لبيّك يا إيران.. حين توحد النشيد والعزاء

من الحسينية إلى العالم.. الإمام الخامنئي والنشيد والراية

خاص الوفاق: آية الله السيد علي الخامنئي، بحسب رواية العديد من الكتّاب الرقميين حول العالم، هو اليوم بطلٌ رفعَ راية إيران على سواعد أحرار العالم.

في ليلةٍ كتبت التاريخ بحروف من نور ودم، تحوّل ميدان النضال من ساحات القتال إلى فضاءات الوجدان، حيث دخل قائد الثورة الإسلامية إلى الحسينية حاملاً معه روح أمة بأكملها. لم يكن مجرد حضور، بل كان بياناً ثقافياً أعاد تعريف معنى البطولة في زمن التحديات.

 

في مشهدٍ تجاوز حدود العزاء التقليدي، دخل الإمام السيد علي الخامنئي إلى حسينية الإمام الخميني(قدس) ليلة عاشوراء وسط حضور جماهيري واسع، رافعاً راية الولاء والتحدي في وجه التهديدات الأجنبية، ليتحوّل هذا الحضور إلى علامة فارقة في الوجدان الشعبي الإيراني والعاشورائي.

 

“أي إيران”.. نشيد وحّد القلوب

 

في لحظة مؤثرة، طلب الإمام الخامنئي من الرادود محمود كريمي أن يُنشد «أي إيران» بمعنى «يا إيران»، فترددت كلمات النشيد الوطني المعدّل بصوتٍ جماعي: «في روحي وقلبي، تبقى يا وطن..».

 

تحوّل هذا الأداء إلى نشيدٍ شعبي- عاشورائي، يجمع بين حب الوطن وحب الامام الحسين(ع).

 

سرعان ما وجد النشيد طريقه إلى قلوب المعزّين بالإمام الحسين(ع)؛ أولئك الذين ارتدوا السواد حداداً على الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الصهيوني على أرض الوطن.

 

القصيدة التي استخدمها كريمي هي «يا إيران» مستوحاة من أنشودة بنفس الإسم كتبها تورج نكهبان، ولحنها محمد سَرير، وأنشدها الراحل محمد نوري في ألبوم «أجمل ما في الوجدان» في الثمانينيات. هذه الأنشودة الوطنية لاقت رواجاً كبيراً خلال سنوات الدفاع المقدس، وحتى بعدها، وأصبحت جزءاً من الذاكرة الجماعية للإيرانيين.

 

ورغم أن «يا إيران» لا تحمل إيقاع الأناشيد الحماسية، إلا أن نظرة الشاعر للوطن واستخدامه لغة قوية ومتينة جعلت منها صوتاً مشتركاً لشعبٍ «تحمّل مشاقّ الزمان» من أجل بقاء وطنه.

 

الشاعر والمنشد محمد مهدي عبد اللهي قال عن الأنشودة: أن نجاح أي نوحة يعتمد على مدى قدرتها على التواصل مع المستمعين، بحيث يتمكنون من ترديدها بسهولة مع المنشد، هذا الأمر واضح جداً في أنشودة «يا إيران».

 

 

الشعراء يحيّون حضور قائد الثورة

 

في لحظةٍ تجاوزت السياسة والأمن، دخل الإمام الخامنئي إلى حسينية الإمام الخميني(قدس) في ليلة عاشوراء، دون عصا، رغم التهديدات الصهيونية. هذا المشهد ألهم الشعراء ليكتبوا قصائدهم بلغة الامام الحسين(ع)، ليجعلوا من القيادة رمزاً عاشورائياً خالداً، فأبدع شعراء من مختلف أنحاء إيران في تصوير الحضور القيادي بأسلوب شعري منهم:

 

الشاعر عليرضا قزوة الذي قال: «أين للشكّ أن يقترب من روحه؟.. فهو مرآة التوحيد الدائم.. لم يعرف الخوف يوماً من الخفافيش.. ذاك الرجل الذي اسمه الآخر هو: الشمس».

 

كما قال علي محمد مؤدّب: «الحبيب، بصلابة حيدر، أتى نحو خيبر.. يا أيها الضباع، اهربوا، فقد جاء حيدر.. انظر إلى هيجان وجنون ليلة عاشوراء.. الحبيب دخل خيمة السيد والمولى.. يا رب، احفظ هذا السرو الذي يزهر منه وطننا.. فهو من عطّر البستان بنفَسه.. كأنّ عبير الخميني قد عمّ آفاق العالم.. وعين يعقوب رأت يوسفاً آخر.. ».

 

من جهته قالت الشاعرة نغمه مستشار نظامي: «يا شمساً تنير الأرواح، أجمل من كلّ الصور.. يا سرواً وظلالك أجمل من مئة ربيع.. لا ينبغي للفراشة أن تبتعد عن نور المنزل.. ولا للعشاق أن يرضوا بزمنٍ دونك.. ».

 

أما علي داوودي قال: «كما السيف في ساحة المعركة، نحن عراة.. هل ضللنا الطريق؟ أم نحن مختفون؟.. تبحثون عن ملجأ لنا؟.. نحن في خيمة سيد الشهداء(ع).. ».

 

وفي نفس السياق قال مصطفى محدثي خراساني: «يا من خرجت بالحق على الباطل.. يا صوت الصباح في غروب الدنيا.. رأيتك بين طالبي الشهادة.. كحسين في ليلة عاشوراء.. ».

 

وقال ميلاد عرفان‌ بور: «من الحبيب، نسيم الروضة يحمل خبراً.. عاد إلينا بهيبةٍ أعظم.. صدى حسين بن علي يتردّد بلا انقطاع.. والتهديد لا يُؤثّر في هذا الجبل.. ».

 

ومن جهتها قالت فاطمة ناني‌زاد: مجدداً، أيها الهائم، أنشد من القلب.. بصوتٍ مفعم بالإيمان، أنشد.. بصمود، بحماسة، بعظمة.. بفخرٍ وعشق، أنشد: «أي إيران».

 

وقد تحوّلت هذه القصائد إلى أناشيد تُنشد في المجالس، وتُطبع في منشورات عاشورائية، وتُستخدم في الحملات الرقمية مثل#Hero_أي_البطل.

 

«هيـرو».. حملة رقمية عالمية تُجسّد صمود القيادة الإيرانية

 

في أعقاب مشاركة الإمام السيد علي الخامنئي في مراسم ليلة عاشوراء في حسينية الإمام الخميني (قدس)، رغم التهديدات الصهيونية المباشرة، انطلقت حملة رقمية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «هيـرو – أي البطل»، لتُجسّد هذا الحضور كرمز للبطولة والصمود في وجه العدوان.

 

فإن هذه الحملة لم تكن محلية، بل أطلقها مستخدمون أجانب من مختلف الدول، تعبيراً عن إعجابهم بموقف قائد الثورة الإسلامية، الذي حضر مراسم العزاء دون تراجع، رغم التهديدات العسكرية الصهيونية. وقد تجاوز عدد المشاركين في الحملة ٧٠ ألف مستخدم خلال أيام قليلة، ما جعلها واحدة من أبرز الحملات التضامنية الرقمية في المنطقة.

 

تداول المستخدمون صوراً للإمام الخامنئي وهو يدخل الحسينية دون عصا، في لحظة تحدٍّ رمزية.

 

أُرفقت الصور بوسم #Hero_أي_البطل، إلى جانب عبارات مثل: “القائد الذي لا يخاف”، “صوت عاشوراء في زمن القصف”، بعض المصممين أطلقوا تصاميم فنية تُظهر الإمام الخامنئي إلى جانب راية “يا حسين”، في مشهد يجمع بين القيادة والرمزية العاشورائية.

 

يرى مراقبون أن الحملة لم تكن مجرد تعبير عن الإعجاب، بل إعادة تعريف للبطولة في العصر الرقمي. فالقائد هنا لا يُقدَّم كزعيم سياسي فقط، بل كرمز روحي يُجسّد مفاهيم عاشوراء: الثبات، الكرامة، والتضحية. وقد ساهمت هذه الحملة في تعزيز صورة القيادة الإيرانية عالمياً، بعيداً عن الروايات الإعلامية الغربية، عبر لغة الصورة والرمز.

 

آية الله السيد علي الخامنئي، بحسب رواية العديد من الكتّاب الرقميين حول العالم، هو اليوم بطلٌ رفعَ راية إيران على سواعد أحرار العالم. وكذلك فنانو العالم قاموا برسم صورة سماحته، منهم شاب هندي كتب كلمة “إيران” ثم حوّلها بصورة الإمام القائد الخامنئي، وكذلك العراقيون يضعون صورته إلى جانب صورة آية الله العظمى السيد علي السيستاني.

 

كما نشر مدوّن شهير من كوريا الجنوبية على صفحته في إنستغرام لافتة عن قائد الثورة الإسلامية الإيرانية وأطلق على الصورة التي نشرها عنوان «البطل» أو «Hero»، وهو الاسم الذي اختاره كيم جاي المعروف باسم جيهان، حيث أرفق الصورة بشعار رمزي يُجسّد البطولة.

 

 

 

ردود فعل الرواديد الحسينيين

 

في مراسم العزاء الحسيني التي أُقيمت في حسينية الإمام الخميني(قدس)، عبّر المعزّون عن مشاعرهم تجاه حضور قائد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي، وسطهم أثناء العزاء.

 

فقد تفاعل المعزّون في هيئة فدائيي الحسين – أصفهان مع هذا الحضور، حيث قال الرادود سيد رضا نريماني أثناء العزاء:«قائد الثورة شارك في مراسم العزاء في الحسينية. فليَرَ أولئك الذين كانوا يقولون شيء آخر!»

 

ثم صدحت أصوات المعزّين بنداء “لبّيك يا حسين”، في تعبير عن الولاء والتأييد.

 

أما هيئة عبدالله بن الحسن، فقد شهدت أيضاً تفاعلاً مؤثراً، حيث قال الرادود حنيف طاهري: “الليلة شارك قائد الثورة في مجلس عزائه. روحي له الفداء. من هم هؤلاء حتى يهددونه؟ إنه عاشق للإمام الحسين وصاحب الزمان عليهما السلام.”

 

كما أنشد الرادود الإيراني ميثم مطيعي نوحةً ذات مضامين ولائية وعاشورائية، عبّر فيها عن الولاء للإمام الحسين(ع) والارتباط الروحي بالقيادة.

 

وقد جاء في مطلع مرثيته التي كتبها الشاعر ميلاد عرفان‌بور: سيد علي خامنئي هو البدر التامّ.. قلوبنا تنبض باسمه.. قائدنا هو النائب الشرعي للإمام.. وحُسينيٌّ هو نهجه.

 

من جهته صدح الرادود حسين طاهري بنداء «لبّيك يا خامنئي» مع المعزّين في الهيئات الحسينية.

 

وقال:”سيدنا هو نائب صاحب الزمان، وإن استطعت أن أكون فداءً لشعرة واحدة منه، لكفاني ذلك.”

 

ثمّ رفع صوته مع المعزّين مردّداً: «لبّيك يا خامنئي»، في تعبير وجداني عن الولاء والارتباط الروحي بين القيادة والشعب في لحظة عاشورائية مؤثرة.

 

#لبیك یاخامنئي.. من الحسينية إلى الترند العالمي

 

خلال ساعات قليلة، تحوّل وسم #لبیك یاخامنئي إلى الترند الأول عالمياً على منصة X ، حيث عبّر المستخدمون عن امتنانهم لهذا الحضور، واعتبروه مصدراً لطمأنينة القلوب العاشورائية، وأعادوا تعريف القيادة بلسان الحسينيين.

 

لقد أعاد هذا الحضور تعريف القيادة لا بصفتها السياسية فقط، بل بصفتها وجدانية–شعبية–عاشورائية. فالإمام الخامنئي، في عيون الشعراء والرواديد والإعلام العالمي، هو قصيدة تمشي على الأرض، وراية لا تُسقطها الحرب.

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص