وقال وزير النفط الإيراني في كلمة مصوّرة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية التاسعة لأوبك، أن الاعتداء على الدول المنتجة للطاقة يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً للاستقرار العالمي، مشدداً على أن قطاع الطاقة، لاسيّما النفط، لا يمكنه أداء دوره في تعزيز الرفاه الوطني والإقليمي والعالمي إلا في ظل السلام والاستقرار.
وقال باك نجاد إن هذه الندوة، المنعقدة تحت شعار “رسم المسارات معاً: مستقبل الطاقة العالمية”، تسعى لمواجهة التحديات الجسيمة التي تهدد مسار العالم نحو مستقبل آمن في مجال الطاقة، مضيفاً أن “ما يقلقنا بشكل خاص هو الوضع في منطقة الشرق الأوسط، التي تُعد مهداً للطاقة في العالم، وتواجه اليوم تهديدات مباشرة نتيجة السياسات العدوانية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن “العدوان العسكري الوحشي الأخير الذي استمر 12 يوماً ضد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدولة التي تُعد من المزوّدين الرئيسيين للطاقة في العالم، يُعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وجاء في وقت كانت تُجرى فيه مفاوضات دبلوماسية بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني”.
وتابع: “أسفر هذا العدوان عن أكثر من ألف شهيد وخمسة آلاف جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال الأبرياء، بالإضافة إلى أساتذة جامعات في مجال الطاقة وأفراد عائلاتهم”.
وأوضح وزير النفط أن “أي حالة من عدم الاستقرار، سواء كانت نتيجة حرب أو اعتداء، تؤدي إلى اضطراب في تدفق النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، ما يزيد من حالة عدم اليقين ويضع ضغوطاً كبيرة على اقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء”.
ودعا باك نجاد إلى تبنّي موقف مبدئي ورافض لاستخدام الحرب كأداة لتحقيق أهداف سياسية، مؤكداً أن “هذا النهج لا يخدم أحداً”، ومشيراً إلى أن التعاون بين الدول المنتجة على أساس السلام والاحترام المتبادل هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن للطاقة.
وشدد على ضرورة “دعم المبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق أوبك وبيان التعاون، والتي تقوم على الوحدة، الاستقرار، واحترام السيادة الوطنية للدول”، مضيفاً: “علينا أن نذكّر أنفسنا وشركاءنا بهذه المبادئ في كل مناسبة”.
واختتم وزير النفط الإيراني كلمته بتجديد التزام بلاده بأهداف ومبادئ منظمة أوبك، مؤكداً أن “إيران، باعتبارها عضواً مؤسساً لأوبك منذ عام 1960، تبقى وفية لقيم التعاون والتفاهم العالمي”، معرباً عن أمله في أن تُسفر الندوة عن نتائج عملية تُعزز الشفافية وتقدّم فهماً واقعياً لمستقبل الطاقة، وتدفع نحو مزيد من الاستثمارات، والابتكار، والاعتراف بتنوع مسارات الطاقة في مختلف أنحاء العالم.