وناقش عدد من المسؤولين والاقتصاديين الإيرانيين، خلال برنامج “طاولة الاقتصاد” على قناة “خبر” الإيرانية، أبعاد هذه الإتفاقية، بحضور دهقان دهنوي، ومحمد لاهوتي رئيس اتحاد مصدّري السلع الإيرانية، ومحمد علي بهبوري مديرعام مكتب الواردات في مصلحة الجمارك الإيرانية.
ماذا تعني إتفاقية التجارة الحرّة؟
أوضح دهقان دهنوي أن التجارة الحرة تعني تقليص أو إلغاء كامل للرسوم الجمركية بين الدول الأعضاء، مشيراً إلى أن نحو 87% من السلع المتبادلة بين إيران والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (روسيا، كازاخستان، بيلاروسيا، أرمينيا، قرغيزستان) أصبحت اعتباراً من يوم الخميس تُبادَل بتعرفة جمركية صفرية.
وأضاف: إن هذه الخطوة تسهّل الصادرات وتخفّض التكاليف وتعزّز القدرة التنافسية للمنتجات الإيرانية.
وقال رئيس منظمة تنمية التجارة: إن إلغاء الرسوم لأكثر من 4700 بند جمركي يمنح الصادرات الإيرانية ميزة تنافسية قوية في أسواق أوراسيا، ويمثل خطوة أولى نحو انضمام إيران إلى سلسلة التجارة العالمية. كما سيساهم في خفض كلفة استيراد المواد الخام للمنتجين؛ لكنه أشار إلى أن بعض السلع كصناعة السيارات لا تشملها الإعفاءات الجمركية وتشكل نحو 13% فقط من إجمالي السلع.
وأقرّ دهقان دهنوي بوجود بعض التهديدات المحتملة، منها الضغط على المنتجين المحليين الذين يفتقرون للقدرة التنافسية؛ لكنه أكد أن الإتفاقية تتضمن آليات لحماية الإنتاج المحلي، من بينها رفع مؤقت للتعرفة الجمركية أو فرض حصص استيرادية لبعض السلع عند الضرورة.
وأكد دهقان دهنوي أن أحد أهم مكاسب التوسع التجاري هو تعزيز الاستثمارات المشتركة، ما من شأنه أن يرفع مستوى التكنولوجيا والإنتاجية، ويفتح أسواقاً تصديرية جديدة أمام إيران.
ما دور الجمارك في تنفيذ الإتفاقية؟
من جهته، أوضح مديرعام مكتب الواردات في مصلحة الجمارك أن الجمارك الإيرانية اتخذت عدة خطوات تحضيرية، منها تشكيل لجان تنسيقية وتفعيل تبادل المعلومات إلكترونياً مع دول أوراسيا. كما بدأت عملية إصدار شهادات المنشأ الإلكترونية (نموذج CDT)، واستلام نماذج الأختام والتواقيع من السفارة الإيرانية في روسيا، تمهيداً لتخليص السلع المشمولة بالتعرفة الصفرية.
وأشار بهبوري إلى أن الإتفاقية الجديدة تتضمن أكثر من 4700 بند جمركي، مقابل حوالي 400 بند في الإتفاقية التفضيلية السابقة، ما يعني توسعاً كبيراً في نطاق السلع المشمولة، ليصل إجمالي البنود إلى أكثر من 7 آلاف بند وفقاً للرموز الجمركية المفصلة.
وأكد بهبوري أن الجمارك باتت مستعدة لتنفيذ الإتفاقية، مستفيدة من خبراتها السابقة في التجارة التفضيلية مع أوراسيا، وقد بدأ التخليص الجمركي فعلياً، رغم أن بعض العمليات الرقمية مع بعض الدول ككازاخستان قد تستغرق وقتاً، لكن التخليص الورقي لا يواجه أي مشاكل حالياً.
ما هو أفق التجارة الإيرانية مع أوراسيا؟
وقال دهقان دهنوي: إن الهدف هو رفع حجم التبادل التجاري مع دول أوراسيا إلى 10 مليارات دولار كحد أدنى؛ مضيفاً: إن الإتفاقية تفتح طريقاً حيوياً لانخراط إيران في الاقتصاد العالمي، بشرط تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والجمارك.
بدوره، اعتبر لاهوتي الإتفاقية تجربة عملية للانخراط في منظومة التجارة العالمية، مؤكداً أهمية الاستثمار المشترك ودراسة المزايا النسبية لتعزيز الصناعات التصديرية الإيرانية.
إلغاء الرسوم على 87٪ من السلع
هذا وأعلن رئيس مكتب الإعلام الحكومي في إيران عن إلغاء الرسوم الجمركية على 87٪ من السلع التجارية بين إيران ودول أوراسيا. وكتب علي أحمد نيا، أمس السبت، على حسابه في منصة “إكس”: بناء على الإتفاق المبرم، سيتم من اليوم تبادل نحو 87% من السلع المتبادلة بين إيران والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي برسوم جمركية صفرية.
توفير 30 مليار دولار من الطاقة التصديرية لإيران
وفي هذا السياق، أعلن مستشار الشؤون الدولية والإتفاقيات التجارية في منظمة تنمية التجارة إن التجارة الحرة مع الاتحاد الأوراسي منحت إيران 30 مليار دولار من القدرة التصديرية.
وقال ميرهادي سيدي، أمس، في إشارة إلى بدء التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي: مع هذا الإجراء، بالإضافة إلى إلغاء التعريفات الجمركية على السلع الإيرانية المصدرة، زادت كمية المنتجات التي تغطيها للتجار بشكل كبير، حيث تغطي أكثر من 80% من السلع.
وأشار سيدي إلى أن التعرفة الجمركية على الصادرات الزراعية والصناعية الإيرانية انخفضت إلى الصفر، وقال: بناء على الدراسات التي أجريت في ظل الظروف الحالية وبدون استثمارات جديدة، فإن العضوية في هذا الاتحاد توفر قدرة 30 مليار دولار للصادرات الإيرانية.
وأضاف: إن التجار الإيرانيين دفعوا 50 مليون دولار كرسوم جمركية لأعضاء أوراسيا على الصادرات العام الماضي.
وتابع: إن تنفيذ هذه الإتفاقية لإلغاء الرسوم الجمركية سيخلق حافزًا جيدًا للتجار ليكون لديهم حضور أقوى في السوق الأوراسية الكبيرة.
وقدّر مستشار الشؤون الدولية والإتفاقيات التجارية في منظمة تنمية التجارة حجم واردات دول الاتحاد الأوراسي بأكثر من 400 مليار دولار سنوياً، وأكد أن إيران قادرة على الاستحواذ على جزء من هذه السوق.
وأشار سيدي إلى أن إتفاقيات التجارة العالمية شكلت أكثر من نصف التجارة العالمية خلال العقود الثلاثة الماضية، وأضاف: هذا يدل على أن تسهيل التجارة أصبح مهمة لا مفر منها بالنسبة للحكومات.
يذكر أن إتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي تمثل نقلة نوعية في العلاقات التجارية، مع إلغاء الرسوم الجمركية على 87% من السلع.
ويعتمد نجاح هذه الخطوة على التنسيق بين المؤسسات الحكومية، واستعداد القطاع الخاص، وتنفيذ دقيق من قبل مصلحة الجمارك.
ويُنتظر من الناشطين الاقتصاديين مراقبة الأسواق بعناية والامتثال للمعايير من أجل استغلال هذه الفرصة لتعزيز التصدير والإنتاج المحلي.