والصهاينة يعرقلون عملية إدخال المساعدات لتجويع أبناء القطاع

قصف هستيري للعدو على غزة.. ومئات الخدج والأطفال يواجهون الموت

في اليوم الـ105 من استئناف حرب الإبادة الصهيونية على غزة، استشهد وأصيب العشرات بتواصل الغارات الصهيونية الوحشية على مناطق متفرقة بأنحاء القطاع، لا سيما خان يونس جنوبا وحي الزيتون في مدينة غزة.

على الصعيد الإنساني، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن المئات من حديثي الولادة في الحاضنات بمستشفى ناصر في خان يونس يواجهون خطر الموت الوشيك جراء نفاد حليب الأطفال، كما قالت مصادر طبية إن أطفال القطاع يواجهون خطر الإصابة بالأمراض في ظل تسجيل عشرات الإصابات بالحمى الشوكية.

 

وفي الضفة الغربية، أعلنت قوات الاحتلال قرية الركيز في مسافر يطا جنوب الخليل منطقة عسكرية مغلقة، إلى جانب اقتحام عدد من المستوطنين المسجد الأقصى في القدس المحتلة. في حين كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن مساعٍ للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، محذّراً من أن استئناف الكيان الصهيوني للعدوان بعد التوصل لاتفاق سيزعزع استقرار المنطقة.

 

*الاحتلال يصعّد غاراته على غزة

 

تتكرر مشاهد الموت والدمار في حرب الإبادة الجماعية التي تجاوزت 20 شهرا، وكأنها تعيد كتابة المأساة ذاتها كل مرة، فتتجاوز حدود الخراب المادي إلى جراح غائرة في ذاكرة المكان ووجدان الإنسان، في حرب بلا نهاية، نزفها يطال كل زاوية ويترك أثرا عميقا لا يمحوه الزمن.

 

وتوالت ردود الفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مئات المغردين الفلسطينيين عن صدمتهم من الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت حجم الدمار واستمرار القصف والأحزمة النارية المكثفة على مختلف مناطق القطاع.

 

وأكدوا أن هذه المشاهد أعادت إلى ذاكرتهم بدايات العدوان الصهيوني، لا سيما في مدينة غزة وشمالها، حيث تتكرر صور الخراب والمعاناة بشكل صادم يفوق الوصف.

 

وقالت مصادر خبرية إن ما جرى في مدينة غزة وشمالها يُعدّ من أعنف موجات القصف منذ بداية الحرب، حيث تُسقط قوات الاحتلال الصهيوني أطنانا من المتفجرات في هجمات جوية وبحرية ومدفعية متواصلة.

 

*عشرات الشهداء والجرحى

 

في التفاصيل، استشهد 48 فلسطينيا -منذ فجر الاثنين- في سلسلة غارات صهيونية متواصلة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، شملت مدارس تؤوي نازحين ومراكز توزيع مساعدات وخيام إيواء.

 

وذكرت وسائل إعلام في غزة أن الطيران الحربي الصهيوني شن غارات على 5 مدارس تؤوي نازحين، 3 منها متجاورة (في حي الزيتون).

 

وقد دمرت الطائرات الحربية الصهيونية مدرسة يافا في حي التفاح (شرق مدينة غزة) رغم تصنيفها كمركز إيواء “آمن”.

 

كما استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني فصولا دراسية بمدرسة فهد الصباح في حي التفاح، مما أدى إلى إصابات بين النازحين. وقد أُصيبت مدرسة الحرية ومدرسة الفلاح (في حي الزيتون) بقصف مماثل أسفر عن جرحى آخرين.

 

وفي السياق ذاته، قصف جيش الاحتلال خيمة إيواء داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، مما أدى إلى وقوع إصابات بين النازحين.

 

*استشهاد أسر بأكملها

 

من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الصهيوني استهدف خيام نازحين في خان يونس، مما أدى إلى استشهاد أسر بأكملها.

 

ووصف المكتب الأممي الوضع بأنه استمرار ممنهج في قتل العائلات الفلسطينية النازحة في مناطق صنفتها الحكومة الصهيونية بأنها “آمنة”.

 

كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال استهدفت 256 مركز نزوح منذ بدء الحرب، تضم أكثر من 700 ألف نازح، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال كثف استهداف المراكز خلال يونيو/حزيران الجاري، إذ قصف أكثر من 11 مركزا للنزوح، معظمها مدارس.

 

*استراتيجية تجويع السكّان

 

في السياق اتهم رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة الكيان الصهيوني بتعمد تجويع السكان وعرقلة إدخال المساعدات، داعيا الأطراف الدولية للضغط الفوري لفتح المعابر.

 

وأكد أن القصف الصهيوني يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان ضد المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.

 

ومن جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى توفير الحماية العاجلة للنازحين، في ظل استهداف متواصل للملاجئ والمستشفيات، وانتهاك واضح لكل الاتفاقيات الدولية، خصوصا اتفاقية جنيف الرابعة.

 

*الاحتلال يوسّع اقتحاماته بالضفة والقدس

 

بالتزامن شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة، تصعيدا ميدانيا واسعا تمثل في سلسلة اقتحامات واعتداءات نفذها جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون، أسفرت عن إصابات واعتقالات وتخريب لممتلكات الفلسطينيين، في مشهد يعكس استمرار سياسة العقاب الجماعي وترهيب السكان.

 

واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مخيم بلاطة شرقي نابلس، واعتقلت أسيرا محررا من سكان المخيم.

 

كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مركة جنوب غرب جنين ودهمت حي الجابريات، حيث أجبرت سكان عمارة الطاهر السكنية على إخلائها تحت تهديد الهدم، مانحة إياهم مهلة حتى صباح الإثنين.

 

* اتفاق مرتقب

 

من جانب آخر كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، مساء الأحد، عن “العمل على اتفاق مرتقب في غزة يتضمن هدنة 60 يوماً على أمل الانتقال إلى مرحلة تالية”.

 

وقال عبدالعاطي: إنّه إذا استأنفت قوات الاحتلال عدوانها على غزة بعد التوصل إلى اتفاق سيكون هذا مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أنّها كانت قد خرقت اتفاق 19 كانون الثاني/يناير واستأنفت العدوان من دون مبرر.

 

وزير الخارجية المصري، رأى أنّ تغيير خريطة “الشرق الأوسط” أوهام نظرية وأي حديث عن الأمن الإقليمي مرهون بإرادة دول الإقليم.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات