في حين طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لوقف الحصار وإنهاء سياسة التجويع، يأتي ذلك مع استمرار القصف الصهيوني لكافة مناطق القطاع، مخلفا العديد من الشهداء والجرحى.
في الوقت ذاته، استشهد 7 فلسطينيين بينهم 5 من عائلة واحدة وأصيب آخرون، فجر السبت، إثر قصف الاحتلال مدينتي غزة، ورفح. وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينتي جنين وطولكرم منذ أكثر من 3 أشهر، بينما تشن حملات اعتقال ومداهمات يومية في مختلف المناطق.
*المقاومة تكبد العدو خسائر كبرى
بعد أكثر من عام ونصف على الإبادة في غزة، تخللها عملية برية واسعة لقوات العدو واستخدام كافة أنواع الأسلحة النوعية ووسائل القتال، لا زالت المقاومة تملك زمام المبادرة، الأمر الذي يثبته قدرتها على تنفيذ العمليات النوعية وتكبيد العدو خسائر كبرى.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني السبت إصابة 7 جنود وضابطين جراء انفجار لغم أرضي في منطقة الشجاعية شمالي قطاع غزة. وأشار جيش الاحتلال إلى أن الجنود المصابين ينتمون إلى ما أسماه “لواء القدس”، وقد أصيبوا جراء انفجار اللغم أثناء تنفيذ عملية تمشيط في شمال القطاع. وبيّن أن من بين المصابين نائب قائد الفرقة 252 وقائد الكتيبة 6310، وقد تم نقلهم جميعاً إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وعن كمين الشجاعية الذي يأتي ضمن ما أسمته المقاومة “كمائن أبواب الجحيم”، والذي يتزامن أيضاً مع إمعان العدو في ارتكاب الجرائم البشعة بحق الغزيين واستمرار تجويعهم، ذكرت مواقع إعلام العدو السبت “وقوع حدث أمني خطير في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة خلال ساعات الفجر”. ودفع جيش العدو بمروحيات إلى حي الشجاعية لحظة وقوع الحدث، وأطلق قذائف مدفعية.
وأفادت المواقع الصهيونية بتعرض مركبة عسكرية صهيونية لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع أدى إلى ارتفاع عدد المصابين.
ونقلت مروحيات الاحتلال عدداً من الجنود المصابين إلى مستشفى تال هشومير وسط الكيان المحتل.
*عمليات المقاومة تتصاعد
يُذكر أن كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”)، أعلنت مساء الجمعة إيقاع قوتين صهيونيتين من 19 جندياً بين قتيل وجريح في حي التنور شرقي مدينة رفح ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها القسام اسم “أبواب الجحيم”.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات المقاومة الفلسطينية، إذ أقر جيش الاحتلال الصهيوني بمقتل 856 عسكريا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 8 منذ استئناف الإبادة في غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
وتشير المعطيات ذاتها إلى إصابة 5847 عسكريا صهيونيا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 2641 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وتشمل هذه الأرقام العسكريين القتلى في غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية.
وخلافا للأرقام المعلنة، يُتّهم جيش الاحتلال بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.
*غارات العدو متواصلة على القطاع
في غضون ذلك أفادت وسائل إعلام في قطاع غزة، السبت، بارتقاء “10 شهداء من جراء غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة منذ فجر السبت”.
ففي جنوب مدينة غزة، استشهد صباح السبت، 5 مواطنين من أسرة واحدة إثر قصف خيمتهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني.
كما استشهد طفل برصاص البحرية الصهيونية على ساحل بحر مدينة رفح جنوبي القطاع، إضافةً إلى نسف المباني السكنية التي نفّذها “جيش” الاحتلال هناك.
وكانت قد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وصول 27 شهيداً، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، من جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة .
وأفادت الوزارة بأن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، بلغت 2,678 شهيداً، و7,308 إصابات، مؤكدة ارتفاع الحصيلة إلى 52,787 شهيداً و119,349 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2023.
وأشارت “الصحة”، إلى أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
*بطونٌ خاوية
من جهتها، حذرت حكومة غزة من خطر المجاعة التي تهدد حياة أكثر من 65 ألف طفل في القطاع، في ظل استمرار الحصار الصهيوني ومنع إدخال المساعدات والمواد الأساسية منذ أكثر من شهرين.
وأشارت إلى أن آلاف الأطفال أصبحوا مهددين بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء، نتيجة استخدام الكيان الصهيوني سياسة التجويع سلاحا ضد المدنيين.
*آخر تطورات الضفة المحتلة
إلى ذلك شنّ جيش الاحتلال الصهيوني فجر السبت حملة اقتحامات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مداهمة عدة منازل واعتقال نحو 8 فلسطينيين، بينهم سيدة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت بلدة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة، واعتقلت زوجة الأسير بدر عرموش بعد مداهمة منزلها.
وفي الخليل جنوبي الضفة اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 5 فلسطينيين من المنطقة الجنوبية من المدينة وبلدة الشيوخ شمالا.
ونصبت قوات الاحتلال الصهيوني السبت حاجزا عسكريا في منطقة “عقبة حسنة” على مدخل الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، وأوقفت المركبات وفتشتها ودققت في هويات المواطنين، مما تسبب في أزمة مرورية في المكان.
كما أغلقت قوات الاحتلال السبت المدخل الغربي لقرية المغير شمال مدينة رام الله. ومنعت المواطنين من دخول القرية والخروج منها حتى للحالات المرضية.
وتعتقل قوات الاحتلال في سجونها نحو 9900 فلسطيني، بينهم قرابة 400 طفل و29 أسيرة، وفق معطيات رسمية فلسطينية، لا تشمل آلاف حالات الإخفاء القسري لمعتقلين من قطاع غزة.