انطلقت صباح اليوم السبت 28 يونيو / حزيران، الموافق للثاني من شهر محرم الحرام، في طهران مراسم تشييع الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوأمريكي الاخير على ايران.
والمشاركة الجماهيرية الواسعة في هذه المراسم هي بمثابة صفعة مدوية جديدة يوجهها الشعب الايراني إلى الثنائي الأمريكي الاسرائيلي، تضاف إلى الصفعات التي وجهها له خلال 12 يوما من العدوان، بل هذه الصفعة ستكون أكبر وقعا على وجه هذا الثنائي الاحمق، الذي كان ظن خاطئا، أن الشعب الايراني سيترك الساحة فور أول هجوم على ايران، فاذا بهذا الشعب يرسم ملحمة خالدة في الوحدة والتلاحم، كانت عاملاً حاسماً في تعزيز قوة الردع لدى القوات المسلحة الايرانية، كما كانت من أهم عوامل الكشف عن شبكات الجواسيس والعملاء الذين دستهم السي أي أيه والموساد واجهزة الاستخبارات الغربية الأخرى في الداخل الايراني.
أن الخطأ الفادح الذي وقع فيه الثنائي الأمريكي ألاسرائيلي في عدوانه الاخير على ايران، لم يكن سببه جهل هذا الثنائي بطبيعة الشعب الايراني فحسب بل في اعتماده ايضا على جماعات من انصار الملكية والمنافقين واعداء الثورة، كمصدر للمعلومات عن الداخل الايراني، وهي معلومات اثبتت الأحداث زيفها، وتبين أن العلقة بين الشعب الايراني والنظام الإسلامي، لم تكن كما صورتها تلك الجماعات، التي حاولت التعتيم على الحس الوطني والديني القوي للشعب الايراني، وتمسكه بارضه واستقلاله وسيادته.
وحاول الثنائي الأمريكي الاسرائيلي إظهار الشعب الايراني في واد والنظام الإسلامي في واد اخر، وظهر ذلك جليا في الأيام الأولى من العدوان عندما خاطب نتنياهو وترامب الشعب الايراني، وطلبوا منه النزول إلى الشوارع والانتفاضة ضد الحكومة، فاذا بالشعب الايراني، بكل قومياته وطوائفه وتوجهاته السياسية، ينزل فعلا إلى الشوارع ولكن لا لينتفض ضد الحكومة بل ليعلن دعمه لها وللقوات المسلحة، وكذلك لاصطياد عملاء الموساد والسي أي ايه، وبذلك اربك الثنائي الارهابي، الذي انتقم من الشعب الايراني عبر استهدافه المدنيين، فاستشهد العشرات من النساء والأطفال.
واليوم نزل الشعب الايراني إلى الشوارع مرة أخرى ليحمل على كتفه جثامين الشهداء الأبرار من قادة عسكرين وعلماء نوويين وطلاب مدارس ونساء واطفال بينهم رضع، ليبايعهم على المضي قدما دون تردد على دربهم، وليؤكد للثنائي الأمريكي مرة أخرى، أن الوحدة بين أبناء الشعب الايراني، والتلاحم بين هذا الشعب والقوات المسلحة، والدعم غير المحدود للنظام الاسلامي، هو أكبر من أن تخترقه أو تضعفه المخططات الأمريكية الاسرائيلية الخبيثة.
الايدي التي رفعت جثامين الشهداء اليوم، والحناجر التي صدحت بشعارأت الموت لأمريكا والموت لـ”اسرائيل”، تقول بلسان الحال أن الشعب الايراني هو صاحب هؤلاء الشهداء وهو صاحب الدم، فالشهداء هم أبناء هذا الشعب، ولن تذهب دماؤهم هدرا، وعلى الكيان ألاسرائيلي أن يدفع ثمن هذه الدماء عاجلا أم اجلا، كما دفع جانبا من هذا الثمن خلال 12 يوما، عندما شارف الكيان على الانهيار تحت وطأة حركة الشعب الإيراني وقدرات القوات المسلحة الايرانية، لولا تدخل امريكا لانقاذه، لذلك على اعداء ايران أن يقراوا تاريخ الشعب الايراني، قبل أن يرتكبوا حماقة كما ارتكبها نتنياهو و ترامب.