اكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الايراني “عباس صالحي” على ان المجتمع الإيراني أصبح موحدا ومتضامنا بعد الهجوم الأمريكي على إيران، لافتا الى ان الشعب الإيراني لا يخضع للتهديد والإذلال.
وبعد زيارة قام بها لمقر وكالة إرنا،اثنى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الايراني “عباس صالحي” على جهود الصحفيين والمصورين والعاملين في تسجيل وتصوير الشجاعة الوطنية والتضامن والوحدة هذه الأيام، وصرح قائلا: اعتقد الكيان الصهيوني ان المناخ الاجتماعي في إيران قد انهار، وأنه قادر على تنفيذ هجمات عسكرية وأمنية.
لدى العدو فكرة خاطئة عن المناخ الاجتماعي في إيران
وأوضح أن تصور العدو يرتكز على مبدأين: الأول يرتكز على التصورات التي نقلتها التيارات المعادية للشعب الإيراني والنظام إلى الكيان الصهيوني، والثاني يرتكز على بعض التصورات المستندة إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تراجع رأس المال والامل الاجتماعيين.
وبالتالي ، دفع هذان المبدأين الكيان الصهيوني إلى استنتاجٍ مفاده أنه يتعامل مع مجتمعٍ منهار يستطيع هزيمته دون عائق. لكن ما غفلا عنه هو البنية الإيرانية؛ فالإيرانيون قد يكونون متوترين أو ناقدين ويحتجون على قضايا معينة؛ لكن حساسياتهم وتحيزاتهم تنصب على قضايا لا يرغبون في التراجع عنها.
وذكّر صالحي ان هذا الخطأ ارتكبه صدام ايضا في السابق،موضحا انه عندما عندما هاجم إيران في أيلول/سبتمبر 1980، بدا تحليله السطحي صحيحا نسبيا حيث انهار الجيش الإيراني، وكان حرس الثورة الاسلانية لم يكتمل تشكيله بعد وكانت الصراعات بين الأحزاب مستمرة.و كان صدام يعتقد أنه من أجل خلق المساحة لمهاجمة إيران، فإنه كان يتعامل مع مجتمع منهار يمكنه الوصول بسرعة إلى طهران.
وتابع واليوم لا يزال الكيان الصهيوني يظن أنه يستطيع التحرك بسرعة وتحقيق نتائج، لكنه يجهل أن إيران لديها أسس تاريخية، وهذه الأسس التاريخية التي بنت البلاد تأتي لمساعدة إيران في هذه الأوقات.
الشعب الإيراني يعرف إلى أي جانب يقف عند المنعطفات التاريخية
وأكد وزير الثقافة أن المجتمع الإيراني بعد الهجوم الأمريكي على إيران لا يزال موحدا ومتكاتفا وواثقا، موضحا انه عندما يُهدد الشعب الإيراني أو يشعر بالإهانة، فإنه يقاوم، فالروح الإيرانية ليست وليدة العام أو العامين أو العشر سنوات الماضية ، مشيرا الى ان الكيان الصهيوني اللقيط لديه شهادات ميلاد وبنية اجتماعية مزورة؛ ولكن دولة ذات حضارة طويلة الأمد طورت داخلها روحا متينة لا بد من أخذها في الاعتبار.
وثمن صالحي مواقف الشعب الايراني الذي يتحلى بهذه الابعاد القيمة التي ترفض الاذلال والتهديد وتقاومها، لافتا الى انه يجب على مسؤولي البلاد أن يكونوا شاكرين لهذا الشعب العزيز، فرغم كل المصاعب والمشاكل والظلم الذي يواجهونه، إلا أنهم يعرفون أين يقفون عند هذه المنعطفات التاريخية.
على مقاومتنا الإعلامية ان تكون بنفس أهمية مقاومتنا العسكرية
وأشار إلى أن الحرب الإعلامية والنفسية هي جزء من الحرب العسكرية، وقال: العدو مهد بالفعل لهذه الحرب النفسية من خلال إنفاق الكثير من الأموال، ومن الطبيعي إذا أن نكون في حالة حرب هجينة، وتصبح مقاومتنا الإعلامية بنفس أهمية مقاومتنا العسكرية، لأن هذا هو المجال الذي يتم فيه تحديد الفائز النهائي ويكتسب المعنى.
وتابع انه يجب على النخب تعزيز قدرة تحليل المجتمع والمساهمة في قدرة التحليل الاجتماعي على مختلف المستويات للشعب، حيث انه في الوضع الراهن، تكتسب الثقافة الإعلامية التي تركز على التحليل الإعلامي أهمية بالغة، مشيرا الى ان المجتمع الذي يفكر في إيران وبمصالحها الوطنية، ويعتبر إيران مهمة بالنسبة له، لا ينبغي أن يقع في خطأ التحليل.
كما أعرب وزير الثقافة عن امتنانه لجميع الشخصيات الثقافية، قائلا: لقد فاق حضورهم التوقعات في الأيام العشرة الماضية، حيث اتخذوا خطوات لافتة على اختلاف أذواقهم وآرائهم، داخل البلاد وخارجها، ودون أن يطلب منهم أحد أو يأمرهم.
ومضى يقول ان هذه الأيام العشرة تعد من أكثر الفترات التي لا تُنسى في تاريخ إيران. وهذا ليس مبالغة، فقد مرّت حياتنا بفترات مختلفة؛ شهدنا الثورة وشهدنا الدفاع المقدس (الحرب الايرانية-العراقية المفروضة). واعتبر ان “الدفاع الوطني” و”الحياة الطبيعية” ركيزتان أساسيتان ومتوازنتان يجب تعزيزهما في آنٍ واحد.