المزارعون في سوريا يدقون ناقوس الخطر والجفاف يهدد موسمهم

يواجه مزارعو شمال شرق سوريا واقعا قاسيا، إذ بدأت بوادر الجفاف تظهر في الحقول الواسعة للقمح، مهددة مصدر رزق آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة كمورد أساسي. وتشير التقارير الميدانية إلى خسائر مادية جسيمة تكبدها المزارعون هذا العام نتيجة تدهور الظروف المناخية وغياب الأمطار.

قبل أن تشتد حرارة الصيف يواجه مزارعو شمال شرق سوريا واقعاً قاسياً، إذ بدأت بوادر الجفاف تظهر في الحقول الواسعة للقمح، مهددة مصدر رزق آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة كمورد أساسي. تشير التقارير الميدانية إلى خسائر مادية جسيمة تكبدها المزارعون هذا العام تجاوزت مئات الآلاف من الدولارات نتيجة تدهور الظروف المناخية وغياب الأمطار، في ظل تفاقم تأثيرات التغير المناخي الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وتراجع مستويات المياه الجوفية بشكل حاد.

 

 

وأكدت مصادر ميدانية أن العديد من المزارعين بدأوا التفكير جديا في مغادرة الأراضي الزراعية التي ورثوها أباً عن جد، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار هذا الوضع إلى موجة جديدة من الهجرة وارتفاع معدلات الفقر والجوع في المنطقة. الوضع لم يقتصر على المزارعين فحسب فقد بات رعاة الماشية يواجهون بدورهم صعوبات متزايدة حيث اضطر كثير منهم إلى بيع جزء كبير من مواشيهم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وشح المراعي، وسط تدهور حاد في الحالة الصحية للقطعان.

 

 

وكانت المنطقة قبل اندلاع النزاع السوري عام 2011 تعرف بسلة غذاء البلاد بفضل وفرة إنتاجها الزراعي، لكن اليوم بين أعباء الحرب المستمرة والتغيرات المناخية وتدهور البنية التحتية يجد القطاع الزراعي نفسه أمام تحديات تهدد بقائه. يذكر أن سوريا من أكثر الدول تأثرا بتغير المناخ في منطقة الشرق الاوسط، حيث شهدت في السنوات الأخيرة تكرار موجات الجفاف، ما أدى إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير. ويعتمد القطاع الزراعي في شمال شرق سوريا بشكل أساسي على الأمطار ما يجعل الفلاحين عرضة لتقلبات الطقس الحادة في ظل محدودية الدعم الحكومي والمؤسساتي.

 

 

المصدر: العالم