بعد المنافسة على جميع الألقاب وتحقيق الانتصارات دون توقف، فهذه هي ضريبة البطل، ويجب على جماهير الهلال دعم الفريق”.
لكن الهجمات الإعلامية والجماهيرية، نزلت على جيسوس كالعواصف التي لا تتوقف، مما تسبب في اهتزاز ثقة الفريق، وعدم الظهور بالشخصية المعروفة في المواعيد الكبرى.
الموسم الماضي كان شاهدا على بعض المباريات السيئة للهلال، ولكن الثقة التي كان يتحلى بها المدرب والفريق، دفعته نحو الانتصارات في مواجهات لم يكن فيها الطرف الأفضل، وذلك على عكس النسخة الحالية.