بدعم من المؤسسة الوطنية للعلوم؛

تحسين طريقة نقل الخلايا الجذعية لإصلاح أنسجة الغضاريف

الوفاق/تمّ تنفيذ بحث بعنوان "تحسين طريقة نقل الخلايا الجذعية لإصلاح أنسجة الغضاريف" كجزء من أطروحة دكتوراه بدعم من المؤسسة الوطنية للعلوم INSF.

ووفقاً لتقرير صادر عن المؤسسة الوطنية للعلوم، فإن هذه الأطروحة تم إنجازها بواسطة الباحثة “بريسا ترابي رهور” تحت إشراف البروفيسور “محمد جعفر عبد خدائي”.

 

وأوضحت ترابي رهور، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة شريف التكنولوجية، أن

 

أنسجة الغضاريف تمتلك قدرة محدودة على الإصلاح الذاتي بسبب بنيتها عديمة الأوعية الدموية وضعف قدرة الخلايا الغضروفية “الكوندروسيست” على الهجرة والتكاثر. نتيجة لذلك، لا تلتئم الإصابات الناتجة عن الصدمات أو الاحتكاك الميكانيكي المستمر، مما يؤدي تدريجياً إلى الإصابة بمرض الفصال العظمي “الآرتروز”. ويتميز هذا المرض بالتدهور التدريجي للمادة خارج الخلية في الغضروف المفصلي، وفرط تمايز الخلايا الغضروفية، وانتهاءاً بفقدان كامل للغضروف واحتكاك العظام ببعضها، والتهاب السائل المفصلي وتشوه العظام الأساسية.

 

وأضافت: إن أعراض هذا المرض الذي يعاني منه ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، تظهر على شكل قيود في الحركة وتورم وألم في الركبة. وفي الوقت الحالي، فإن النهج العلاجي المتبع في العيادات لعلاج التهاب المفاصل التنكسي “الفصال العظمي” في المراحل الأولى، يرتكز على تخفيف الأعراض، وفي المراحل المتقدمة من المرض، يعتمد على استبدال المفصل وتغيير النسيج، في حين ان الطرق الحالية لها قدرة محدودة على ترميم نسيج الغضروف.

 

وأوضحت هذه الباحثة والمحققة في متابعة حديثها: إن هذه القدرة تكمن في أن الترميم المستدام للغضروف وتكوين نسيج جديد ذو كفاءة مناسبة على المدى الطويل، يعتبر تحدياً قائماً أمام الطب العظمي. ولذلك، فإن تقديم حل فعال لترميم الغضروف يبدو أمراً ضرورياً للغاية، حتى يمكن من خلال ترميم النسيج في المراحل الأولى، منع تلف الغضروف المتقدم، وتحقيق ترميم دائم للنسيج.

 

وصرحت: إن العلاج بالخلايا يُعَد نهجاً موثوقاً به لإصلاح الأنسجة التالفة والمريضة. وقد أظهر العلاج بالخلايا نتائج جيدة في تحسين العديد من الأمراض المستعصية والمقاومة للعلاج في النماذج الحيوانية وفي العيادات، ويبدو أنه سيكون مستقبل الرعاية الطبية إلى جانب العلاج بالأدوية والأجهزة الطبية. وتابعت: إن الخلايا الجذعية، بسبب خصائصها الإصلاحية والمضادة للالتهاب، قد جذبت اهتماماً كبيراً في هذا المجال. وفي مجال ترميم الغضروف، بالإضافة إلى النتائج الناجحة في النماذج الحيوانية، تم إجراء العديد من الدراسات السريرية باستخدام الخلايا الجذعية الميزانشيمية.

 

وأضافت: إن تصنيع ميكروجِلّات قابلة للتحلل الحيوي ومتوافقة حيوياً توفّر بيئة ثلاثية الأبعاد مشابهة للجسم للخلايا، وتقوم، من دون الحاجة إلى عملية جراحية وبطريقة أقل توغلاً، بزرع الخلايا الجذعية الذاتية للمريض في موضع الإصابة بشكل فعّال، مما يُسهم بشكل كبير في علم جراحة العظام والطب الترميمي للغضروف.

 

وقالت ترابي رهور: إن نجاح تنفيذ هذا المشروع أدى إلى إنتاج نموذج منتج من الميكروجِلّ الذي يحمل مركز نُخاع العظم الذاتي للمريض كمصدر للخلايا، ويتم زرعه في موقع الإصابة عن طريق الحقن، ومن خلال اندماج الخلايا المحقونة في موضع الإصابة والتحرر المستمر للجزيئات الحيوية الفعّالة من هذه الخلايا، يؤدي ذلك إلى ترميم الأنسجة.

المصدر: الوفاق