أكدت نادرة رضائي، مساعدة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الفنية، خلال زيارتها لوكالة “إرنا”، أن الوزارة تسعى إلى إبراز الأنشطة الفنية في طهران، قائلة: “نريد أن نقول إن مدينة طهران تنبض بالحياة، وهذه الحياة مستمرة، والفن هو المساعد في تدفق هذه الحياة.. لذلك، تحت شعار “المدينة، الحياة، الفن”، استؤنفت العروض المسرحية والموسيقية والفنون الأدائية في شوارع طهران”.
كما أشادت بتضحيات الشهداء، لا سيما شهداء الأيام العشرة الأخيرة، من مدنيين وعلماء وقادة وعسكريين، الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن.
الإعلام لا يجب أن يُطبع العدوان
دعت رضائي وسائل الإعلام إلى عدم السماح بتطبيع هذه الاعتداءات، التي أودت بحياة عسكريين ومدنيين أبرياء، مؤكدة أن كلّ هذه الأرواح قُدّمت فداءً للوطن والدفاع عن كيان إيران.
وأشارت إلى أن عدة شهداء سقطوا من الوسط الفني، وقالت: “نحن في أيام عصيبة، حيث تعرضنا لعدوان خلال مسار دبلوماسي تفاوضي معتاد. ظنّ العدو أنه باغتنا في الأيام الأولى، لكننا فوجئنا – حتى نحن – بمستوى التضامن الوطني بين الفنانين، وهو برأيي أقوى أسلحتنا.
لقد تجلّى هذا التضامن بأبهى صوره، وهو ثمرة فنّ النساء والرجال والأطفال والشباب وتجاربنا في الأوقات الصعبة. من هذا المنطلق، أعتقد أن كلّ شعب إيران فنان”.
الفن في كلّ زاوية
قالت رضائي: “قد يتجلّى هذا الفن في بائع “شيرمال” (نوع من الخبز الحلو في إيران) يكتب اسم الوطن في وسط خبزه، أو في عازف كمان في أحد أزقة طهران رغم دويّ القاذفات، أو في فنان ناقد يختلف في الرؤية، لكنه حين يُذكر اسم إيران، يضع كلّ شيء جانبًا ويقف في صفّ الوطن”.
وأعربت عن شكرها العميق لكلّ الفنانين داخل إيران وخارجها، مؤكدة أن بعضهم فاجأها بمواقفه رغم أنها لم تكن تتوقع منهم ذلك، وأن حضورهم كان باعثًا للأمل لدى الناس.
مفاجآت الشعب الإيراني… وردود فعل فورية
أشارت رضائي إلى أن من خصائص الشعب الإيراني القدرة على المفاجأة، وقالت: “في هذه الأيام، أظهر الناس ردود فعل فورية ومدروسة، رغم أننا كنا نعيش أجواء دبلوماسية ونستعد لجولة سادسة من المفاوضات، لكن التضامن الوطني اندمج بسرعة مع الحياة اليومية، وكلّ فرد حاول أن يساهم بطريقته”.
مبادرات فنية في قلب الأزمة
أشادت رضائي بمبادرات الفنانين، من نشر منشورات بسيطة إلى إنتاج أعمال فنية مركبة، وذكرت مثالًا عن الفنان رضا كيانيان الذي ارتدى زيّ مسعف في الهلال الأحمر وتوجّه إلى الميدان لدعم فرق الإغاثة، واصفة ذلك بأنه فنّ الابتكار في الأزمات.
إيران… خطّنا الأحمر
قالت رضائي إن الفنان علي قمصري بادر بالعزف في برج آزادي، رمز المقاومة في طهران، كما أشادت بفنانين رسموا على الأسطح أو في الشوارع، ومنهم من قال: “إن قُتلت، فليكن ذلك وأنا أرسم، في سبيل الفن”.
أكدت أن اسم إيران هو الخط الأحمر للجميع، وأننا بحاجة إلى كلّ من ينبض قلبه بحبّ الوطن، مهما كانت رؤيته، وشكرت الفنانين في الخارج الذين دعموا إيران رغم الهجمات الإعلامية ضدهم.
الفنّ يعزّز صمودنا
أشارت رضائي إلى إطلاق حملة “باسم إيران”، التي يقودها ناشطون مدنيون، وقالت إنها تجربة مدهشة أن يلتقي العمل الحكومي مع حملة وطنية، وأن الجميع اجتمعوا من أجل الوحدة الوطنية والدفاع عن الوطن، وأن المطلوب الآن هو ربط الحياة اليومية بهذا الدفاع.
وأضافت أن الحملة بدأت من طهران، واستهدفت إشراك شخصيات من مختلف المجالات: ثقافية، فنية، رياضية، سياسية، علمية، مدنية، وأن حملة “إیرانم” تسير بالتوازي معها.
المدينة، الحياة، الفن
قالت رضائي إن المرحلة التالية كانت إبراز الأنشطة الفنية في طهران، تحت شعار “المدينة، الحياة، الفن”، وأن العروض المسرحية والموسيقية استؤنفت، وأن المرحلة القادمة تشمل إشراك المحافظات لتعزيز الصمود.
استئناف تدريجي للأنشطة الفنية
أوضحت أن بعض الأنشطة لم تتوقف، مثل السينما، باستثناء الأفلام الكوميدية، لكن الأنشطة الحيّة توقفت مؤقتًا مراعاة لصحة الفنانين والجمهور، ثم استؤنفت تدريجيًا منذ السبت، ومنها عروض موسيقية ومسرحية مجانية في مسرح المدينة.
كما عادت الأنشطة في قاعة الفن وبعض المسارح الخاصة، وتم التنسيق مع الفنانين لاستئناف العمل في القاعات والمعارض.
وأشارت إلى أن الوزارة تسعى لتقديم تسهيلات للفنانين، وأن القرارات قد تُتخذ يوميًا حسب تطورات الوضع، وأنهم يفكرون في مختلف السيناريوهات.
عروض فنية حيّة في طهران
قالت رضائي إن الجمهور المستهدف هو سكان طهران، وأنهم بدأوا العروض في أماكن مختلفة، منها عرض علي قمصري في ساحة “آزادي”، كما تم عرض فرقة عاشيق الأذربيجانية في ساحة “هفت تير”.
ويوم الثلاثاء كان هناك عرض لفرقة موسيقية من بوشهر في “تجريش”، ويوم الأربعاء عرض الأوركسترا السيمفونية لطهران بقيادة نصير حيدريان، الذي عاد من النمسا بعد 45 عامًا، رغم محاولات السفارة النمساوية لإخراجه من إيران، لكنه فضّل البقاء إلى جانب شعبه.
كما سيُقام عرض آخر اليوم الأربعاء، يشارك فيه طلاب معاهد الموسيقى من الجنسين، وسيُقام عرض مسرحي يوم الخميس في مسرح المدينة، وهو آخر يوم قبل بدء شهر محرم.
واختتمت بالإشارة إلى خيمة فنية خاصة بمحرم، سيُعلن عنها قريبًا.