مُنتج البرنامج للوفاق:

«حسينية مُعَلّى».. الإعلام المقاوم وصوتُ الحسين(ع) يبرزان في زمن المعركة الثقافية

خاص الوفاق: ستودكان: محور «حسینیة مُعَلّی» هو الإمام الحسين(ع)، وهو العمود الذي نلتف حوله جميعاً، وشهد البرنامج إقبالاً كبيراً، وتم ترجمته إلى عدّة لغات.

موناسادات خواسته

 

في زمنٍ تتسارع فيه النبضات الإعلامية وتتزاحم الرسائل والصور، خرجت «حسينية مُعَلّى» من شاشة التلفزيون الإيراني كصوتٍ دافئ يُرتّل مجد كربلاء بلغة الزمن الحديث. ليس مجرد برنامج تلفزيوني، بل تجربة وجدانية تتقاطع فيها الكاميرا مع الفكرة، والحزن مع التحليل، والولاء مع البصيرة. النسخة الرابعة من البرنامج، التي عُرضت خلال محرّم هذا العام وتم عرض القسم الأخير منها، جاءت أكثر نضجاً وتكاملاً. لم تكن استنساخاً للمواسم السابقة، بل ثمرة مراجعة دقيقة قادتها فرق بحثية وإخراجية لتجاوز الثغرات وتعزيز مكامن القوة.

 

فمن حيث المحتوى، ازدادت فقرات التحليل والتأمل، ومن حيث الحضور، شهد البرنامج تفاعلاً كبيراً يتجلى في أعداد المشاركين داخل الحسينية، حيث حضر في كل حلقة ما يقارب ألفي شخص. وكأن كاميرا «مُعَلّى» لم تعد تصور فحسب، بل تُقيم عزاءً حيّاً في قلب جمهورٍ متعطّش للمعنى. فبهذه المناسبة نقدّم نبذة عن البرنامج وبعد ذلك نقدّم الحوار الذي أجريناه مع منتج البرنامج.

 

برنامج لشرح مفاهيم عاشوراء

تُعدّ «حسینیة مُعَلّی» نموذجاً ناجحاً في توظيف الإعلام لشرح مفاهيم عاشوراء بعمق، وإبراز وحدة الأمّة الإسلامية حول رسالة كربلاء. الموسم الثامن من برنامج «حسینیة مُعَلّی»، الذي تمّ بثّه منذ بداية شهر محرّم على شاشة القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني، كان من أكثر البرامج مشاهدة في العشرة الأولى من أيام محرم. فهو تناول قضية نهضة عاشوراء ومراسم العزاء الحسيني بأسلوب تحليلي وشامل، من خلال قالب جديد ومضمونٍ مُبتكر، مما جعله يُسهم بدور بارز في نشر ثقافة عاشوراء، والتعبير عن المحبة لأهل البيت(ع)، خصوصاً الإمام الحسين(ع).

 

أحد أبرز ميزات البرنامج لهذا العام هو بثّه المتزامن في دول مثل لبنان، باكستان، وتركيا، مما جعله يتجاوز كونه برنامجاً محلياً إلى منصة لعرض المشتركات الثقافية والدينية في المنطقة. هذا البث المشترك يُجسّد قدرة الإعلام على بناء جسور بين الشعوب على أساس القيم الدينية والثورية.

في عصر أصبحت فيه وسائل الإعلام حاسمة في توجيه الرأي العام ونقل القيم، استطاع برنامج «حسینیة مُعَلّی» من خلال التركيز على الطقوس العاشورائية الإيرانية وإبراز مراسم مشابهة في دول الجوار، أن يُقدّم محتوى مؤثراً لجمهوره. وقد أسهم حضور المنشدين والذاكرين البارزين، إلى جانب شخصيات دينية من بلدان أخرى مثل الحاج حيدر البياتي من العراق، في إثراء محتوى البرنامج وإبراز البعد العالمي لنهضة كربلاء.

إلى جانب المشاهد العاطفية والعزاء الحماسي، يمتاز البرنامج بمحور أساسي آخر يُضفي عمقاً معرفياً على رسائل عاشوراء، ويتمثل في الدور المحوري للمقدم نجم ‌الدین شریعتي، الذي يتعاون بانسجام مع الخبراء والذاكرين والمدّاحين.

 

هذا التفاعل الثلاثي يجعل من البرنامج حواراً دينياً ثقافياً نابضاً بالحياة. الحوارات التي كانت تتبع المراسم وفّرت فرصة نادرة لشرح المعاني التاريخية، الاجتماعية، الأخلاقية والعرفانية في القصائد واللطميات، موضّحة صلتها المباشرة بكربلاء وسيرة أهل البيت(ع). فلا كان يقتصر الأمر على الأداء الفني، بل كان يمتد إلى قراءة معرفية تعمّق فهم الجمهور لمضامين الطقوس.

الربط المتكرر بأقوال وسلوكيات أهل البيت(ع) كان يُضفي على البرنامج بُعداً تطبيقياً، فيجعل من مراسم العزاء وسيلة ليست للحزن فقط، بل لتقديم قيم حياتية يمكن الاقتداء بها في العصر الحديث.

إن هذا التمازج الذكي بين المقدّم، المدّاح، والخبراء، جعل «حسینیة مُعَلّی» صيغة إعلامية متكاملة، تنقل رسالة عاشوراء بأبعادها الروحية، العاطفية، والمعرفية. وهي رؤية تعكس إدراكاً عميقاً لدور الإعلام الديني في العصر الحالي، وسعياً لتقديم محتوى متكامل وجاذب.

تمكّن البرنامج من توفير فضاء روحاني تحليلي جذّاب لجمهور متنوع. وقد أثبت «حسینیة مُعَلّی» أنها وسيلة إعلامية مؤثرة في حفظ ثقافة التضحية والشهادة ومناهضة الظلم، وتوريثها للأجيال الحاضرة والمستقبلية.
إختتم أمس الأحد هذا البرنامج تزامناً مع يوم عاشوراء، لكي يعود لنا في السنة القادمة في أيام عزاء سيدالشهداء(ع)، أما عن سبب نجاح هذا البرنامج الذي إجتاز الحدود أجرينا حواراً مع منتج البرنامج «سعيد ستودكان»، فيما يلي نصّه:

 

ستودكان: البرنامج يشهد نمواً ملحوظاً هذا العام

 

 

 

بداية، سألنا منتج البرنامج سعيد ستودكان عن التغيير الذي طرأ هذا العام على البرنامج، فقال: هذا الموسم من «حسينية مُعَلّى» هو الموسم الرابع الذي يُنتَج في شهر محرّم، وكما هو الحال مع أي برنامج، فقد شهد تغييرات مقارنة بالمواسم السابقة. وبمساعدة الفرق البحثية وفرق الإخراج التي درست المواسم الماضية، قمنا بمعالجة نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة. من الناحية النوعية، قررنا إدراج فقرات تُسهم في رفع جودة البرنامج. أما من الناحية الكمية، فقد شهدنا نمواً ملحوظاً سواء في عدد المشاركين أو في عدد الحضور الذين يأتون إلى الحسينية لمشاهدة البرنامج. لدينا مجموعات يصل عدد أفرادها إلى 1200 شخص، كما أن عدد الحضور في كل جلسة تصوير يبلغ حوالي 2000 شخص.

 

الإمام الحسين(ع)؛ محور البرنامج

وفيما يتعلق بحضور الضيوف الأجانب وانتشاره في بلدانهم، قال ستودكان: رغم أن «حسينية مُعَلّى» برنامج إيراني يُنتَج داخل إيران، إلا أن محوره هو الإمام الحسين(ع) ومراسم العزاء في أيام محرّم، وهو محور يوحّد المسلمين في جميع أنحاء العالم. ولهذا السبب، ومن خلال ترجمة البرنامج إلى لغات متعددة خلال السنوات الماضية، اكتسب جمهوراً واسعاً في دول مختلفة. وقد استضفنا هذا العام ضيوفاً دوليين من دول مثل العراق، لبنان، البحرين، أفغانستان، باكستان، منطقة الهيمالايا ودول أوروبية، وجميعهم عبّروا عن إعجابهم بالبرنامج وكانوا من متابعيه الدائمين. في النهاية، فإن محور «حسينية مُعَلّى» هو الإمام الحسين(ع)، وهو العمود الذي نلتف جميعاً حوله.

 

تسليط الضوء على نقاط الفخر في جبهة المقاومة

وأخيراً حول الحرب الأخيرة، وأنه كيف يمكن للإعلام أن يُوصل صوت الحقيقة إلى العالم، قال ستودكان: تم تسجيل هذا الموسم من «حسينية مُعَلّى» قبل العدوان الوحشي الذي شنّه الكيان الصهيوني على أرضنا العزيزة، إيران؛ لكن، وبالنظر إلى أحداث العامين الماضيين في جبهة المقاومة، والمقاومة الملهمة لشعوب فلسطين ولبنان، وبطولات شعب اليمن، فقد تم اختيار الضيوف بعناية لتسليط الضوء على نقاط الفخر في جبهة المقاومة. ومن الآن فصاعداً، تقع على عاتق الإعلام مسؤولية إيصال روح المقاومة المقدسة بأفضل صورة إلى الرأي العام، وإلى الشعوب الشريفة والحرّة في جميع أنحاء العالم. وفي الختام، أتمنى النصر لجبهة الإسلام في جميع الميادين.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص