والتقى حسين سيمائي صراف مع وزير التعليم الصيني، على هامش اجتماع وزراء التعليم والعلوم للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، الذي عقد يومي 13 و14 مايو/ أيار في مدينة أورومتشي الواقعة في مقاطعة شينجيانغ الصينية.
وفي هذا اللقاء، أكد سيمائي صراف على أهمية تطوير العلاقات الشاملة بين إيران والصين، وقال: إن التعاون العلمي والأكاديمي والتكنولوجي يتمتع بمكانة خاصة وهو بلا شك أحدى الركائز الأساسية للعلاقات بين الجانبين.
وأشار إلى القواسم المشتركة بين إيران والصين في مجالات العلوم والثقافة والتكنولوجيا والفلسفة، مؤكداً على جهود الجانبين لزيادة التواصل بين النخب بهدف تعزيز المسؤولية الاجتماعية للجامعات في حل مشاكل الناس وربط الشعبين.
كما أشار إلى التقدم الملحوظ الذي حققته إيران في مختلف المجالات العلمية والهندسية، بما في ذلك تكنولوجيا النانو، وعلم الأحياء، وتكنولوجيا المعلومات، والخلايا الجذعية، وهندسة المياه، وتصميم وبناء السدود ومحطات الطاقة، والفضاء، والعلوم الطبية، وأن إيران معترف بها في العديد من المجالات كواحدة من الدول العشر ذات العلوم والتكنولوجيا الاستراتيجية في العالم، وأكد على تطوير التعاون العلمي والبحثي بين البلدين، ودعا إلى مواصلة تعزيز مستوى التعاون.
وأكد وزير العلوم الإيراني أن الحضارتين العظيمتين إيران والصين في غرب وشرق آسيا تتمتعان بقدرات استثنائية للتعاون العلمي والبحثي والثقافي وأن مجال تطوير التعاون يتجاوز بكثير المستويات الحالية، ودعا إلى إنشاء آليات لتطوير التعليم باللغتين الفارسية والصينية في كلا البلدين، معتبرا إياها واحدة من أهم المجالات لتطوير التعاون.
ومن بين المجالات الأخرى التي أكد عليها سيمائي صراف، زيادة التبادل الطلابي بين البلدين وخلق فرص الدراسة لأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا بين البلدين. وأعلن “سيتم بذل الجهود لضمان توقيع ثلاث مذكرات تفاهم خلال الزيارة المقبلة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، إلى الصين، بما في ذلك تطوير التعاون في تعليم اللغتين الفارسية والصينية، وتطوير التعاون في التعليم التقني والمهني، ومذكرة تفاهم ثنائية بين وزارة العلوم الإيرانية ووزارة التعليم الصينية لتطوير التعاون العلمي والبحثي والتكنولوجي”.
واقترح أن يتم خلال العام الجاري عقد اجتماع بين رؤساء الجامعات في البلدين، تستضيفه جامعة طهران، بهدف التعارف بين جامعات البلدين.
وكان إنشاء الحدائق العلمية والتكنولوجية وصناديق الاستثمار المشتركة ودعوة نظيره الصيني لزيارة الحدائق العلمية والتكنولوجية الإيرانية ومدينة أصفهان للعلوم والأبحاث من بين القضايا الأخرى التي أثارها سيمائي في الاجتماع.
وأكد وزير العلوم أن السياسة العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائد الثورة الاسلامية هي تطوير العلاقات مع الصين بشكل شامل، معرباً عن أمله في أن نتمكن أيضاً من توسيع العلاقات العلمية والبحثية في إطار منظمة شنغهاي للتعاون. وأكد أن النظام العالمي الأحادي والظالم يمكن التغلب عليه من خلال تطوير العلاقات بين الدول التي تشترك في قواسم ثقافية وحضارية مشتركة قوية، وأشاد بالصين على نجاحها في هذا الصدد.
* تنفيذ الإتفاقيات الثنائية
من جانبه، أشاد وزير التعليم الصيني، هوا جين بينغ، باجتماع وزراء منظمة شنغهاي للتعاون وشكر إيران على مشاركتها في الاجتماع، معرباً عن أمله في أن تتطور العلاقات بين إيران والصين في المجال العلمي مع تنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها.
وأكد: “بالنظر إلى مكانة إيران في مجال العلوم والتكنولوجيا ومع وجود جامعات مرموقة مثل جامعة طهران وجامعة “شريف” للتكنولوجيا وجامعة “أمير كبير” وجامعة المصطفى وغيرها، فهي واحدة من أهم البلدان في العالم وآسيا وتتمتع بقدرات عالية للغاية”.
وأضاف: “نحن ندرك قدرة وقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناء على أمر رئيس الوزراء الصيني، نحن على استعداد للتعاون في تعزيز التعليم باللغتين الفارسية والصينية وإرسال أساتذة صينيين إلى إيران”.
وقال هوا جين بينغ: حتى الآن قدمت الحكومة الصينية منحاً دراسية لأكثر من 200 طالب إيراني وهي مستعدة لزيادة هذا العدد، كما أعلن استعداده لزيادة عدد الطلاب الصينيين في إيران.
ورحب وزير التعليم الصيني بمقترحات سيمائي صراف، وأعرب عن استعداد بلاده لإنشاء منصة تعليم إلكتروني مشتركة لتطوير العلاقات التعليمية مع إيران.