“يديعوت أحرونوت”: الضغط الأميركي أتى ثماره في غزة 

قال المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية إيتمار آيخنر إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن، في جلسة الكابينت السياسي-الأمني مساء أمس، إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، في ظل ضغط أمريكي متزايد لمنع أزمة إنسانية في القطاع.

وقد اتُّخذ القرار من دون إجراء تصويت، إذ تبيّن أن غالبية الوزراء يعارضون الخطوة، والتي تهدف إلى إيصال المساعدات بطريقة مماثلة للطريقة السابقة، في حين طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بإجراء تصويت، وقوبل بالرفض”.

 

وبحسب آينخر، بعد الإعلان، غادر نتنياهو وسكرتير الحكومة يوسي فوكس ورئيس هيئة الأركان إيال زمير الجلسة، وقدّم الجيش إحاطة، وأعرب الوزراء عن مواقفهم، ثم أُغلقت الجلسة.

 

رئيس “مجلس الأمن القومي” تساحي هنغبي قال ردًا على طلب بن غفير للتصويت: “أنت تحرّض، بينما قدّر الوزراء الحاضرون أن القرار جاء نتيجة لضغط أمريكي”.

 

من جهتها؛ دعمت المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا قرار نتنياهو، وقالت: “لا حاجة إلى إجراء تصويت في هذه المسألة”.

 

المحلل الصهيوني أشار إلى أن: “القرار بإدخال المساعدات إلى القطاع يُعد حلاً مؤقتًا للأيام القليلة المقبلة، إلى حين تبدأ فيه شركة الأمن الأمريكية بتوزيعها في المنطقة الإنسانية، وليس قبل 24 أيار/مايو”. ولفت إلى أنّه: “وخلال النقاش، اقترح رئيس الأركان توزيع مساعدات في شمال القطاع أيضًا، وفي مناطق ما تزال تدور فيها معارك. وافق فقط الوزير دودي أمسالم، بينما عارض البقية بشدة. في النهاية، تقرر إدخال المساعدات إلى مناطق إضافية، ولكن ليس إلى أماكن يجري فيها قتال”.

 

كما نقل عن مصدر صهيوني رفيع أن: “هذه خطوة مؤقتة تستمر قرابة أسبوع؛ حتى يجري الانتهاء من إقامة مراكز التوزيع، ومعظمها سيكون في جنوب القطاع تحت سيطرة أمنية للجيش، وتُشغّلها شركات مدنية أمريكية”. وأشار الكاتب الصهيوني إلى أنّ مكتب نتنياهو علّق على القرار بالقول: “بناءً على توصية الجيش “الإسرائيلي”، ومن منطلق الحاجة العملياتية للسماح بتوسيع القتال المكثف لحسم حركة حماس، ستُدخل “إسرائيل” كمية أساسية من الطعام للسكان لضمان عدم اندلاع أزمة مجاعة في قطاع غزة”، على حدّ تعبيره. ووفقًا لمكتبه: قال: “أزمة من هذا النوع قد تُعرّض استمرار عملية “عربات جدعون” للخطر”.

 

كذلك ذكر المحلل أنّ مصدرًا صهيونيًا في الكابينت انتقد بن غفير، وقال: “مرة أخرى يرفع رأسه لينطح”، وأضاف: “هو يعرف جيدًا أنه من غير المسموح لـ”إسرائيل” أن تصل إلى تجويع في غزة، لأن ذلك سيُعيق بالدرجة الأولى استمرار المناورة الواسعة في غزة للقضاء على حماس. من يريد هزيمة حماس يجب أن يلتزم بهذا الهدف بأي ثمن، لا أن يطلق حملات دعائية رخيصة””.

 

من جهته، علّق مكتب “وزير الأمن القومي” إيتمار بن غفير بالقول: “كل مساعدة إنسانية تدخل إلى القطاع، وخصوصًا إلى جميع أجزائه، تُغذي حماس وتمنحها الأوكسجين، بينما يُعاني أسرانا في الأنفاق. رئيس الوزراء يرتكب خطأ فادحًا بهذه الخطوة التي لا تحظى حتى بتأييد الأغلبية. يجب سحق حماس فقط، لا أن نمنحها في الوقت ذاته وسائل للبقاء.

 

المصدر: العهد