وفي حديثه عن أداء وآخر مستجدات القمرين الصناعيين “هدهد” و”كوثر” اللذين أطلقا مؤخرًا والبيانات المستلمة منهما، أوضح حسين شهرابي: أطلق العام الماضي قمر “هدهد” الصناعي بمهمة الاتصالات وإنترنت الأشياء، وقمر “كوثر” الصناعي بمهمة التصوير لأغراض الزراعة الدقيقة. وأضاف: يمكن القول إن جميع بنود القائمة المرجعية لقمر “هدهد” تم تنفيذها بنجاح، وهو الآن يؤدي مهامه كما هو مُخطط له. وتابع: حققنا خطوات دولية جيدة فيما يتعلق بقمر “هدهد”، حيث تكيفنا مع المعايير الدولية، وأبلغت أكثر من ألف محطة دولية عن استقبال بيانات منه. تقريبًا في كل لحظة نستقبل فيها آخر تحديثات حالة القمر، تبلغنا عدة محطات قبل دقيقة أو اثنتين عن استلامها بيانات من “هدهد”.
أما عن وضع قمر “كوثر” الصناعي، قال شهرابي: أنجزنا حوالي 70% من القائمة المرجعية؛ لكننا للأسف لم نصل بعد إلى مرحلة استقبال الصور منه، والسبب الرئيسي هو مشكلة في الاتصال مع المحطة الأرضية، حيث لم تكن مواصفات المحطة متطابقة تمامًا مع مواصفات هوائي القمر كما توقعنا، مما حال دون إقامة إتصال مستقر.
وأشار شهرابي إلى الحل المطروح لاستقبال الصور من “كوثر”، وقال: كان الحل إجراء تعديل في المحطة الأرضية، وقد تم ذلك بالفعل، ونحن الآن في المراحل النهائية من اختبارات المحطة. نأمل أن ننجح في هذا التعديل لننتقل إلى المرحلة التالية مع “كوثر” ونصل إلى مرحلة استقبال الصور.
*دمج مهمتين في قمر واحد
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة “أميد فضا” إلى الخطط المستقبلية وبناء قمر صناعي جديد، وقال: بغض النظر عن النتائج المستقبلية لأداء هذين القمرين، فقد بدأنا في تطوير النموذج التالي الذي يجمع بين مهمات الاتصالات الخاصة بإنترنت الأشياء ومهمات التصوير الدقيق للزراعة، حيث دمجنا هاتين المهمتين في قمر صناعي واحد. وأضاف: نحن الآن نعمل على بناء نموذج جديد، وقد أجرينا اختبارات التوافق بين هذا القمر الجديد والحامل الصاروخي، ونأمل أن يتم إطلاق هذا النموذج المُطوّر -الذي ينفذ كلا المهمتين مع تحسين المواصفات الفنية- في منتصف هذا العام.
*الإطلاق باستخدام حامل صاروخي روسي
وأوضح شهرابي: سيتم إطلاق هذا القمر الجديد باستخدام الحامل الصاروخي “سويوز”، ولدينا اسمان لهذا القمر: بالنسبة لبرنامجنا الداخلي، يُعرف باسم “كوثر إصدار 5/1″، أما دوليًا فهو ‘Two See One’ “تُرى كواحد”، وهو الاسم الذي أطلقناه للحامل الصاروخي بالإنجليزية، ويعني بالنسبة لنا أول قمر صناعي ضمن مجموعة ‘Two See’.
وتابع شهرابي قائلًا: هدف شركتنا هو الوصول إلى مجموعة كبيرة من الأقمار الصناعية، يجب أن تنفذ هذه المجموعة مهمتي إنترنت الأشياء والتصوير الزراعي الدقيق في وقت واحد. وأوضح: نظرًا لأننا أجرينا إطلاقين منفصلين وقمنا بتقييم هاتين التقنيتين بشكل منفصل، فقد حان الوقت الآن لدمجهما في قمر صناعي واحد، وهذا سيكون أول اختبار لنا نحو بناء مجموعة كبيرة من الأقمار.
وأردف: إذا اعتبرنا أن ‘IOD 1′ و’IOD 2’ هما ‘هدهد’ و’كوثر’، فإن هذا القمر الجديد سيكون ‘IOD 3’، ونحن نتوقع أن نصل حتى ‘IOD 6’ أو ‘IOD 7’، أي أننا سنحتاج إلى اختبار 6 إلى 7 أقمار صناعية في المدار قبل الوصول إلى النسخة النهائية للمجموعة. وأوضح: حاليًا، يُعتبر القمر الجديد الذي نعمل عليه ثالث اختبار لنا؛ لكنه سيكون أول قمر ينفذ مهمتين في وقت واحد.
واختتم شهرابي حديثه قائلاً: نرغب في متابعة عملنا على المستوى الدولي وعرض مقترح المجموعة دوليًا أيضًا. نأمل أن يساعدنا كل من يستطيع من صناع القرار في هذا المجال، مع الإشارة إلى أن قانون البرنامج التنموي السابع وقانون الشركات المعرفية قد أدخلا في فهم المشرّع ضرورة تغطية مخاطر التكنولوجيا. نواجه أحيانًا بعض التحديات مع الأجهزة الرقابية، حيث أن القوانين الحالية لا تغطي مخاطرنا بشكل كافٍ، وأعتقد أن الأمر يتطلب مزيدًا من الدعم. لقد حاولنا الحصول على هذا الدعم، ونأمل أن تتمكن جهات خاصة أخرى غيرنا من السير في هذا الطريق.