تتواصل موجة الأعمال الفنية التي أبدعها الفنانون الإيرانيون ردًا على الهجمات الوحشية التي شنّها الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية.
وفي هذا السياق تم إنتاج ونشر المجموعة الفنية “بأيّ ذنب؟” عقب الهجوم الذي شنّه الكيان الصهيوني واستشهاد عدد من أطفال إيران الأبرياء.
هذه المجموعة الفنية التي تحمل عنوان “بأيّ ذنب؟” تتشكّل وسط ضجيج الحرب الإعلامية وصراع السرديات، لتُجسّد صوت الأطفال الضحايا الذين صمت العالم عنهم؛ أولئك الذين فقدوا حياتهم في ظلّ الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني.
هذه المجموعة من الملصقات تُجسّد روايةً وصورةً موثّقة لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب وقاتل الأطفال، حيث استُشهد هذه المرة أطفالٌ إيرانيون وارتقوا إلى معراج الشهادة.
وقد أُطلق هذا المشروع من قِبل قسم الطفل والناشئة في الحوزة الفنية، ويهدف إلى تقديم ردّ إنساني وفني على هذه الفجائع من خلال لغة الصورة. حتى الآن، تم نشر ٢٢ عملًا فنيًا من هذه المجموعة، ولا تزال أعمال جديدة تُصمَّم وتُستكمل يوميًا.
من عدسة الفن إلى وجه الجريمة
كلّ صورة في هذه المجموعة تروي حكاية منفصلة عن الألم والمظلومية: نظرة مذهولة، جسدٌ هامد في حضن أب، أو مشهد من دارٍ للأطفال. هذه الأعمال، دون حاجة إلى شرح، تُفصح عن جرائم دُفنت في أعماق الوعي الجمعي.
أما عنوان المجموعة—المأخوذ من الآية القرآنية “بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت”—فهو سؤال أبدي: بأيّ ذنب قُتل هذا الطفل؟
الفن… صوت من لا صوت لهم
في زمنٍ تُغسل فيه الحقائق بموجات التحريف الإعلامي، تؤدي هذه الأعمال الفنية دور الوثائق البصرية؛ وثائق تخاطب المتلقي بلغة الصورة العالمية، وتدعوه إلى التأمل، والتساؤل، والتضامن.
حين تتقاطع الصورة مع العزاء
تزامن إصدار هذه المجموعة مع حلول شهري محرم وصفر، ما أضفى عليها معنًى مضاعفًا، وربطها روحيًا بمفاهيم المقاومة، والثأر، والمظلومية. كأنها مرثية بصرية لأطفال لم يُمنحوا حتى فرصة البكاء.
من السرد إلى الرسالة
“بأيّ ذنب؟” ليست مجرد مجموعة ملصقات، بل صرخة خرجت من رحم الحقيقة لتقول: لقد كنا شهودًا على الجريمة، ولم نمرّ بها صامتين.
وفي وصف المجموعة، جاء أن هذه الملصقات تُجسّد رواية وصورة موثّقة لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب وقاتل الأطفال، حيث ارتقى هذه المرة أطفالٌ إيرانيون إلى معراج الشهادة. ولا شك أن دماء الأبرياء، امتدادًا لمظلومية علي الأصغر (ع)، ستُسرّع بإذن الله في زوال هذا الكيان.
أنتم بدأتم هذه الحرب… ونحن من سينهيها.
وسنبقى… بالأمل.