ويقول القائد الأسبق لغرفة العمليات في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف، إن حرب الجبهات السبع تفكّكت وتمت خصخصتها: الأمريكيون توجهوا لإيران وانصار الله والمفاوضات مع السعودية، وتركيا أخذت سوريا، وتُرك لكيان الاحتلال جبل العرب وخط “بارليف” الجديد، غير الضروري، الذي يتشكّل من سلسلة من المواقع المتقدمة. وفي لبنان، “إسرائيل” مقيدة وتحت رقابة أمريكية.
ويضيف زيف، في مقال مطوّل نشره موقع القناة 12 العبرية: “هذا في الوقت الذي تحتفظ “إسرائيل” لنفسها بحرب في ساحتها الخلفية في غزة، هذه الحرب التي كان يمكن أن تعيد المخطوفين وتنتهي منذ وقت طويل”.
للتحذير من المخاطر الكامنة في غزة، يستذكر زيف ما حصل للولايات المتحدة في فيتنام: “خلال حرب فيتنام، كان الأمريكيون مقتنعين بأنهم متفوقون عسكرياً. وهكذا سارت الإمبراطورية، خطوة خطوة، من “الانتصار على بُعد خطوة”، إلى الوحل العميق الذي غرقت فيه. وفي النهاية، خرجت منه تجرّ أذيال الخيبة، بعد 18 عاماً من النزيف والإذلال”.
طبقاً للجنرال الإسرائيلي زيف، تتكرّر قصة “عمى السلطة” نفسها عشرات المرات في التاريخ، ولم تغب عن “إسرائيل”: تورّطنا في لبنان 18 عاماً، وعلقنا في غزة 40 عاماً، حتى “خطة الانفصال”، ولم ينتصر الأمن في الضفة الغربية على “الإرهاب” منذ 58 عاماً. يتغلب التنافر داخل الحكومة، التي تعمل بشكل غير عقلاني، على الفجوة بين نشوة القوة وما يمكن تحقيقه فعلاً، الأمر الذي يعزّز مركّب الإحباط. كذلك، ازداد الانفصال عن الواقع إلى درجة بات يتحول فيها من فجوة إلى تصدّع.
ويمضي زيف في المقارنات ومحاولة التعلّم من تجارب عالمية: “رغم اختلاف وضعنا، فإننا أيضاً في حالة إنكار شبيهة وعميقة. والمرعب أن هذا يحدث هذه المرة بعيون مفتوحة. إن خلاصة حالة الإنكار هذه هي أننا نعيش وهماً، مفاده بأن استمرار الحرب سيقود إلى انتصار مطلق على “حماس”.