كبرى أميري
وأوضح حسن سالاريه في هذا الصدد: بناء على توجيهات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المؤكدة حول استغلال طاقات القطاع الخاص في صناعة الفضاء، وتعزيز أنشطته، وتكليفه بالمشاريع التي تتناسب مع قدراته، نواصل هذا العام وبشكل أكثر نشاطًا من السنوات السابقة عملية إسناد المشاريع وإبرام العقود مع القطاع الخاص، حيث تجري حاليًا عدة مناقصات في المنظمة. وأضاف: يتعين علينا تكليف مشاريع مماثلة بحلول نهاية العام لتعزيز قطاع الفضاء ضمن منظومة القطاع الخاص، حيث تركيز منظمة الفضاء منصب على تسريع وتيرة تطوير الصناعة الفضائية.
وتابع سالاريه: في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها قطاع الفضاء عالميًا، يتوجب علينا -إلى جانب الجهات الحكومية والمعاهد البحثية والمراكز العلمية والصناعات التابعة للدولة- امتلاك قاعدة عريضة من الشركات الخاصة التي تشارك في توفير المعدات المرتبطة بالأقمار الصناعية والأنظمة الفرعية، وكذلك في تصميم وتصنيع الأقمار نفسها، بما يُنشئ سوقًا تنافسية في الصناعة الفضائية.
وأوضح رئيس منظمة الفضاء: لتحقيق هذا الهدف، تُعدّ الشراء المسبق للصور أو المنتج النهائي أحد أدوات المنظمة، حيث أن امتلاك القمر الصناعي نفسه قد لا يكون بالغ الأهمية، ونحن نفضل أن تكون هذه الأقمار تحت إدارة القطاع الخاص؛ لكننا نُحفّز الشركات على الدخول في هذا المجال من خلال ضمان السوق وتأمينه.
وتابع قائلًا: وفقًا لهذا النهج، ندعم جزءًا من النشاط عبر ضمان السوق، بينما تعمل الشركات نفسها على تسويق الصور والخدمات التكنولوجية وتصدير المنتجات، ويمثل تنشيط الصناعة الفضائية في القطاع الخاص أولوية أساسية وجادة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجال الفضاء.
وصرح سالاريه بأنه نظراً للتأخير الحاصل في مجال الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية، تم تأجيل إطلاق عدة أقمار صناعية كانت مخططة منذ العام الماضي إلى هذا العام. وأوضح: إن القمر الصناعي للاتصالات “ناهيد 2” الذي يعد نسخة مطورة من “ناهيد 1” مع قدرات اتصال في نطاق KU، يتصدر قائمة الأقمار الجاهزة للإطلاق حالياً.
وأشار إلى أن الأقمار الصناعية الأخرى الجاهزة للإطلاق تشمل أقمار الاستشعار “ظفر” و”بايا”، بالإضافة إلى مجموعة أقمار “كوثر” التي تم تطويرها من قبل القطاع الخاص والمقرر إطلاقها هذا العام. وأضاف: إن عمليات الإطلاق التجريبي لمنظومة “الشهيد سليماني” ستبدأ قريباً، حيث أن بعضها جاهز للإطلاق، بينما سيتم إطلاق النماذج الرئيسية للمنظومة في النصف الثاني من العام الجاري.
وقال سالاريه: إن المنظمة تخطط أيضاً لإجراء تجارب إطلاق أخرى بهدف اختبار الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية. وأشار إلى وجود أقمار صناعية أخرى تابعة للقطاع الخاص من سلسلة “بجوهش” التي تم التعاقد عليها في السنوات الماضية مع معهد أبحاث الفضاء، ومن المقرر تسليمها هذا العام مع التخطيط لإطلاقها خلال العام الحالي.
موعد تشغيل قاعدة تشابهار الفضائية
وحول موعد تشغيل المرحلة الأولى من قاعدة تشابهار الفضائية، أعلن رئيس منظمة الفضاء: تعد هذه القاعدة أحد البنى التحتية الحيوية والهامة لصناعة الفضاء الإيرانية، وتشكل بوابة دخول إيران إلى السوق العالمية في مجال عمليات الإطلاق عبر هذه القاعدة؛ وبفضل الموقع الجغرافي المتميز لهذه النقطة، فإنها توفر إمكانية الوصول إلى مدارات ذات ميلان مداري متنوع. وأضاف: تم التخطيط للقاعدة على ثلاث مراحل، حيث تركز المرحلة الأولى على الصواريخ الحاملة ذات الوقود الصلب، وبدأت دراسات التصميم التفصيلية لها عام 2022، وتم وضع حجر الأساس عام 2023، ووفقاً للجدول الزمني، سنبدأ تشغيل هذه المرحلة من القاعدة صيف هذا العام.
وقال سالاريه: في الواقع، كان من الممكن بدء التشغيل منذ أواخر العام الماضي؛ لكن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات لاختبار مختلف أجزاء القاعدة. وأضاف: نصر على إجراء عمليات إطلاق تجريبية هذا العام عبر هذه القاعدة لاختبار وتقييم جميع أقسامها، مؤكداً أن القاعدة الفضائية هي منشأة تقنية معقدة ذات تفاصيل دقيقة، وتتطلب إجراء اختبارات متعددة. وتابع: من خلال عمليات الإطلاق التجريبية، ستدخل هذه القاعدة فعلياً في مسيرة خدمة صناعة الفضاء الإيرانية.