وأعربت وزارة الخارجية التونسية مساء الأمس، الجمعة، في بيان لها عن “انشغالها العميق” تجاه التطورات الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرة إلى تداعيات هذه الأحداث على أمن وسلامة الليبيين والمقيمين. كما حثت تونس على “نبذ العنف” واستخدام لغة الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات بين الأطراف الليبية. وأشارت الوزارة إلى أهمية “التوافق بين كل الأطراف الليبية” من أجل السير في مسار شامل تحت مظلة الأمم المتحدة، يفضي إلى إنهاء العنف وإجراء الانتخابات، مع ضمان وجود مؤسسات موحدة ودائمة للدولة. وأعربت تونس عن استعدادها التام لاستضافة حوار ليبي-ليبي برعاية بعثة الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة ليبيا ويحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.
تأتي هذه الدعوة بعد اشتباكات مسلحة شهدتها طرابلس، مساء الاثنين الماضي، في منطقتي صلاح الدين وأبو سليم، والتي تزامنت مع أنباء عن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي عبد الغني الككلي. كما تجددت الاشتباكات في العاصمة الليبية فجر يوم الأربعاء، قبل أن تعلن وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، يوم الخميس، أن الوضع الأمني في طرابلس “مستقر وتحت السيطرة”. وتعاني ليبيا منذ سنوات من انقسام سياسي حاد، حيث تتصارع حكومتان على السلطة؛ حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والتي تسيطر على غرب البلاد، وحكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب والتي تسيطر على الشرق. على الرغم من جهود الأمم المتحدة، فإن جهود إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لا تزال تواجه صعوبات، مما يعقد عملية انتقال السلطة في ليبيا.