نجل الشهيد للوفاق:

آثار الشهيد مطهري خالدة.. وعابرة للحدود

خاص الوفاق: نجل الشهيد: أعمال الشهيد مطهري رصيد ضخم يجب الحفاظ عليه، لأنه كان على دراية تامّة بقضايا المجتمع ويركّز على القضايا المهمة.

موناسادات خواسته

 

الكتاب كنز لا يُفنى، بل يُعطي الإنسان المعلومات القيّمة والتجارب المفيدة، كلّ مؤلف يقدّم نتاج علمه وما حصل عليه بعد البحث والجهد، في كتابه، لكي يستفيد منه القارئ، ولهذا نعتبر الكتاب كنز، خاصة عندما يكون المؤلف عالم في مجال إختصاصه، فكيف الأمر عندما يكون مفكّر ومنظّر يكتب بلغة سهلة يفهمه الجميع، ويتم ترجمة كتبه إلى لغات أخرى، فتصبح الكتب سفراء الثقافة والعلم تجتاز الحدود، وتبقى خالدة، لكي يستفيد منها الجميع جيل بعد جيل.

 

هذا ما نشهده بالنسبة لآثار الفيلسوف الإيراني الشهيد آية الله مرتضى مطهري، الذي كتبه إجتازت الحدود وأفكاره المستنيرة إنتشرت بلغات مختلفة، قبل أيام كانت ذكرى استشهاده التي تم تسميتها بـ “يوم المعلم” في إيران، ويتم تكريم المعلمين والأساتذة في هذا اليوم، وهو الأستاذ الذي أصبح أنموذجاً للعلم والأخلاق، له مؤلفات كثيرة يتم طباعتها عدة مرّات، وأخيراً تم إزاحة الستار عن كتابه تحت عنوان “نكته هاي منبر” أي “نقاط المنبر”، فبهذه المناسبة وبما أننا في أجواء ربيع الكتاب والتأليف، نقدّم نبذة عن بعض آثار الشهيد مطهري، كما سنحت لنا الفرصة وأجرينا حواراً مع نجل الشهيد آية الله مرتضى مطهري، الأستاذ السيد “علي مطهري”، وكان الحديث عن مؤلفات والده وأسلوب كتابته، وسر خلود وإنتشار آثاره، فنقدّم الحوار بعد مرور مختصر على بعض تأليفات الشهيد مطهري.

 

 

 “الملحمة الحسينية”

 

 

يعتبر كتاب “الملحمة الحسينية” للمفكّر الشهيد آية الله مرتضى مطهري من أكثر الكتب رواجاً وانتشاراً، حتّى طبع في محرّم 1431هـ الطبعة الرابعة والستّين، وهو عبارة عن مجموعة من مجلدين من المحاضرات يتضمن فيها المجلد الأول محاضرات ويحتوي المجلد الثاني على كتابات وملاحظات الأستاذ شهيد مطهري حول حادثة كربلاء. يتكون الكتاب من سبعة فصول. الفصل الأول بعنوان “الملحمة الحسينية” عبارة عن مجموعة من ثلاث محاضرات للأستاذ الشهيد تحت نفس العنوان، والتي ألقيت في حسينية إرشاد حوالي عام 1968م، وسمي الكتاب أيضا بنفس الإسم.

 

 “الخدمات المتبادلة بين الإسلام وإيران”

 

 

الشهيد مطهري كان يعتقد أن الإنسان المثالي يعني الإنسان الذي هو بطل كل القيم الإنسانية وهو بطل في جميع مجالات الإنسانية.  كتاب “الخدمات المتبادلة بين الإسلام وإيران” هو أحد الأعمال المبتكرة ومن روائع المفكّر الشهيد مطهري.

 

الكتاب شرح للعلاقة بين إيران والإسلام وخدمتهما لبعضهما البعض، وهو تكملة لتسعة خطابات للشهيد مطهري في حسينية إرشاد بطهران، والتي ألقاها حول العلاقة بين إيران والإسلام. وفقاً للمؤلف، لم يتم استقبال أي من خطاباته مثل هذه الخطب التي تناولت الخدمات المتبادلة بين إيران والإسلام.

 

“نقاط المنبر”

 

كتاب “نقاط المنبر” يحتوي على ملاحظات لخطابات الشهيد آية الله مطهري في عامي 1957 و 1958، كما أنه يشتمل على نقاط إجتماعية، دينية، أخلاقية، ونفسية دقيقة.

 

وقال نجل الشهيد عن الكتاب: إن عبارة “نقاط المنبر” مستوحاة من قصيدة كتبت في رثاء الشهيد مطهري، جاء في قسم منها: “إنه لأمر مؤسف.. إننا لم نعد نستطيع سماع نقاطك من المنبر”.

 

هذا هو الكتاب الأخير الذي تم إزاحة الستار عنه قبل أيام، وفيما يلي نص الحوار مع نجل الشهيد، الأستاذ “علي مطهري”:

 

 

 

أعمال الشهيد مطهري لجميع العصور

 

يعتقد الأستاذ “علي مطهري” أن أعمال المفكّر الشهيد هي قضية كل الفترات، ويقول: قضايا مثل قضية “نظام حقوق المرأة في الإسلام”، أو قضية “الخدمات المتبادلة بين إيران والإسلام”، قضايا موجودة في جميع العصور، حتى اليوم تناقش العلاقة بين الإسلام وإيران، وكذلك حقوق المرأة وقضية الحجاب، فلا تظنون أن هذه الأعمال تنتمي إلى 50-60 سنة الماضية، وغير مفيدة، بل نثر هذه الكتب تم كتابتها بطلاقة ووضوح جداً، ولهذا في رأيي يجب على شعبنا وشبابنا استخدام هذه الأعمال، ونرى تأكيد الإمام الخميني(رض) على آثار الشهيد، عندما أرسل رسائل ثلاث مرّات حول الشهيد مطهري وأكد على قراءة أعماله عدّة مرات، أو قائد الثورة أيضاً أكد على ذلك مرّات عديدة، وكل هذه الأمور ليست فقط لأن هذا الإسم يبقى حيّاً. لا، بل هذا رصيد ضخم يجب الحفاظ عليه، والهدف هو الحفاظ على هذا الطريق، وهذا الفكر، ولذلك نرى أنه شعبية أعمال الشهيد مطهري جيدة، وعلى الرغم من أن دار نشر “صدرا” أهلية، ولكنها تواصل نشاطاتها، وذلك بسبب جاذبية هذه الأعمال.

 

كما قال الإمام الخميني(رض): “إنني أنصح طلاب الطبقة المثقفة بعدم ترك أعمال هذا الأستاذ العزيز ولا يسمحوا أن تنسى بمؤامرات غير إسلامية”.

 

آثار عابرة للحدود

 

فيما يتعلق بآثار الشهيد مطهري في خارج الحدود الإيرانية يقول نجله: آثار الشهيد مطهري في خارج إيران وفي الأماكن التي عرضت فيها هذه الأعمال، على سبيل المثال، في تركيا، كتاب “قضية الحجاب” لاقى إستحساناً كبيراً، أو في إسبانيا كان هناك معرض للكتاب قالوا فيه إن كتاب “نظام حقوق المرأة في الإسلام” الذي ترجم إلى الإسبانية لاقى إستحساناً كبيراً، وكذلك في البلدان العربية في لبنان والعراق. ولكن هناك مجال للعمل الذي يتعين القيام به ويجب أن تخرج ترجمة دقيقة، في إندونيسيا وماليزيا والبلدان التي تتحدث اللغة المالاوية أيضاً لقيت إستحساناً كبيراً، وتم الترحيب بها أينما عرضت.

 

سر نفوذ أعمال الشهيد مطهري

 

أما عن سر نفوذ أعمال الشهيد مطهري وتأثيره يقول الأستاذ “علي مطهري”: السبب كان في إتقان الشهيد مطهري للتعاليم الإسلامية واهتمامه بقضايا اليوم والعلاقة التي كانت تربطه بجميع شرائح المجتمع، كان يذهب إلى المنبر ويلقي الخُطب، ومن ناحية أخرى كان يتحدث في الجامعات وكان على إتصال مع الجميع، وكان يفهم ما هي قضايا اليوم، فكان على دراية تامّة بقضايا المجتمع وركّز قوته على القضايا المهمة.

 

بما أنه كان فيلسوفاً وفقيهاً، لم يكن هكذا بأن يأتي ويدرّس كتاب “الأسفار” و “المكاسب” عدة مرات، بل استخدم المعرفة لحل المشكلات الفكرية للمجتمع، وفي النهاية كان قلمه بطبيعته قلماً جيداً وطلاقة جيدة. كتابه الجديد هو كتاب “نقاط المنبر” الذي يتضمن ملاحظاته على المنابر التي كان لديه في شهري محرم وصفر، وله محتويات شيّقة جداً، ومن الغريب أنه كتب بهذا النضوج والدقة والطلاقة في سن 38-39 سنة، وهذه تتجاوز حدود الملاحظات، وبعضها في شكل مقالات.

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص