ويُعدّ التئام الجروح الناتجة عن جراحات سرطان الثدي، خاصة بعد عمليات استئصال الثدي الكلي، أحد التحديات الجدية في المجال الطبي والرعاية ما بعد الجراحة. وغالباً ما تكون هذه الجروح واسعة النطاق، ونظراً للظروف الخاصة لأجسام المرضى – بما في ذلك الخضوع المتزامن للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي – فإن عملية التئامها تكون صعبة وبطيئة.
ويُعدّ هذا الابتكار خطوة نوعية قادرة على نقل الخدمات العلاجية من نطاق المستشفيات الضيق إلى نطاق الرعاية المنزلية، مما يُحسّن إمكانية الوصول إلى العلاج ويُسهّل عملية التعافي للمرضى.
وصرح مهدي بسران، المدير التنفيذي للشركة المعرفية، قائلاً: يُعدّ إنتاج جهاز الضغط السلبي لعلاج جروح سرطان الثدي أحد أبرز إنجازاتنا. لقد تم تصنيع النموذج الأولي والحصول على نتائج الاختبارات التي كانت مُشجعة جداً، وأضاف: هذه الأجهزة مُخصصة لمرضى سرطان الثدي الذين خضعوا لعمليات استئصال الثدي، حيث يتم استئصال نسيج الثدي بالكامل. وتُترك هذه الجراحة منطقة جراحية كبيرة مع تعرّض الأوعية الليمفاوية النشطة في تلك المنطقة، مما يؤدي إلى إفرازات غزيرة من الجرح. كما أن المرضى يخضعون في نفس الوقت للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي، مما يُضعف قدرة الجسم على التعافي السريع للجروح.
وأكّد بسران قائلاً: لذلك يصبح علاج وتئام هذه الجروح عملية طويلة الأمد لدى هؤلاء المرضى. عالميًا، يتم استخدام ضغط سلبي طفيف جدًا لعلاج هذا النوع من الجروح، بالإضافة إلى ضمادات خاصة للعلاج. وقد استلهمنا هذه الفكرة العالمية وقمنا بتطوير النموذج الأولي لهذا المنتج.
وأوضح المدير التنفيذي مفهوم “الضغط السلبي” بالتفصيل: الضغط الجوي الطبيعي في البيئة التي نعيش فيها يعادل 1 ضغط جوي. أما في نظام الضغط السلبي، فإننا نُحدث ضغطًا أقل بقليل من الضغط الجوي – حوالي 0.05 ضغط جوي – في المنطقة المحيطة بالجرح. هذا الفرق في الضغط يحفز الخلايا الجذعية وينشط آليات التئام الجروح الطبيعية في الجسم.
