المعارك تحتدم في السودان ومقتل نحو 300 مواطن على يد الدعم السريع

من قلب المأساة السودانية، تتواصل الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تطورات ميدانية وإنسانية خطيرة ترسم صورة قاتمة لمستقبل البلاد.

في ولاية غرب كردفان، أعلن الجيش السوداني انسحابه من مدينة النهود بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التي أعلنت سيطرتها على المدينة ومقر اللواء ثمانية عشر، بالإضافة إلى مدينة الخوي.

 

ومع احتدام المعارك اتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم مروعة بحق المدنيين في مدينة النهود، بما في ذلك القتل والذبح ونهب الممتلكات وتخريب المؤسسات، متوعدًا بمحاسبة المتورطين والدول الداعمة لهم. وفي حصيلة صادمة، أعلنت المفوضية القومية لحقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 300 مدني بينهم نساء وأطفال، بينما تحدثت شبكة أطباء السودان عن توقف المستشفى التعليمي الرئيسي بعد تعرضه للنهب.

 

التطورات الميدانية امتدت إلى ولاية النيل الأبيض، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة عدة قرى بمحلية أم رمتة غرب الولاية، في إطار خطة ترمي الى إعلان خلو ولايتي النيل الأبيض والخرطوم من الدعم السريع. وعلى وقع هذه المستجدات شهد إقليم دارفور تصعيدا بين الجيش والدعم السريع، إذ قصفت القوات السوادنية مخازن أسلحة ووقود تابعة للدعم السريع في مطار نيالا، بينما ردت الأخيرة بشن غارة بطائرة مسيّرة على مطار كسلا شرقي البلاد، مستهدفة خزان الوقود دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

 

وبين جبهات القتال وآهات المدنيين، يبقى السودان غارقًا في واحدة من أعقد أزماته، بانتظار حل سياسي ينهي حمام الدم المستمر منذ أكثر من عامين.

 

المصدر: العالم