ويُثير البحث الجديد للباحثين في جامعة طهران آمالاً جديدة في علاج سرطان القولون من خلال إظهار تأثير إنترلوكين-17. ويوضح البحث أن زيادة السيتوكين إنترلوكين-17 (IL-17a) بشكل مستهدف في الدم والبيئة الصغيرة للأورام السرطانية، يمكن أن يكون فعالاً في العلاج المناعي لسرطان القولون CRC عبر تحفيز موت الخلايا المبرمج “الاستماتة” وتثبيط الجزيئات المسببة للنقائل السرطانية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مهرزاد، رئيس فريق البحث، حول ضرورة إجراء هذه الدراسة: يواجه سرطان القولون، باعتباره ثالث سبب للوفيات الناجمة عن السرطان في العالم – خاصة بين الشباب – زيادة مقلقة، مما يستدعي اكتشاف آليات جزيئية جديدة لتثبيط نمو هذا السرطان ومنع انتشاره. وأضاف: بحثنا متعدد التخصصات يدرس دور سيتوكين إنترلوكين-17 في تدمير الخلايا السرطانية والعلاج المناعي لسرطان القولون، وقد وصل إلى نتائج مبشرة للغاية، حيث أظهرت دراسة استمرت ست سنوات على 2900 مريض بسرطان القولون أن IL-17 يعزز عملية الاستماتة “الموت المبرمج للخلايا” ويؤدي في النهاية إلى زوال الخلايا السرطانية من خلال التحكم في الجينات والبروتينات المرتبطة بالاستماتة والالتهام الذاتي.
وتابع قائلاً: بالإضافة إلى ذلك، يُظهر IL-17 تأثيرًا مثبطًا في الغالب على الجزيء المنتج للموسين B3GATN2، ويمكنه السيطرة على عملية انتشار خلايا سرطان القولون في الجسم.
كما أشار أستاذ جامعة طهران إلى المنهجيات المستخدمة في الدراسة، موضحًا: استخدمنا في هذا البحث تقنيات متطورة مثل لطخة ويسترن، واللومينوميتري، وقياس التدفق الخلوي، والمجهر الإلكتروني لتحليل التغيرات فوق البنوية في الخلايا السرطانية تحت تأثير IL-17. مؤكداً أن هذا هو التقرير العلمي الأول الذي يظهر أن الزيادة المُحكمة في IL-17 لا تحفز الاستماتة في خلايا سرطان القولون فحسب، بل تمهد الطريق أيضًا لتصميم أدوية علاج مناعي مركبة من خلال تثبيط النقائل.
واختتم أستاذ كلية الطب البيطري بجامعة طهران حديثه بالقول: سيركز عملنا المستقبلي على تصميم حوامل نانوية ذكية لإيصال هذا السيتوكين بشكل مستهدف إلى الأنسجة السرطانية.