وشيّع فلسطينيون صباح الثلاثاء جثامين شهداء قضوا الاثنين في قصف صهيوني استهدف استراحة على شاطئ بحر مدينة غزة، وأدى إلى استشهاد 34 شخصا، وإصابة 70، بينهم نساء وأطفال، وفق مصدر من مستشفى الشفاء.
في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن توقف خدمة غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة نتيجة نفاد الوقود.
وفي التطورات العسكرية، تحتدم المعارك في مدينة خان يونس جنوبي القطاع بين جيش الاحتلال والمقاومة، فقد أعلنت سرايا القدس أنها دمرت في عملية مشتركة مع كتائب القسام دبابة ميركافا صهيونية في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما قالت إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية صهيونية متوغلة في المنطقة نفسها بتفجير عبوة شديدة الانفجار مزروعة مسبقا.
وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بإن فلسطينيين اثنين استشهدا برصاص الاحتلال في الخليل ورام الله فجر الثلاثاء.
*شهداء بغارات على غزة
فيما تواصل قوات العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ633 على التوالي عبر القصف الجوي والمدفعي، أفادت مصادر فلسطينية عن “استشهاد العديد من المواطنين وإصابة العشرات، جرّاء الغارات الصهيونية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء”، وتابعت “استشهد مواطنون وأصيب آخرون جراء إطلاق قوات الاحتلال النار فجر الثلاثاء تجاه منتظري المساعدات في منطقة نتساريم جنوبي مدينة غزة”.
كما أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة استشهاد 24 فلسطينيا منذ فجر الثلاثاء، بينهم 11 من منتظري المساعدات، بقصف وغارات صهيونية، في حين حذرت وزارة الصحة بأن نفاد الوقود بالقطاع يهدد حياة مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات.
*استهداف منتظري شاحنات المساعدات
وذكر مصدر طبي أن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب أكثر من 15 آخرين جراء استهداف جيش الاحتلال الصهيوني منتظري شاحنات المساعدات في منطقة نتساريم جنوب غرب مدينة غزة، مشيرا إلى أنهم وصلوا مستشفى القدس جنوب مدينة غزة.
من جانبه ذكر مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في بيان، أن فلسطينيا استشهد وأصيب 50 آخرين بينهم 10 بحالات خطيرة من منتظري المساعدات باستهداف صهيوني في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
وفي منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة استشهد 6 فلسطينيين في قصف صهيوني استهدف منزلا لعائلة العيماوي.
ونسف جيش الاحتلال الصهيوني مباني سكنية ببلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في حين أطلقت طائرات مروحية صهيونية صوب مدينة حمد شمال المدينة.
*نفاد الوقود
ومن جانب آخر، أعلن مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة عن توقف خدمة غسل الكلى نتيجة نفاد الوقود، والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة.
وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية إن 350 مريضا حياتهم مهددة بعد وقف خدمة غسل الكلى، وطالب بتزويد المستشفى بالوقود فورا خلال ساعة أو ساعتين كحد أقصى.
وأضاف أن وحدتي الطوارئ والعناية المركزة تعملان بالحد الأدنى وإنهما مهددتان بالتوقف الكامل خلال ساعات، مما يعني استشهاد كل من يعيشون بالاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي.
*المقاومة تفرض منطق المباغتة في غزة
من جهة اخرى تصدرت المنطقة الجنوبية لقطاع غزة -خلال الأسابيع الأخيرة- عناوين الأخبار مع تمكن عناصر المقاومة من فرض منطق المباغتة وتكبيدهم جيش الاحتلال الصهيوني خسائر في جنوده وضباطه وكذلك في هيبته وصورته.
وشكلت هذه المنطقة -التي تشمل مدينتي خان يونس ورفح- منذ استئناف قوات جيش الاحتلال حربها في 18 مارس/آذار الماضي عنوانا لأحد محاور التصعيد والاستهداف الصهيوني.
لكنها كانت أيضا مسرحا لتصاعد واضح في نسق ووتيرة عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وكانت سرايا القدس قد أعلنت أنها دمرت في عملية مشتركة مع كتائب القسام دبابة ميركافا صهيونية في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما قالت إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية صهيونية متوغلة في المنطقة نفسها بتفجير عبوة شديدة الانفجار مزروعة مسبقا.
*الأوضاع الإنسانية والصحية تتجاوز الكارثة
من جانبه قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش إن الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة تجاوزت الكارثة، محذرا من استمرار منع إدخال الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في القطاع المحاصر.
وأوضح أن المنظمة تبذل كل ما بوسعها لدعم المستشفيات التي ما زالت تقدم الحد الأدنى من الخدمات، غير أن شح الإمدادات منذ مارس/آذار الماضي يحول دون تلبية الاحتياجات المتفاقمة.
*تواصل الاقتحامات بالضفة
في غضون ذلك استشهد فلسطينيان الثلاثاء برصاص جيش الاحتلال الصهيوني في حادثتين منفصلتين خلال اقتحامات نفذها في مدينتي رام الله والخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد الفتى أمجد نصار عواد حوشية (16 عاما) متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الصهيوني على دوار المنارة، وسط رام الله، وهو من بلدة يطا جنوب الخليل، ويقيم في كفر عقب شمال القدس.
كما أفادت الوكالة الفلسطينية بأن قوات الاحتلال المتمركزة على معبر الظاهرية (ميتار)، أطلقت النار صوب الشاب سامر بسام الزغارنة، من سكان بلدة الرماضين جنوب الخليل، ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة أدت إلى استشهاده.
وقالت مصادر إن قوات الاحتلال اعتقلت 45 فلسطينيا من الخليل ونابلس ورام الله وطولكرم وقلقيلية بالضفة فجر الثلاثاء.