ولكن عقب الانسحاب الامريكي المُخزي من هذا البلد بعد أن دمّره الاحتلال وتركه في حالة خطيرة من الفوضى، واصلت واشنطن سياستها الهدامة في أفغانستان عبر تغذية الارهاب، وذلك لإظهار عجز طالبان والافغان عن إدارة بلادهم من دون دعم الغرب وعلى رأسه امريكا.
في السياق، قال وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال زرداري: إن “الأنشطة الإرهابية” التي تستهدف بلاده، مثل ما حدث في كراتشي وبيشاور، زادت بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
*دعوات باكستانية
ودعا زرداري على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل تطوير البنية اللازمة لتمكين السلطات في أفغانستان من إفشال “المخططات الإرهابية” التي قد تنشأ من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، على حد تعبيره.
وأكمل: إن باكستان هزمت المتطرفين داخلها وحققت نوعا من الاستقرار لفترة معينة، لكن بعد الانسحاب الأميركي من كابل زادت قوة هذه المجموعات على المستوى السياسي والعملياتي. وأضاف أن على المجتمع الدولي أن يأخذ التهديدات الإرهابية التي تصدر من أفغانستان على محمل الجد، مؤكدا أن بلاده تواجه ما وصفها بـ”ارتدادات الإرهاب” بالنظر إلى قرب باكستان من أفغانستان.
*إستطلاعات تفضح الأمريكان
وأظهر استطلاع رأي عام أجري العام المنصرم في 24 دولة حول العالم، بما في ذلك أفغانستان، أن ما يقرب من 80% من الأفغان الذين شاركوا في الاستطلاع يرون أن الحرب الأمريكية في أفغانستان قد كسرت ثقة العالم في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، قال 80.4% من المشاركين من بلدان أخرى إن الحرب التي تم شنها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب أدت إلى “المزيد والمزيد من الإرهاب”.
وفي عام 2001، شنت الولايات المتحدة الحرب على أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب. من بين الأفغان المشاركين، يعتقد 78.2% أن “نهج الولايات المتحدة في الإطاحة بحكومة دولة أخرى ذات سيادة تحت شعار مكافحة الإرهاب تصرف خاطئ تماما”، و62.4% من المستطلعين في جميع أنحاء العالم يشاركونهم نفس الرأي. إضافة إلى ذلك، يعتقد 79.6% من المشاركين الأفغان أن “الولايات المتحدة لم تحقق أهدافها المحددة في نشر الجيش وكانت فاشلة تمامًا”، بينما أعرب 67% من المستطلعين في عموم العالم عن نفس الرأي.
وخلافاً لما كانت تزعمه امريكا لم تحقق اي انجاز جيد في افغانستان سوى انها خلّفت دمارا وخرابا هائلاً.
*طالبان باكستان تصعّد
ولوّحت طالبان باكستان السبت بشن هجمات جديدة ضد قوات الأمن غداة اعتداء تبنته الحركة استهدف مقرا للشرطة في كراتشي وأوقع أربعة قتلى. وطالبان الباكستانية التي ظهرت علنا في البلاد عام 2007، منفصلة عن طالبان الأفغانية، لكنها مدفوعة بالعقيدة المتشددة نفسها.
وهددت طالبان باكستان السبت بشن هجمات جديدة ضد قوات الأمن. وقالت حركة طالبان باكستان في بيان السبت إن “على الشرطيين النأي بأنفسهم عن الحرب التي نخوضها ضد الجيش … وإلا فإن الهجمات ضد مقار كبار مسؤولي الشرطة ستستمر”.
وتابع البيان “نود أن نحذّر مرة جديدة الوكالات الأمنية بوجوب الكف عن اضطهاد سجناء أبرياء في مواجهات وهمية وإلا فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكثر حدة”.
وتبنت الحركة اعتداء استهدف شرطيين في كراتشي وقع بعد أقل من ثلاثة أسابيع على هجوم انتحاري في مسجد يقع داخل مقر للشرطة في بيشاور (شمال غرب) وأسفر عن مقتل أكثر من 80 عنصرا.
مساء الجمعة، اقتحمت فرقة انتحارية تابعة لطالبان مجمعا للشرطة مترامي الأطراف في كراتشي، العاصمة الاقتصادية والمالية لجنوب البلاد. وأعقب ذلك معركة بالأسلحة النارية استمرت لساعات وانتهت عندما قُتل اثنان من المهاجمين بالرصاص وفجر ثالث نفسه.