تحليل غربي: أنصار الله استطاعت الصمود أكثر من الولايات المتحدة

تناولت الكاتبة أبريل لونجلي ألاي الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وأنصار الله اليمنية، وقالت إن "كون الاتفاق لا يذكر "إسرائيل" والسفن المرتبطة بها يعدّ أمرًا لافتًا"، وأضافت إنّ "ما يثير الحيرة في إعلان البيت الأبيض في هذا الموضوع هو أنّ موقف أنصار الله لم يتغير عما كان عليه عندما صعدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحملة الجوية على اليمن في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي"، وأردفت "أنصار الله كانت تستهدف بالتحديد "إسرائيل" والسفن المرتبطة بها ولم تكن تستهدف سفن أميركية عندما بدأت إدارة ترامب هذا التصعيد.. أنصار الله قالت إنّها ستستمر بهجماتها حتّى تنهي "إسرائيل" حربها على غزّة".

وفي مقالة نشرت بمجلة Foreign Affairs، أشارت الكاتبة إلى أنّ قادة أنصار الله قالوا بوضوح في بداية الحملة الأميركية انّهم سيتوقفون عن استهداف السفن الأميركية في حال أوقفت واشنطن القصف، إلا أنّ هجماتهم على “إسرائيل” ستستمر، كما لفتت إلى انّ المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام جدّد التأكيد على هذا الموقف بعد ما أعلن ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار في السادس من أيار/مايو الجاري، وتابعت أنّ العملية العسكرية الأميركية كلفت أكثر من ملياري دولار وكان يفترض أن يكون لها تأثير بعيد المدى على قدرات أنصار الله، إلا انّ اتفاق وقف النار لا يحقّق الكثير سوى تثبيت موقف أنصار الله الاولي.

كما أردفت الكاتبة أنّ وقف النار منح إدارة ترامب نهاية سريعة لحملة لم يكن من الممكن ان تستمر. وأضافت انّ القصف لم يكن مكلفًا بشكل باهظ فحسب، بل انّه اثار المخاوف لدى صناع السياسة في واشنطن من انزلاق الولايات المتحدة في حرب ابدية أخرى في الشرق الأوسط. وجزمت بأنّ نائب الرئيس الأميركي JD Vance ومن أسمتهم “الانعزاليين الجدد” في الإدارة تحدثوا بهذه اللغة.

 

كذلك توقعت الكاتبة أنّ تمتنع أنصار الله في الوقت الراهن عن ضرب أهداف أميركية إذا ما تجاهل ترامب هجمات أنصار الله المستمرة على “إسرائيل”. كما شدّدت على أنّ أنصار الله لكانت تمكّنت من الصمود حتّى لو استمرت حملة القصف الأميركي، إلا انّ وقف هذا القصف يأتي بالمكاسب لصالح أنصار الله.

 

وبحسب الكاتبة، قادة أنصار الله يستطيعون القول الآن انّهم دخلوا في مواجهة مع قوة عظمى وتمكّنوا من تحقيق الانتصار. كما تحدثت عن رفع الضغوط الناتجة عن القصف الأميركي، مضيفة انّه أصبح بإمكان أنصار الله التركيز على “إسرائيل”.

 

كذلك أكدت أهمية أنّ اتفاق وقف النار يجعل من المستبعد جدًا أن تدعم واشنطن هجومًا بريًا من قبل “الحكومة المعترف بها دوليًا” على أنصار الله.

 

ووفق الكاتبة، المكاسب التكتيكية الأميركية تحققت بأثمان متزايدة ومخاطر جسيمة. العمليات المستمرة زادت من احتمالات مقتل جنود أميركيين، وان مثل هكذا سيناريو لكان أدى بشكل شبه مؤكد إلى جر واشنطن أكثر إلى النزاع.

 

كما تحدثت عن استهلاك الأسلحة بوتيرة عالية جدًا، مشيرة إلى أنّ بعض المسؤولين الأميركيين كان لهم تخوف من أن العدد الهائل من الأسلحة البعيدة المدى التي تستخدم ضدّ أنصار الله، إلى جانب نقل كتيبة للدفاع الجوي من القيادة الأميركية التابعة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط، إنما يقوّض جهوزية الولايات المتحدة على صعيد مواجهة “التهديدات من الصين”.

 

هذا وأشارت الكاتبة إلى أنّ أنصار الله قالت منذ بداية الحملة التي شنها ترامب انّها تستطيع ان تصمد أمام الضغوط وان تخرج أكثر قوة حتّى، مضيفة انّ نقطة القوّة الأكبر لدى الحركة لطالما كانت الكفاح المسلح. كما تحدث عن قدرة هائلة لدى أنصار الله على تحمل الهجمات وخسارة المقاتلين والأسلحة. وأردفت أنه وعلى الرغم من أن الحملة الأميركية وضعت أنصار الله تحت ضغوط هائلة، إلا انّه لم يجرِ ردعها أبدًا، ناهيك عن هزيمتها، وذلك عندما جرى التوصل إلى وقف النار. كذلك قالت انّ الولايات المتحدة لم تستطع تحويل الضغوط إلى تفوق إستراتيجي.

 

كما أضافت الكاتبة انّ إدارة ترامب واجهت واقعًا صعبًا عندما انهت الحملة على اليمن، إذ انّ مواصلة استهداف أنصار الله بالوتيرة ذاتها سرعان ما كان أصبح غير قابل للاستمرار ومن غير ذو جدوى، حتّى في الوقت الذي كانت تقوض احتياجات الجيش الأميركي في أماكن أخرى. وتابعت انه كان من المستبعد ان تحل الحملة الجوية والتصنيف الإرهابي “تهديدات أنصار الله لأمن البحر الأحمر” ولـ”إسرائيل”.

 

وخلصت الى أنّ أنصار الله راهنت منذ بداية الضربات على انّها تستطيع الصمود أكثر من الولايات المتحدة، وقد استطاعت فعلًا تحقيق ذلك.

 

 

 

المصدر: العهد