مشيراً إلى إن المحاولات السابقة لإخراج المقاومة من المعادلة قد بائت بالفشل.
كما شدد الشيخ قاسم على أنّ “من يظن أنّه يستطيع أن يستفرد بالمقاومة وعزلها هو واهم”، مضيفاً: “لن تحققوا عبر الضغوط ما فشلتم في تحقيقه في الحرب”.
*مشروع صهيوني لتغيير الشرق الوسط
وقال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “نحن نواجه مشروعا إسرائيليا منذ 77 سنة في المنطقة تدعمه اميركا ودول الغرب بكل القدرات، والهدف زرع استعماري في المنطقة ليغير الشرق الاوسط”، وتابع “حاولت حكومة الاحتلال خلال السنوات الماضية ان تقضم فلسطين تدريجيا منذ سنة 1948 وصولا الى 1967 وبعض من الاراضي العربية ولم تكن تتراجع من موقع من المواقع إلا بالمقاومة”.
وأشار الشيخ قاسم في كلمة له بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار) الى ان “غزة الصمود والعطاء والتضحية استطاعت ان تخوض معركة طوفان الاقصى من خلال قيادة المقاومة والشعب الفلسطيني الابي واستطاعت ان تكشف الكيان الصهيوني الذي يعدم الحياة ويقتل البشر والاطفال وعموم الناس وتدمير الحجر وممارسة عملية تجويع ممنهج على مرآى العالم وبتأييد مباشر من اميركا”، ولفت الى ان “هذا يدل ان هناك قرارا كبيرا لقتل روح المقاومة، لكن هذا امر مستحيل”.
واضاف الشيخ قاسم “أسمع البعض يتحدث ويسأل: ماذا قدمت المقاومة في لبنان؟ أقول له المقاومة قدمت منذ العام 1982 ما منع الكيان الصهيوني من قضم أراضي من لبنان وعقد اتفاق مذل معه”، وتابع “كانت مردوعة منذ العام 2006 وحتى 2024 وشهد الجنوب ازدهارا كبيرا جراء المقاومة، بينما لو استطاعت قوات الاحتلال ان تقضم قسم من لبنان كل فترة، اين كان اصبح لبنان؟”، واوضح “في معركة اولي الباس قدمت المقاومة ومعه الشعب والجيش صمودا اسطوريا منعت العدو من قضم اراضي لبنانية”، وقال “نعم بقيت اليوم قوات الاحتلال في بعض التلال او النقاط ولكن هذه النقاط كان ممكن ان تكون العاصمة بيروت لولا المقاومة”.
*المقاومة خيار دفاعي وخيار سياسي
وأكد الشيخ قاسم ان “هذه الانجازات حقيقة وضرورية وهي مطلوبة، المقاومة خيار دفاعي وخيار سياسي وندعو للحفاظ عليها، اما الاستجابة للاستسلام فهذا يمثل خيار الخضوع للقوة”، وتابع “نحن بمنطق الحق نلتزم المقاومة لنستمر بالدفاع عن ارضنا وامتنا واجيالنا، اما من يريد ان يستسلم هؤلاء لا خيار لهم الا الخضوع، اما نحن فلن نقبل الا العزة لامتنا واصحاب الحق دائما منصورين”.
وأشار الشيخ قاسم الى ان “نحن نؤمن بالنصر او الشهادة على درب الامام الحسين(ع) الذي ابى ان يتراجع او التسليم ليزيد، فهو استشهد بينما قناعته استمرت ونحن على نهجه”، وتابع “في هذا النهج قدمنا سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله الذي يعبر عن هذا المنهج، واضاف “نحن في ايماننا دائما المقاومة منصورة بدماء الشهداء وبالعطاءات”.
*خرق العدو الصهيوني لإتفاق وقف إطلاق النار
وحول خرق العدو لاتفاق وقف اطلاق النار مع لبنان، قال الشيخ قاسم “لبنان قام بكل التزاماته ولكن قوات الاحتلال الصهيوني لم تنسحب ولم توقف عدوانها”، واضاف “العدوان الصهيوني قبل أيام على منطقة النبطية وإقليم التفاح لعب بالنار ولن يجعل كيان العدو يحقق ما يريد وهذا برسم الدولة اللبنانية لتتحرك بفعالية أكثر وبرسم رعاة الاتفاق”، وقال للعدو ومن خلفه “لن نخضع للتهديدات والضغوطات وسنواجه بكل اشكال المواجهة المتاحة وبحسب المرحلة”، وتابع “اذا ظن البعض أن الكل ينقضّ علينا ليضغط بأساليب مختلفة لنتخلى عن مقاومتنا وقوتنا من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية في ما يتعلق بحماية وقوة لبنان فهو واهم”، ولفت الى ان “لبنان يتجه اليوم نحو الاستقرار ومن يعيق الاستقرار الكيان الصهيوني وعدوانه”.
وتابع “لجمهور المقاومة أقول، أثبتت التجربة في أولي البأس وما بعد وقف اطلاق النار أننا اقوياء في الميدان ويمكن أن نمنع الاخطار وأهداف العدو”، واكد “هناك أولويات هي وقف العدوان والانتهاكات والاحتلال والافراج عن الاسرى هذا أمر أساسي والدولة اللبنانية معنية بأن تضغط بكل امكانياتها”، واوضح “لمن يخدم العدو الصهيوني، ان خُدام الكيان الصهيوني تاريخهم مظلم وفتنتهم دمرت لبنان وأنتم بهذه الطريقة تسيئون إلى البلد”، وشدد على ان “إعادة الاعمار واجب على الحكومة”، وطالب “الحكومة أن تضعه في أول جلسة من جلساتها”.
* الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان
من جهة ثانية، قال الشيخ قاسم إن “الانتخابات البلدية والاختيارية دلت على حماسة اللبنانيين لبناء الدولة وكنا من أول المؤكدين على اجرائها في موعدها”، وتابع “هناك نجاحات حققناها بالتعاون مع حركة امل في بلدات كثيرة خاصة في منطقة جبل لبنان عندما عملنا على التوافق”.
وفي سياق منفصل، هنأ الشيخ قاسم “اليمن بانتصاره على أميركا وبقائه شعلة للنور ودعما لفلسطين”، واكد ان “اليمن استطاع إرغام أميركا أن توقف عدوانها واستمر في قناعته بضرب كيان العدو”.