وأوضحت باقري، خريجة تخصص الصيدلة (فرع علم الأورام الدوائي) من جامعة مالايا، أنّ هذا الإنجاز تم بالاعتماد على المعرفة المحلية والبوليمرات الطبيعية، ويُعد خطوة واعدة نحو تحسين سبل علاج الأورام المقاومة وتقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
وقام الفريق البحثي بتصميم كريات هيدروجيلية ذكية، حساسة لدرجة الحموضة (pH)، مصنوعة من بوليمرات طبيعية كالألجينات وصمغ الغوار، قادرة على نقل مستخلص Brucea javanica النباتي. وتتميّز هذه الكريات بقدرتها على حماية المركب الدوائي في البيئة الحمضية للمعدة، ثم إطلاقه بشكل موجه وتدريجي في البيئة القلوية للقولون.
وتحمل هذه التقنية الحديثة فوائد متعددة، من أبرزها تقليل الجرعة اللازمة من الدواء، تحسين فعالية العلاج، والحد من الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج الكيميائي التقليدي.
وعلى الرغم من أن هذه الكريات الذكية ما زالت في مراحلها الأولى من التطوير، فإن نتائج الدراسة حتى الآن تُبشّر بآفاق جديدة في مجال العلاج الذكي وغير الجراحي لسرطان القولون والمستقيم.
وقد نُشرت نتائج هذا البحث في مجلتين علميتين دوليتين مرموقتين ذات معامل تأثير عالٍ، ضمن أطروحة الدكتوراه التي أنجزتها الباحثة تحت إشراف الدكتور Shaik Nyamathulla والدكتورة Nur’Ain Salehen.
وأكدت باقري أنّ المشروع انطلق من الحاجة إلى إيجاد بدائل علاجية أقل ضرراً وأكثر فاعلية من الأدوية الكيميائية مثل 5-FU، والتي غالباً ما تُسبب أعراضاً جانبية مزعجة. وأضافت: “استخدمنا مستخلص Brucea javanica المعروف في الطب الصيني التقليدي بخصائصه المضادة للأورام، بهدف دمج الفاعلية العالية مع الأمان العلاجي”.
واختتمت الباحثة بالتأكيد على أهمية استخدام النباتات الطبية في ابتكار علاجات فموية ذكية ورخيصة وفعّالة، معتبرة أن تقنيات مثل “نظام الإطلاق الموجّه للأدوية” يمكن أن تُحدث تحولاً جذرياً في علاج الأمراض المزمنة مثل السرطان.
