وسط مجازر جديدة.. وإقرار الاحتلال بخسائر في عمليات للمقاومة الفلسطينية

14 ألف رضيع مهددون بالموت في غزة

في اليوم الـ65 من استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، تزداد الضغوط الأوروبية على الكيان الصهيوني، بسبب استمرار حربه على غزة وفرضه حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا.

في حين حذرت منظمات إنسانية من أن سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها حكومة الاحتلال الصهيوني ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة قد تسفر عن استشهاد نحو 14 ألف رضيع خلال اليومين المقبلين، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية عاجلة وبشكل كافٍ.

 

في غضون ذلك ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مجازر جديدة خلفت أكثر من 50 شهيداً منذ فجر الأربعاء جراء القصف الجوي والمدفعي الصهيوني المتواصل على مناطق متفرقة في القطاع.

 

كما أفادت وسائل إعلام بوقوع عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أصيب فيهما جنود صهاينة قبل أن يقر جيش الاحتلال بمقتل جندي بمعارك جنوب القطاع.

 

تواصل الغارات الصهيونية على القطاع

 

في التفاصيل، استشهد 52 فلسطينيا منذ فجر الأربعاء جراء القصف الجوي والمدفعي الصهيوني المتواصل على مناطق متفرقة في القطاع، 24 منهم في خان يونس.

 

وذكرت مصادر صحفية أن 14 فلسطينيا استشهدوا إثر قصف استهدف منزلين في بلدة جباليا البلد شمال قطاع غزة، في حين استشهد 4 آخرون في قصف جوي على منزل في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بالإضافة إلى شهيد وجريح في قصف استهدف منزلا في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس.

 

كما أفادت مصادر محلية الجزيرة باستشهاد فلسطينيين في قصف صهيوني غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، عن مصادر، أن 13 فلسطينيا أصيبوا إثر قصف جوي استهدف منزل عائلة نبهان في شارع النزهة ببلدة جباليا البلد شمال القطاع.

 

وفي وسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين بينهم 3 أطفال، أحدهم رضيع، في قصف استهدف منزلا في مدينة دير البلح.

 

كذلك، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد ما لا يقل عن 8 فلسطينيين وإصابة عشرات آخرين، الأربعاء، في غارات صهيونية استهدفت السوق المركزي ومواقع مدنية في حي الدرج بمدينة غزة.

 

العدو يستهدف مركز توزيع طعام وسط غزة

 

بدورها قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 4 فلسطينيين استشهدوا كما أصيب آخرون في قصف صهيوني لمركز توزيع طعام في شارع النفق وسط مدينة غزة.

 

وفي السياق نفسه، أفادت وسائل إعلام بأن المدفعية الصهيونية تواصل قصفها الكثيف لمحيط مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، بينما نفذ جيش الاحتلال عملية نسف غرب بلدة بيت لاهيا شمالا.

 

وقالت الطواقم الطبية إنها نقلت جثامين الشهداء والمصابين إلى مستشفى المعمداني بمدينة غزة، وأكدت وجود عشرات الجرحى بجروح متفاوتة، بعضها خطير، فضلا عن عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

 

هلاك جندي في خان يونس

 

بالمقابل، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني صباح الأربعاء مقتل الجندي دانيلو موكانو (20 عاما)، برتبة رقيب أول، خلال اشتباكات جنوب قطاع غزة. وكان موكانو يخدم في الكتيبة 82 التابعة للواء السابع المدرع.

 

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، قُتل الجندي نتيجة انفجار عبوة ناسفة أدت إلى انهيار مبنى كان داخله. ويُعد هذا ثاني جندي يعلن عن مقتله في غضون 24 ساعة، حيث قُتل جندي آخر يوم الثلاثاء في اشتباكات شمال القطاع.

 

شبح المجاعة المرعب يجول بين خيام غزة

 

من جانب آخر رغم ما أُعلن عن سماح رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بدخول 5 شاحنات إغاثة محملة بأغذية ومساعدات للأطفال إلى القطاع المحاصر، وصف خبراء هذه الخطوة بأنها مجرد “قطرة في بحر الاحتياج”، فيما حذرت منظمات إنسانية من أن سياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة قد تسفر عن وفاة نحو 14 ألف رضيع خلال اليومين المقبلين، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية عاجلة وبشكل كافٍ.

 

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إن الكمية التي دخلت القطاع لا ترقى إلى مستوى الاستجابة المطلوبة، مضيفا أن غزة تشهد “مستويات مرتفعة جدا من سوء التغذية الحاد”، إذ يهدد الجوع ربع مليون إنسان يعانون من حرمان غذائي شديد.

 

وأوضح فليتشر أن فرق الإغاثة تقدر احتمال وفاة 14 ألف رضيع خلال 48 ساعة في حال لم تصلهم مساعدات غذائية فورية. كما بيّن أن الشاحنات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم يوم الاثنين -وهو عدد ضئيل مقارنة بـ600 شاحنة يومية كانت تدخل خلال فترات التهدئة- لم تصل إلى السكان بعد.

 

ويأتي ذلك في ظل حصار كامل على قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، حيث نفدت مخزونات الغذاء لدى المنظمات الدولية بعد مرور 79 يوما من الحصار.

 

الموقف الأوروبي

 

من جهته، قال واسم مشتهى من منظمة أوكسفام إن “حكومة الاحتلال حرمت سكان غزة من الغذاء والماء والدواء، وتواصل قصفها العشوائي والوحشي”، مضيفا: “هناك مليونا إنسان على شفا المجاعة يعانون من الجوع والمرض والصدمة والتشريد”.

 

واعتبر مشتهى أن السماح المحدود بدخول المساعدات لا يمثل تقدما حقيقيا، بل هو “تنازل ضيق” يعكس تصاعد الضغوط الدولية على الكيان الصهيوني.

 

وفي تطور سياسي لافت، أصدرت كل من بريطانيا وكندا وفرنسا بيانا مشتركا أدانت فيه “المستوى غير المقبول من المعاناة البشرية” في غزة، مهددة بفرض عقوبات على الكيان الصهيوني في حال استمر الحصار.

 

وطالب وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني الكيان الصهيوني بوقف العمليات ضد المدنيين في غزة وفتح المعابر فورا لإدخال المساعدات الإنسانية.

 

من جهته قال رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره إن بلاده ستواصل اتصالاتها الدولية بهدف الاتفاق على تدابير فعالة يمكنها مواجهة الانتهاكات الصهيونية للقانون الدولي، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية.

 

وفي لندن، قال وزير البيئة البريطاني ستيف ريد إن الوضع في غزة لا يطاق متهما حكومة بنيامين نتنياهو باتخاذ قرارات تزيد الأمر تعقيدا.

 

بدورها، طالبت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ الكيان الصهيوني بالسماح بالعودة الكاملة والعاجلة لدخول المساعدات لقطاع غزة، ودانت ما وصفتها بالتصريحات البغيضة والفظيعة لأعضاء من حكومة الاحتلال بشأن أهل غزة الذين يعيشون هذه الكارثة.

 

تعليق بيع أسلحة للاحتلال ومفاوضات للتجارة الحرة

 

وجاءت تلك التصريحات بعد يوم من تصاعد نبرة الانتقادات الغربية للكيان الصهيوني، إذ أعلنت بريطانيا فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة.

 

واستدعت الحكومة البريطانية السفيرة الصهيونية لإبلاغها موقفَ لندن الرافض لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.

 

كما أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها طلبت مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد والكيان الصهيوني.

 

في المقابل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر في الخارجية الصهيونية قوله إن الكيان الصهيوني أمام تسونامي حقيقي سيزداد سوءا.

 

عمليات هدم واعتقالات في الضفة

 

في غضون ذلك شرعت قوات الاحتلال الصهيوني في هدم قرى وتجمعات سكنية بأكملها في الضفة الغربية المحتلة، رافقتها حملات تفتيش دقيقة للمنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى تسليم إخطارات بهدم منازل المواطنين منذ فجر الأربعاء.

 

وهدمت قوات الاحتلال قرية خلة الضبع في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، بأكملها. وهي مكونة من 25 منشأة، بين منزل وكهف وحظيرة أغنام وبئر مياه. ويأتي هذا تزامنا مع قرار بتهجير وإخلاء 8 تجمعات سكنية في المنطقة.

 

وشرعت قوات الاحتلال في هدم منزل الشهيد عبد القادر القواسمي الذي نفذ مع اثنين من رفاقه عملية إطلاق نار عند حاجز النفق قرب بيت لحم قبل عام ونصف وأسفرت عن مقتل جندي صهيوني وإصابة 7 آخرين.

 

كما اقتحمت قوات الاحتلال فجر الأربعاء، قرية سرطة غرب سلفيت. ويأتي هذا الاقتحام في ظل استمرار عدوان الاحتلال على بلدتي كفر الديك وبروقين، والذي يدخل يومه السابع على التوالي، وسط حملات تفتيش دقيقة للمنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى تسليم إخطارات بهدم منازل المواطنين.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات