عراقجي: من المستحيل مخالفة فتوى قائد الثورة بشأن تحريم الأسلحة النووية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران لا ترغب في امتلاك أسلحة نووية، وقال: "هذه القضية متجذرة في معتقداتنا وتعود إلى فتوى قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد الخامنئي، الذي صرّح بأن امتلاك مثل هذه الأسلحة محرم، ولأننا دولة عقائدية دينية، فمن المستحيل علينا ان نحيد عن هذه الفتوى".

جاء ذلك في حوار اجرته قناة النيل الإخبارية مع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، خلال زيارته الى مصر أخيراً.

 

 

التعاون بين طهران والقاهرة يُسهم في ترسيخ الاستقرار في المنطقة

 

 

وقال: تُعدّ جمهورية إيران الإسلامية ومصر دولتين كبيرتين ومؤثرتين في منطقة غرب آسيا. ومن شأن التعاون بينهما في مختلف القضايا الإقليمية أن يُسهم في ترسيخ الاستقرار في هذه المنطقة وخفض التوترات، لا سيما في ظل الظروف الحساسة الراهنة التي تمر بها المنطقة والأزمات المتلاحقة فيها.

 

 

واضاف: لا شك أن العلاقات الثنائية بين البلدين، ومشاركتهما على المستوى الإقليمي، بالغة الأهمية. كما أن هذه المشاركة مهمة على المستوى الدولي؛ كما أن تعاوننا في مجال نزع السلاح والقضايا العالمية الأخرى بالغ الأهمية. فالتشاور في هذه المجالات مفيد وهام للغاية.

 

 

إيران تتفهم مخاوف مصر بشأن الوضع في البحر الأحمر

 

 

وقال عراقجي: من بين القضايا المهمة بين البلدين، بلا شك، كان الوضع الراهن في غزة من أهم القضايا التي ناقشناها؛ وضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 

 

واردف: كما ناقشنا بالتفصيل المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. شرحتُ لأخي السيد بدر عبدالعاطي آخر التطورات المتعلقة بهذه المفاوضات، وأهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من هذه المفاوضات، بالإضافة إلى التقدم والتطورات التي تحققت خلالها.

 

 

وتابع: أما على صعيد القضايا الثنائية، فأرى أننا أجرينا مناقشات مهمة؛ بما في ذلك تعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي وتنمية السياحة بين البلدين. والأهم من ذلك، تحدثنا عن بدء اجتماعات للحوار السياسي على مستوى نواب وزيري خارجية البلدين.

 

 

وقال: أعتقد أن هذه الزيارة كانت ناجحة. وفيما يتعلق بغزة، أود أن أؤكد بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل كامل الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبطبيعة الحال، إذا تم تنفيذ هذا الاتفاق فإننا سندعم بلا شك أي وقف لإطلاق النار يدعمه اهل غزة.

 

 

الكيان الصهيوني هو اساس جميع مشاكل المنطقة

 

 

وفيما يتعلق بمسألة أمن البحر الأحمر، هل يمكن القول إن إيران ومصر تتخذان سلسلة من الإجراءات المشتركة لإرساء الأمن في منطقة البحر الأحمر؟ قال: ما يحدث في البحر الأحمر هو في الواقع دعم الشعب اليمني لاهل غزة. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن السفن التي استُهدفت في البحر الأحمر إما تابعة للكيان الصهيوني أو كانت في طريقها إليه. كما أننا، وحسب علمنا، واجهت حركة الملاحة في هذه المنطقة بعض المشاكل في الفترة الأخيرة، وتأثرت بها عدة دول، بما فيها مصر. ومع ذلك، نأمل أن نشهد، مع تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، وقف إطلاق نار في البحر الأحمر أيضًا.

 

 

واضاف: حاليًا، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار بين أنصار الله والولايات المتحدة الأمريكية، وشهدنا استقرارًا أكبر في هذه المنطقة. لا شك أن اساس جميع مشاكل المنطقة هو الكيان الصهيوني؛ ما يحدث في البحر الأحمر هو إحدى نتائج الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان بحق الشعب الفلسطيني.

 

 

دعم إيران لجهود الحكومة المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة

 

 

وفي الرد على سؤال عن طبيعة الإجراءات المنسقة والمشتركة بين إيران ومصر بشأن أهمية وقف الحرب، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يواجه أزمة إنسانية خانقة؟ قال: ندعم الجهود التي تبذلها حكومتا مصر وقطر لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. وبطبيعة الحال، نعلن استعدادنا التام للتعاون من أجل إنجاح هذه الجهود. ولا شك أن هذه الجهود ستنجح حينما يوافق الشعب الفلسطيني وسكان غزة على ذلك.

 

 

واضاف: خلال اجتماعاتي، أكدتُ أن جمهورية إيران الإسلامية تدعم جميع الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. ونحن في جمهورية إيران الإسلامية على أتم الاستعداد لإنهاء هذه الحرب بشكل عادل وبما يتماشى مع مصالح الشعب الفلسطيني في غزة، ومستعدون للتعاون مع جميع الدول لتحقيق هذا الهدف.

 

 

تعزيز الثقة بين إيران ودول الجوار

 

 

وفيما يتعلق بعلاقات إيران مع الدول العربية بشكل عام، كيف تسير إيران في هذا الاتجاه؟ ما هي المبادئ والأسس التي ترتكز عليها لتطوير العلاقات وتحقيق الاستقرار في المنطقة؟ قال: نعتبر الدول العربية أصدقاءً وجيرانًا لنا، والأهم من ذلك، نعتبرها دولًا مسلمة وشقيقةً. وترتكز السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة (الحالية) للجمهورية الإسلامية الإيرانية على حسن الجوار وتعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة.

 

 

وتابع: في رأيي، ان العلاقات القائمة حاليًا بين إيران ومصر، حتى على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية، أوسع وأفضل من العديد من علاقاتنا مع الدول التي تربطنا بها علاقات دبلوماسية.

 

 

إيران والدول العربية في المنطقة اتخذت قرارًا استراتيجيًا هامًا

 

 

وفيما اذا كانت هناك تطورات استراتيجية محددة في سياسة إيران تجاه الدول العربية في السنوات الأخيرة، قال: لطالما تمنينا علاقات جيدة مع دول الجوار والمنطقة، وخاصة الدول العربية. لكن هناك حقيقة واقعة، وهي آثار دعايات الكيان الصهيوني وسياساته التي نشهدها. سياسات يحاول من خلالها تصوير إيران كتهديد للمنطقة، في حين أنه هو الذي يُشكل تهديدًا للمنطقة بأسرها.

 

 

واضاف: في السنوات الأخيرة، اتخذ الجانبان ، ايران والدول العربية، قرارًا استراتيجيًا بإزالة العقبات في العلاقات وتعزيزها، وعدم السماح للكيان الصهيوني – الذي يُشكل بلا شك تهديدًا للعالم العربي والعالم الإسلامي والمنطقة بأسرها – بالاختباء وراء ادعاءاته الكاذبة والواهية.

 

 

إيران ليست لديها أي رغبة في امتلاك الأسلحة النووية

 

 

وفيما اذا كان التوصل إلى اتفاق شفاف عبر المفاوضات النووية يُغلق الباب تمامًا أمام أي تهديد ام لا، قال: هذا يُبطل أحد أهم ادعاءات الكيان الصهيوني. نحن نُدرك تمامًا امتلاك الكيان الصهيوني لعشرات الرؤوس النووية، ومع ذلك يتهم إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. لكن موقفنا واضح وشفاف تمامًا؛ برنامجنا النووي سلمي ولا يُشكل أي تهديد لأي طرف أو دولة.

 

 

واضاف: بطبيعة الحال، لا نرغب في امتلاك أسلحة نووية، لأن هذه القضية مُتجذرة في عقيدتنا، وتعود إلى فتوى قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد الخامنئي، الذي حرم امتلاك هذه الأسلحة، ولأننا دولة عقائدية دينية، فلا يُمكننا ان نحيد عن هذه الفتوى.

 

 

وتابع: مع ذلك، من خلال الحوار والمفاوضات النووية، نُحاول إثبات أن برنامجنا سلمي بحت. وإذا كانت هناك أي أسئلة أو مخاوف، يُمكننا الرد عليها من خلال بناء الثقة وإحباط المؤامرات الصهيونية. نحن جادون تمامًا في هذا الشأن. سبق أن دخلنا في مفاوضات مع دول مجموعة 5+1 وتوصلنا إلى اتفاق نووي. رحّب العالم أجمع بهذا الإنجاز الدبلوماسي، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه وتخلّت عنه. لكن إيران قادرة على إثبات حسن نواياها مجددًا، وهي مستعدة لاتخاذ خطوات على طريق بناء الثقة.

 

 

تقرير غروسي غير منصف

 

 

وقال عراقجي: التقيتُ بالسيد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مصر. بالطبع، كان قد جاء إلى القاهرة لغرض آخر. استفدنا من حضوره في القاهرة وعقدنا اجتماعًا ثلاثيًا. كان الهدف من هذا الاجتماع مناقشة كيفية استخدام القدرات والإمكانات الفنية للوكالة، في ظل الوضع الراهن، لدفع المفاوضات واتخاذ الخطوات الدبلوماسية. كان هذا الاجتماع جيدًا، وقد عرضنا فيه وجهات نظرنا، ولكن لا بد لي من القول إننا لم نكن راضين عن التقرير الأخير الذي نشره السيد غروسي، ونعتقد أن هذا التقرير لم يكن منصفًا، وشابه العديد من نقاط الضعف.

 

 

واضاف: أكد لي رافائيل غروسي أن الوكالة تُركز على القضايا التقنية والتخصصية، ولا تسمح للمطالب السياسية لبعض الدول بأن تُدرج في تقاريرها. ومع ذلك، لا تزال بعض التساؤلات قائمة في هذا الصدد. أبلغتُ السيد غروسي بذلك، وقلتُ له إن الوكالة يجب ألا تحيد عن مسارها التقني والتخصصي، وألا تُصبح مؤسسةً سياسيةً أو أداةً في أيدي بعض الدول والقوى. عليها أن تؤدي دورها المحايد، وألا تسمح بأن تُصبح تقاريرها أداةً سياسيةً في أيدي بعض الدول.

 

 

وتابع: اسمحوا لي أن أضيف نقطةً أخرى؛ نحن سعداء للغاية بدعم مصر للمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تجري بشكل غير مباشر. نحن سعداء للغاية بهذا الدعم من مصر، وقد شكرتُ وزير الخارجية، السيد بدر عبد العاطي، بصدق. ونُقدّر بقوة أي مساعدة أو دعم من مصر في هذا الصدد.

 

 

واضاف: تتشابه مواقف إيران ومصر إلى حد كبير بشأن الأسلحة النووية. لقد اقترحنا مبادرة الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية عام ١٩٧٤، ودعمنا هذه المبادرة على مدار الخمسين عامًا الماضية. لدينا مواقف مشتركة وتعاون متبادل في هذا الصدد.

 

 

واردف عراقجي: المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة جارية بشكل غير مباشر، ونحن سعداء للغاية بدعم مصر في هذا الصدد. ولا شك أننا نعتبر أي دعم أو مساعدة من مصر في هذا الصدد امرا قيّما للغاية.

 

 

وقال: في الوقت الحالي، لم يُحدد الموعد الدقيق للجولة القادمة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. تواصل سلطنة عمان دورها الفاعل كوسيط في تنظيم وتسهيل هذه المفاوضات. وقد قُدِّم إلينا مؤخرًا اقتراح من الولايات المتحدة الأمريكية، وسنقدم ردنا المناسب عليه في الأيام المقبلة. وسيكون هذا الرد مبنيًا على المبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وبما يتماشى مع مصالح الشعب الإيراني، وبعد ذلك، سيحدد وزير خارجية عُمان موعد ومكان الجولة القادمة من المفاوضات.

 

 

المصدر: ارنا