سيتمكن هذا الخط من نقل الركاب من مدن مشهد وطهران وقم مباشرة إلى كربلاء المقدسة.
ووفقًا لتصريحات المدير العام لسكك الحديد العراقية يونس الكعبي، فإن الهدف الأولي هو نقل أكثر من 3 ملايين زائر سنويًا إلى العتبات المقدسة عبر هذا الخط؛ بالإضافة إلى تسهيل حركة الزوار، خاصة خلال موسم الأربعين، فإن اكتمال هذا الخط سيخلق فرصًا جديدة لعبور البضائع من إيران إلى العراق وسوريا وحتى لبنان.
كما سيربط المشروع إيران بشبكة سكك الحديد في غرب آسيا ويعزز موقعها في ممرات النقل الإقليمية.
يشار إلى خط شلمجة – البصرة بأنه “الحلقة المفقودة” في الاتصال الحديدي بين إيران والعراق، وبعد توقف دام عقدين من الزمن، دخل أخيرًا مرحلة التنفيذ الميداني.
أكملت إيران في السنوات الأخيرة جميع البنى التحتية اللازمة حتى حدود شلمجة؛ لكن تنفيذ المشروع في الجانب العراقي واجه تحديات عديدة، بما في ذلك الأراضي المليئة بالألغام، والتعقيدات الفنية مثل بناء جسر على نهر أروند رود.
ورغم أن العقبات الفنية مثل بناء الجسر الحديدي على نهر “أروند رود” ما زالت قائمة، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن المشروع قد تجاوز مرحلة الركود ودخل حيز التنفيذ الفعلي. إذا استمر التعاون الثنائي، فقد يمثل هذا المشروع بداية تحول جذري في خريطة النقل الإقليمي.
في 1 مايو/ أيار الجاري، أعلن ذاكري أن عملية إزالة الألغام في الجزء العراقي من خط شلمجة – البصرة، والتي تعد أحد التزامات إيران الثلاثة في المشروع، ستنتهي خلال 10 أيام. ويوم الثلاثاء، أكد مساعد الشؤون الفنية والبنى التحتية لشركة سكك الحديد الإيرانية، مصطفى داودي، أن عملية إزالة الألغام اكتملت قبل الموعد المحدد، بفضل جهود الشباب والخبراء الإيرانيين.
وقال داودي: تمت إزالة أحد العقبات الرئيسية الثلاث في المشروع، وسيتم تسليم المسار المنظف إلى الجانب العراقي لبدء عمليات إنشاء الخط. وأشار إلى أن الإلتزامين الآخرين، وهما بناء المحطة الحدودية والجسر الكبير على نهر “أروند رود”، يجري تنفيذهما وفقًا للجدول الزمني المحدد، ومن المتوقع الانتهاء منهما في الموعد المقرر.
وبالإضافة إلى فائدة نقل الركاب، فإن خط سكة حديد شلمجة-البصرة يقلل أيضاً من حركة المرور على الطرق (كل قطار يعادل 60 حافلة)، ويوفر الوقود ويقلل من حوادث الطرق، وينقل أكثر من 20 مليون طن من البضائع سنوياً، ويعزز التجارة في المنطقة وخارجها، ويربط الممرات الدولية عبر إيران بالبحر الأبيض المتوسط، ويوفر لإيران في نهاية المطاف إمكانية الوصول إلى أسواق البلدان الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا. وهذه من بين الفوائد الاستراتيجية لإطلاق خط سكة حديد شلمجة – البصرة.