من الطبيعي وبدافع الحب والفرحة بالأمومة أن تتعجل الأم سماع صوت طفلها الجديد وهو ينطق أول الحروف، وتفرح بلا حدود لمجرد أن تسمع ما يعرف بصوت “المناغاة”، وهي الأصوات العشوائية التي تصدر منه مبكراً وخاصة عندما يكون طفلها سعيداً ومرتاحاً، ولذلك فمن الطبيعي أن تشعر بالخوف والقلق لو تأخر طفلها في الكلام مثل باقي الأطفال ممن هم في عمره، وتبدأ في البحث عن علاج ونصائح وتطبيق بعض الوصفات لتسريع نطق طفلها.
هناك شروط معينة إذا ما حدثت عند الطفل يمكننا أن نقول إن الطفل يعاني من التأخر في النطق، كما أن هناك أسباباً وعوامل تؤدي إلى تأخر الطفل في الكلام وعوامل أو خطوات أخرى تسرع في النطق عند الأطفال، سوف نشير إلى 5 خطوات مهمة لكي يتكلم طفلك بسرعة من دون مشاكل:
1- تدليك ومساج عضلات الطفل لكي يتكلم طفلك بسرعة
اهتمي بتدليك منطقة العضلات في وجه الطفل ومنذ ولادته ولا تغفلي هذه الخطوة المهمة على الإطلاق بدافع خوفك على المولود أو أنه ما زال صغيراً وطرياً، ويجب أن تعرفي كيف يؤثر التدليك على نمو الطفل الرضيع؟ فمن الطبيعي أن يبدأ المولود في إطلاق بعض الأصوات التي تدل على استعداده للنطق، ونطق الطفل هو وسيلة تواصلية مهمة ودلالة على سلامة الدماغ وكذلك أجهزته السمعية وملحقات الجهاز التنفسي العلوية وخطوة إجراء تدليك لعضلات الوجه تسهم بشكل كبير في تسريع النطق لديه من دون مشاكل.
قومي باستخدام أطراف أصابعك وبكل رقة في تدليك عضلات وجه طفلك، ويمكن الاستعانة بالطبيب المختص من أجل تعلم خطوات التدليك، كما يفضل أن تتواصلي مع أخصائي النطق والتخاطب لأنه يمكنه تحديد إذا ما كان التدليك مناسباً لطفلك، ويمكنه أيضاً تقديم الإرشادات وتعليمك الخطوات اللازمة حول كيفية القيام بهذه الخطوة بشكل صحيح وآمن، حيث يفيد التدليك في تحسين مرونة العضلات المرتبطة بالفم، وتعزيز الدورة الدموية فيها، وتنشيط الأعصاب المرتبطة و المشاركة في عملية النطق وهي عملية تكاملية وليست عملية منفردة.
2- القراءة للطفل وإبعاده عن الأجهزة الإلكترونية لكي يتكلم بسرعة
اعلمي أن هناك مخاطر كبيرة على استخدام الأجهزة الإلكترونية بكل أنواعها ومنها الشاشات الكبيرة والأجهزة اللوحية على الطفل، حيث إن بعض الأمهات يقمن بترك الطفل أمام شاشة التلفاز مثلاً لكي ينشغل عن البكاء والتعلق بالأم، وبالتالي تؤثر هذه الطريقة على لغة الطفل واستعداده للنطق لاحقاً.
توقعي أن يصاب طفلك بتأخر في النطق وقد يمر العام الأول على طفلك وهو لم يتكلم أي حرف أو بداية كلمة وذلك لأن تعريض الطفل مبكراً للشاشات الإلكترونية بأنواعها يؤدي إلى تدمير خلايا الدماغ وعدم بناء الشبكة العصبية التي تغذي الدماغ وتوسع من رقعة خلايا المخ التي تساعد على التواصل والكلام، إضافة لأن هذا الخطأ يتسبب في إصابة الطفل بأمراض سلوكية وتعرضه لخطر الإصابة بأمراض سلوكية مختلفة زاد انتشارها في هذه الايام، ومنها طيف التوحد وفرط الحركة وتشتت التركيز والانتباه، لأن الطفل في الحقيقة يحتاج إلى التعلم بالتفاعل وليس عن طريق تكرار نفس المشاهد أمام عينيه من دون أن يتفاعل معها، ولذلك فلا يمكن أن تصبح الشاشات الإلكترونية على أنواعها وتطورها وإغراء شكلها وإمكانياتها لمصدر للتعلم عوضاً عن التواصل الحقيقي مع الأم وقيامها بالحديث والكلام معه والغناء واللعب التفاعلي منذ أيام الولادة وخلال عامه الأول خصوصاً، حيث يؤدي قيام الأم بمثل هذه الخطوات إلى تعزيز مستوى ذكاء الطفل ورفع كفاءة دماغه مما يعجل بالنطق لديه كوسيلة للتواصل مع العالم الخارجي.
3- تدريب الطفل على أسماء المجسمات لكي يتكلم طفلك بسرعة
اهتمي بأن تنثري الألعاب الصغيرة ذات الالوان الزاهية والجذابة حول طفلك ومنذ سن صغيرة ولا تعتقدي أن طفلك لن يجني أية فائدة منها بل على العكس، ولكن يجب أن تراعي اختيار أفضل ألعاب تعليمية وتحفيزية للطفل الرضيع وشروط اختيارها وتنفيذها، فقومي بإحضار الكثير من الألعاب المصنوعة من البلاستيك الآمن أو بعض الألعاب المطاطية والتي تكون على شكل حيوانات معروفة أو غير معروفة ثم ابدئي بخطوة تعريف الطفل على أسماء هذه الحيوانات مثل أن تقولي له هذه زرافة وهذه دجاجة وهكذا، ولاحظي أن طفلك سوف يكتنز هذه الحصيلة اللغوية ثم ينطق بها مبكراً من دون مشاكل، كما أن طفلك سوف تصبح لديه لعبة مفضلة يتمسك بها وينتقل بها من مكان إلى مكان ويبكي حين تغيب عنه.
4- فحص عضوي مبكر للطفل لكي يتكلم طفلك بسرعة
اهتمي بالفحص العضوي المبكر للطفل والذي يرتبط بأعضاء السمع والنطق لديه، فمثلاً قد تتسبب إصابة الرضيع بما يعرف بظاهرة اللسان المربوط، حيث يكون اللسان مرتبطاً بأنسجة جلدية رقيقة من الأسفل إلى إصابته بتأخر في عملية النطق، ويجب علاج اللسان المربوط عند الرضع
وعدم إهماله أو محاولة فكه من دون الطبيب، كما أن إجراء فحص أذن الطفل وجهازه السمعي وخاصة للأطفال حديثي الولادة، له أهمية كبيرة في الكشف المبكر عن مشاكل السمع التي تعيق الكلام، حيث بيّنت الدراسات والإحصائيات العلمية أن نحو 2 إلى 3 مولودين من كل 1000 مولود جديد يعانون من حالة فقدان سمع شديد، فالسمع والنطق حاستان مرتبطتان ارتباطاً قوياً، كما أن اكتشاف أي مشكلة يعاني منها الطفل تسهم في التدخل الطبي المبكر والذي يعزز من النمو اللغوي التواصل الاجتماعي للطفل لاحقاً لأنه لن يستطيع التواصل مع المجتمع من دون ان يتكلم جيداً وبدون مشاكل مثل التأتأة، والنطق السليم عند الطفل مع نفي وجود مشاكل صحية ترتبط بالدماغ وكفاءة عمله، وهذه المشاكل يكشف عنها طبيب المخ والأعصاب مما يحسن من فرصة الطفل في تحقيق أداء أكاديمي ناجح وتكوين علاقات اجتماعية وصحية تعزز من حالته النفسية في المقام الأول.
5- الخروج المبكر بالطفل من المنزل لكي يتكلم طفلك بسرعة
اعلمي أنه من الضروري أن تعوّد الأم طفلها ومنذ سن مبكرة؛ أي عندما يكون لا زال حديث الولادة، على الخروج من المنزل، ولا تتبع تلك العادات الشائعة والتي تمنع خروج المولود الجديد حتى يتم الأربعين يوماً وهي فترة نفاس الأم التقريبية على سبيل المثال، حيث إنه من المفيد أن يعتاد الطفل على رؤية وجوه الغرباء لكي يقيم جسراً من التواصل معهم وتواصل الطفل المبكر وتعرفه إلى طريقة نطق الكبار يحفزه على النطق المبكر ولا يبقى مجرد آلة صماء لا تتفاعل مع المحيط.
لاحظي أن الخروج مع طفلك سوف يساعد في تعلمه أسماء الأشخاص وعلاقته بهم، فعندما تقولين لطفلك إن هذه عمتك فسوف يفهم بالتدريج أنها شقيقة الأب، وحين تقولين له هذه سيارة ويجب عدم المرور أمامها فسوف يتعلم مبدأين مهمين وهو أن السيارة تسير في الشارع، كما أن السيارة قد تكون مصدراً للخطر على حياته وسوف يكون قد تعلم اسمها خلال هذين المبدأين وهكذا.