ولا تزال النباتات وتأثيراتها الدوائية محل اهتمام الباحثين، حيث تدعم المؤسسة الوطنية للعلوم المشاريع البحثية في هذا المجال نظراً لأهميته.
يُذكر أن البحث من إعداد حسين رياحي، أستاذ في جامعة الشهيد بهشتي، ويركز على تحليل تأثير المحفزات الحيوية على إنتاج الزيوت الأساسية في أنواع النعناع.
وأوضح رياحي حول هذا المشروع قائلاً: تمتلك السيانوبكتيريا “البكتيريا الزرقاء” القدرة على إنتاج مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية، بما في ذلك: مركبات مضادة للأكسدة، ومواد فعالة دوائياً، ومركبات مضادة للفيروسات والبكتيريا والفطريات. كما تُعد قدرتها على إنتاج الفيتامينات وعوامل النمو من الوظائف البيولوجية المهمة لهذه الطحالب الدقيقة. وأضاف: نظراً لقدرة العديد من الكائنات الدقيقة – بما فيها السيانوبكتيريا – على العمل كمحفزات Elicitors تؤثر في المسارات الأيضية لمختلف النباتات “بما فيها النباتات الطبية”، يمكن استخدام هذه الكائنات الدقيقة لتعزيز إنتاج: المستقلبات الدوائية، والتأثيرات العلاجية للنباتات المعالجة.
وقال رياحي في هذا الصدد: تم في هذه الدراسة تصميم سماد حيوي قائم على السيانوبكتيريا، يهدف ليس فقط إلى تحفيز النمو الخضري، بل أيضاً إلى زيادة إنتاج المستقلبات الفعالة في النباتات الطبية.
وأكد قائلاً: بتعبير أدق، فإن الهدف الرئيسي للبحث يتمثل في تحقيق أفضل نسبة فعالة واقتصادية للمستقلبات النباتية، مع التركيز على الأنواع الاقتصادية الشائعة من جنس النعناع، وذلك باستخدام محفزات حيوية مثل السيانوبكتيريا.
وصرح: في ظل الأهمية الاقتصادية لعمليات زراعة ورعاية وحصاد النباتات الطبية، يمثل هذا المشروع خطوة نحو تعظيم الاستفادة الاقتصادية من هذه النباتات ذات القيمة الدوائية والصناعية. وأضاف: لقد تحقق الهدف الرئيسي من هذا البحث بنجاح، والذي تضمن تطوير سماد حيوي أساسه السيانوبكتيريا لتحسين جودة وكمية محاصيل النباتات الطبية، بالإضافة إلى تقديم استشارات متخصصة لمزارعي النباتات الطبية على المستوى الصناعي لتحسين جودة وكمية الإنتاج مع تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية إلى الحد الأدنى.
وأكد الباحث أن هذه النتائج تساهم بشكل فعال في تعزيز القطاع الزراعي الدوائي، مع الحفاظ على البيئة من خلال الحد من استخدام المواد الكيميائية.