واشار الشيخ علي في مراسم إحياء الليلة الرابعة من شهر محرم في المجلس المركزي في مجمع سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) بالضاحية الجنوبية لبيروت: إلى أنّ “هدف زيادة الاعتداءات الصهيونية على لبنان الضغط على بيئة المقاومة لأخذ لبنان إلى مسار التطبيع”. وأكد: “يجب البقاء إلى جانب الحق مهما كانت التحديات والتهويل والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس وامتلاك الروح الحسينية الاستشهادية. يجب الحفاظ على المقاومة مهما كلف الأمر حتى تحقيق الأهداف”.
وجزم بأنّ “المقاومة التي يمتلك قادتها ومجاهديها روح وعزيمة استشهادية لا تستسلم والتي قدّمت قادتها شهداء لا يمكن أنْ تخضع، والمقاومة التي يحتضنها أهلها لا يمكن أنْ تُسحَق أو تُذْعِن وهي كانت وبقيت وستبقى”.
وشدّد على أنّ “التمسُّك بخيار المقاومة هو أحد عناوين الالتزام بخط الإمام الحسين (ع) خاصةً في هذه الأيام عندما ينشر الكيان إرهابه وإجرامه وآخره العدوان على الجمهورية الإسلامية ومحاولة زعزعة النظام”، مؤكّدًا في المقابل أنّ “الجمهورية الإسلامية حوّلت العدوان إلى حرب استنزاف مع العدو، والقوة الصاروخية الإيرانية وصلت إلى أهدافها ما لم يَعْتَدْ الصهاينة على مشاهدته داخل كيانهم”.
وتابع قوله: “الجمهورية الإسلامية لم تسقط قدراتها ولم تسقط برنامجها النووي ولم تمكّن العدو من زعزعة نظامها”، مشيرًا إلى أنّ “إيران خرجت من الحرب العدوانية أكثر تماسكًا والتفافًا من كل فئات الشعب الإيراني وهذا ما شاهده العالم كله”. وفي حين قال إنّ “”إسرائيل” أدركت أنّ هدف إسقاط النظام الإسلامي في إيران هو هدف غير قابل للتحقق وهو مجرد أوهام”، بيّن الشيخ دعموش أنّ “إيران تجاوزت كل الحصار والضغوط والأزمات وتطوّرت وازدهرت في كل الصُعُد، في المعرفة والتكنولوجيا والدفاع، وإيران تواصل مسيرتها بكل اقتدار برغم كل المؤامرات الخبيثة”.
وتطرّق إلى الاعتداءات الصهيونية على لبنان، فأكّد أنّ “هدف استمرارها وزيادتها الضغط على بيئة المقاومة”، لافتًا إلى أنّ “هدف العدو هو الضغط لأخذ لبنان إلى مسار التطبيع الذي لن يؤدّي إلّا إلى التعطيل وتدمير الدولة”. وفي حين اعتبر أنّ “استراتيجية الصبر التي تعتمدها المقاومة لا تعني أنّنا ضعفاء”، جدّد تأكيده على أنّ “المقاومة حاجة وجودية في ظل العنجهية الأميركية و”الإسرائيلية” غير المسبوقة”.
وذكَر أنّ “المقاومة تعني امتلاك لبنان كل عناصر القوة لعدم جرّ البلد إلى نموذج غزة أو سورية”. وأردف قائلًا: “البعض يدعونا إلى التسليم باحتلال “إسرائيل” لجزء من أرضنا وصولًا إلى التطبيع، وهذا مستحيل طالما هناك مقاومة شريفة ومقاومون يحافظون على كرامة الوطن وكرامة اللبنانيين”.
وأضاف: “أنظروا إلى الذين التزموا بالشروط الأميركية أو “الإسرائيلية” فهم لن يحصلوا إلّا على الفتات”، محذّرًا من أنّ “من يريد أنْ يأخذ لبنان إلى التطبيع يريد أنْ يأخذ لبنان إلى نموذج جديد من الفتنة تخدم ما يسعى إليه العدو”. وتحدّث الشيخ دعموش عن ملف إعادة الإعمار والتعويضات على المتضرّرين من العدوان الصهيوني، فذكّر بأنّ “حزب الله سارع منذ اليوم الأول إلى وقف إطلاق النار إلى دفع 80 في المئة من الترميم والتعويض”، قائلًا: “إذا كنّا نتوقّف أحيانًا عن الدفع فإنّ ذلك مرتبط بتأمين التمويل، لكنّ مهمّتنا مستمرّة”.
واستدرك الشيخ دعموش بقوله إنّ “مهمّة إعادة الإعمار من مسؤولية الدولة اللبنانية تنفيذًا للبيان الوزاري”، مبيّنًا أنّ “الحكومة لم تتعاطَ مع ملف إعادة الإعمار بشكل جاد وبالاهتمام اللازم، ولم تقمْ بوضع الخطط والمراحل والآليات التي ستعتمد في هذا المشروع”. وأشار إلى أنّ “العراق لم يجد آلية رسمية لبنانية للتعاون معها من أجل تمويل إعادة الإعمار في لبنان”، متسائلًا: “أليس بمقدور الحكومة اللبنانية تمويل إعادة الإعمار من احتياطاتها؟”.