آية الله السيد ياسين الموسوي في خطبة الجمعة ببغداد:

المقاومة الصادقة تنتصر على القوة، والوحدة الإسلامية

ألقى آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد، والأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف، خطبة سياسية واجتماعية حاشدة، استعرض خلالها أبرز مستجدات الساحة الإقليمية والدولية

داعيًا إلى الثبات في مواجهة قوى الهيمنة، والتأكيد على السيادة الوطنية، والوحدة الإسلامية الحقيقية. أفادت وكالة مهر للأنباء قال ية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد في حديثه عن الحرب المفروضة على اليمن، وصف السيد الموسوي الصمود اليمني بأنه “نموذج ناصع لانتصار المقاومة الصادقة على القوة العسكرية العمياء.” وأشار إلى أن اليمن صمد لأكثر من ثمانين يومًا في وجه آلة الحرب الأمريكية، التي استخدمت مختلف أنواع الأسلحة.

 

ونقل السيد الموسوي عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله إن “الحوثيين أظهروا قدرة هائلة على التحمل، وواجهوا عقابًا شديدًا، وكان صمودهم مذهلًا”، مؤكدًا أن هذا يمثل اعترافًا صريحًا بتفوّق الإرادة على السلاح. وأضاف: “لا توجد قوة في هذا العالم تهزم شعبًا مؤمنًا بمظلوميته، متسلّحًا بعقيدته. المقاومة الصادقة دائمًا تنتصر.”

 

وفي الشأن العربي، أشاد السيد الموسوي بانعقاد القمة العربية في بغداد، معتبرًا ذلك خطوة طبيعية نحو تحقيق الوحدة العربية والإسلامية، التي وصفها بأنها “مطلبٌ إلهي دعا إليه القرآن الكريم.”لكنه في الوقت ذاته وجّه انتقادات لاذعة لبعض الرموز والشعارات التي رافقت القمة، لا سيما شعار “بغداد عاصمة الرشيد”، قائلاً: “هذا الشعار باطل، لا يمثل قيمنا، ولا يعبّر عن هوية العراق الذي كان أول عاصمة إسلامية له في عهد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). فلماذا لا نقول بغداد عاصمة علي، وهو الذي يجتمع المسلمون على توقيره؟”

 

كما انتقد إزالة صور الشهداء من طريق المطار، معتبرًا ذلك إساءة لتضحيات رجال العراق قائلا: “لو لا هؤلاء الشهداء، لكنا اليوم تحت راية داعش، وكان العراقيون مجرد سبايا.”وفي تطرقه إلى زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وتزامنها مع القمة العربية، اعتبرها السيد الموسوي محاولة متعمّدة لتقزيم الدور العراقي، مشيرًا إلى أن “قمة الرياض حاولت أن تخرج بنتائج عملية تغطي على ما كان يُنتظر من قمة بغداد.”

 

وحذّر السيد الموسوي من وجود عقدة دونية لدى بعض الساسة في التعامل مع الدول الأخرى، لا سيما في العلاقة مع تركيا، قائلًا: “تركيا تتغلغل في شمال العراق بعمق يتجاوز 100 كيلومتر، وتؤسس قواعد عسكرية بلا أي سند قانوني، والحكومة تصمت على هذه الانتهاكات.”وأضاف: “نحن لا نرفض الحوار مع دول الجوار، لكن يجب أن يكون من موقع القوة لا من موقع الاستجداء.”

 

وفي خطاب مباشر للمسؤولين، شدد آية الله الموسوي على ضرورة احترام موقع الشعب، قائلًا: “أنتم لستم آباءنا، أنتم موظفون عند هذا الشعب. رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، الوزير، الضابط… الجميع موظفون، وعليهم تأدية واجبهم.”ووصف الشعب العراقي بأنه “شعب أبيّ، شجاع، لا يخاف من نار ولا من حرب، بل تهرب منه الحروب.”

وفي ختام خطبته، تناول السيد الموسوي قضية لقاء احمد الشرع مع ترامب، قائلا: أن الشرع قدم كل ما طلبه ترامب منه وتنازل عن حقوق الشعب السوري، معتبرًا أن من يتحكم في الشارع اليوم هو الأمريكي، وأن ذلك يمثل اعترافًا ضمنيًا بالهزيمة العربية أمام إسرائيل، مستنكرًا المواقف التي وصفها بالمتخاذلة أمام القوى الكبرى. كما أكد أن أمريكا لا تفي بالعهود فإنها لن ترفع الحصار عن سوريا مثلما فعلت فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، قائلاً: “منذ أوباما حتى اليوم، لا حديث إلا عن شروط، بينما الحصار مستمر.”

 

المصدر: وكالة مهر