وكتب السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، تطالب بشكل عاجل بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن دون أي تأخير، للنظر في هذا العمل العدواني الواضح وغير القانوني، وإدانته بأشد العبارات الممكنة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في إطار مسؤوليات المجلس المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وجاء في نص الرسالة ما يلي:
في استمرار لرسائلنا السابقة المؤرخة في 13، 16، 18، 19 و20 يونيو 2025 (بأرقام الوثائق S/2025/379، S/2025/387، S/2025/388 وS/2025/391)، وبناءً على تعليمات الحكومة الإيرانية، أودّ أن ألفت انتباهكم العاجل، أنتم وأعضاء مجلس الأمن، إلى الخطر الجسيم الذي يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، نتيجة لاستخدام الولايات المتحدة الأميركية غير القانوني للقوة ضد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها.
ففي الساعات الأولى من صباح يوم 21 يونيو 2025 (بالتوقيت المحلي)، شنت الولايات المتحدة الأميركية، وبالتنسيق الكامل مع الكيان الإسرائيلي الذي كان في ذات الوقت يقصف المدنيين والبُنى التحتية الحيوية في إيران، غارات جوية مخططة ومتعمدة، دون أي استفزاز مسبق، استهدفت ثلاثة مواقع ومنشآت نووية خاضعة للرقابة الدولية في فوردو ونطنز وأصفهان.
وبعد ذلك مباشرة، أعلن رئيس الولايات المتحدة الأميركية مسؤوليته الكاملة عن هذه الهجمات الفظيعة والاستخدام غير القانوني للقوة ضد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها، أولاً على منصة “تروث سوشيال”، ثم في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض.
تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأشد العبارات هذه الأعمال العدوانية المخطط لها مسبقاً، والتي جاءت دون أي استفزاز، وتُعد امتداداً للهجوم العسكري الواسع الذي شنه الكيان الصهيوني في 13 يونيو ضد المواقع والمنشآت النووية السلمية الإيرانية.
إن هذه الأفعال العدوانية السافرة تم تنفيذها من قبل كيان ليس طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ــ أي الكيان الإسرائيلي الذي يمتلك قدرات نووية غير معلنة، ولا يخضع لأي نظام رقابي، ويملك سجلاً معروفاً في مهاجمة المنشآت النووية السلمية في المنطقة ــ وكذلك من قبل الولايات المتحدة الأميركية، العضو الوحيد في الأمم المتحدة الذي استخدم السلاح النووي في حرب، حيث ارتكبت مجازر بحق ملايين المدنيين خلال الحرب العالمية الثانية، والآن تستهدف علناً المنشآت النووية السلمية الإيرانية التي لطالما خضعت لرقابة صارمة وتحقق دائم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.