وأعلن الرئيس التنفيذي لإحدى شركات التكنولوجيا الطبية عن إطلاق جهاز تخطيط القلب المنزلي بحجم بطاقة بنكية في المستقبل القريب، قائلًا: يمكنكم حمل هذا الجهاز معكم دائمًا مثل الهاتف المحمول.
وأوضح “بوريا جوادي”، الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا طبية مقرها في حاضنة جامعة خواجه نصير الدين الطوسي، أن أحدث منتج تشخيصي طبي للشركة “جهاز تخطيط القلب المنزلي Home Care” يمكن أن يلعب دورًا فعالًا في الكشف المبكر عن اضطرابات نظم القلب “عدم انتظام ضربات القلب”، خاصة في الحالات التي لا يتوفر فيها الوصول الفوري إلى المراكز الطبية.
وأضاف جوادي: هذا الجهاز، بفضل سهولة استخدامه وقدرته على تسجيل تخطيط القلب فورًا، يُعد خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يتعرضون فجأة لاضطرابات في نظم القلب أو آلام غير متوقعة. وعلى عكس المرضى الذين يتصلون بالإسعاف أثناء نوبة قلبية وغالبًا ما يكونون غير واعين تمامًا، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مؤقتة في نظم القلب مثل خفقان القلب المفاجئ أثناء النوم أو الراحة، يحتاجون إلى تسجيل تخطيط قلبهم في نفس اللحظة. لأن نظم القلب قد يعود إلى وضعه الطبيعي بحلول وقت زيارة الطبيب، مما قد يؤدي إلى عدم ظهور أي اضطراب في تخطيط القلب.
وأكد جوادي أن أجهزة تخطيط القلب المنزلية أو المحمولة لا تختلف من حيث دقة الأداء عن الأجهزة المستخدمة في المستشفيات، والفرق الوحيد يكمن في طريقة توصيل الأقطاب الكهربائية.
وأوضح قائلاً: أجهزة المستشفيات عادةً تحتوي على توصيلات أكثر على الصدر مصممة لفحص النوبات القلبية بدقة. وفي المقابل، تم تبسيط الأجهزة المحمولة للاستخدام العام وتعتمد فقط على أقطاب الأطراف “مثل اليدين والقدمين”، مع إزالة الجزء المتصل بالصدر الذي يتطلب مهارة خاصة.
وأضاف: هذه الأجهزة تغطي عادةً المسارات I، II، III، aVR، aVL وaVF، بينما تم إزالة المسارات من V1 إلى V6 المتصلة بالصدر لتمكين عامة الناس من استخدام الجهاز بسهولة. ويمكن أن يساعد استخدام هذه المعدات الأطباء في تشخيص سبب خفقان القلب أو اضطرابات النظم الأخرى بدقة أكبر من خلال مراقبة التخطيط المسجل في لحظة حدوث عدم انتظام ضربات القلب.
وصرح جوادي: حصل جهاز مراقبة الصحة المصمم في مؤسستنا على ترخيص IMED من الإدارة العامة للأجهزة الطبية بوزارة الصحة، وهو التصريح القانوني الأكثر أهمية في مجال الأجهزة الطبية. وأضاف: بدأ طرح هذا الجهاز في السوق منذ عام 2022، ووصل الإنتاج الشهري حالياً إلى حوالي ألف جهاز. وتابع: نركز حالياً على تلبية الاحتياجات المحلية، ولكننا نجري مفاوضات للتصدير إلى الدول العربية المجاورة، ولدينا خطط قيد التنفيذ لدخول السوق الدولية.
وأشار الرئيس التنفيذي للشركة التكنولوجية المقيمة في حاضنة جامعة “خواجه نصير الدين الطوسي” إلى الدور الفعال للجامعة في تطوير الأنشطة القائمة على المعرفة، قائلاً: الدعم الرئيسي من الجامعة يتمثل في توفير مساحة لنا في الحاضنة. نحن نعمل في هذا المكان ونقوم بإنتاجاتنا، كما تلعب الجامعة دوراً نشطاً في تعريفنا بالجهات الأخرى وربطنا بالمعارض.
وأعلن جوادي عن إنتاج جهاز تخطيط القلب المنزلي EKG كأهم منتج لهذه المجموعة، قائلاً: تم تصميم وتصنيع هذا الجهاز بالكامل داخل البلاد، حيث تم تنفيذ جميع مراحل برمجته من الأساس من قبل فريق محلي. خلافاً للاعتقاد السائد، هذا المنتج ليس نتيجة هندسة عكسية، بل هو مُنتَج محلي بالكامل.
وأضاف، مشيراً إلى النماذج الأجنبية المتوفرة في السوق: يتم إنتاج جهاز مماثل في ألمانيا ويباع بسعر يتراوح بين 150 إلى 200 دولار، بينما النسخة الإيرانية من هذا الجهاز بنفس الجودة وحتى مع ميزات إضافية، يمكن تقديمها بسعر يقارب 80 دولاراً. وقد أدى هذا بشكل مباشر إلى توفير مالي كبير للبلاد. وفقاً لأحدث الدراسات، كانت النماذج الأجنبية لهذا الجهاز تُعرض في السوق الإيراني بأسعار تتراوح بين 15 إلى 20 مليون تومان وكانت متاحة بكميات محدودة. في حين أن الإنتاج المحلي لهذا المنتج لم يؤدي فقط إلى خفض الأسعار، بل وفر أيضاً وصولاً أوسع للمرضى والمراكز الطبية.
وتحدث عن الخطط المستقبلية للمجموعة قائلاً: يقع تطوير منتجات جديدة في مجال الأجهزة الطبية الرقمية على رأس أولوياتنا. ومع تطور التقنيات الذكية، نحن نعمل على إنتاج أجهزة أكثر دقة، وأكثر قابلية للحمل، ومتوافقة مع الهواتف المحمولة، يمكنها تعزيز الصحة العامة على مستوى المجتمع.
* تطوير أجهزة الصحة المحمولة
كما أعرب جوادي عن تفاؤله بمستقبل واعد للاستشارات الطبية عن بُعد “الطب التليميديسيني” وتطوير الملف الصحي الإلكتروني في البلاد، قائلاً: نحن كشركة مصنّعة، نعمل على تطوير أجهزة طبية منزلية ومحمولة لتوفير البنية التحتية التقنية لهذا المسار. وجهاز تخطيط القلب المنزلي EKG الذي ننتجه حالياً هو منتج محلي بالكامل، وقد تم تصميمه بحيث يُخزّن جزءاً من السجل الصحي للمريض رقمياً ويكون قابلاً للإرسال للطبيب.
وأضاف: نسعى من خلال هذه الأجهزة الذكية إلى تمكين نظام الرعاية الصحية من تقديم خدمات أكثر كفاءة، حيث يمكن للمرضى إجراء الفحوصات الأساسية في منازلهم وإرسال النتائج فوراً لأطبائهم عبر المنصات الرقمية. هذا النموذج ليس فقط يقلل من الضغط على المراكز الطبية، بل يضمن أيضاً متابعة مستمرة ودقيقة للحالات المزمنة وكبار السن. جوادي: رؤيتنا تتمثل في خلق منظومة متكاملة حيث تصبح البيانات الصحية للمواطنين متاحة بشكل آمن وسهل للفرق الطبية المعنية، مما يسهم في تحسين جودة التشخيص واتخاذ القرارات العلاجية في الوقت المناسب.
* جهاز تخطيط القلب المحمول 12 قناة قيد التطوير
وكشف هذا الخبير التكنولوجي عن تطوير الجيل الجديد من أجهزة تخطيط القلب بـ12 قناة، قائلاً: نحن نعمل حاليًا على تصميم نموذج جديد كليًا لهذا الجهاز، سيكون محمولاً بالكامل، بحجم الجيب وبمقاس كف اليد. وهذه النسخة موجهة خصيصًا للأطباء الذين يحتاجون إلى تخطيط قلب كامل، وقد صُممت لتكون مثل حقيبة صغيرة يمكن للطبيب اصطحابها واستخدامها في أي مكان.
وأضاف حول مقاسات جهاز تخطيط القلب المنزلي الحالي: حجم هذا الجهاز يقارب حجم بطاقة الائتمان. لقد صممناه بحيث يمكن للمستخدم حمله بسهولة في جيبه، تمامًا مثل الهاتف المحمول، واستخدامه في أي وقت ومكان.
وتحدث عن تطوير منتجات أخرى: بجانب جهاز تخطيط القلب، لدينا منتجات أخرى مثل أجهزة قياس الضغط، الموازين الرقمية، ومقاييس الحرارة الإلكترونية قيد التطوير والإنتاج، والتي ستكون جزءًا من مجموعة أجهزة الرعاية الصحية المنزلية، ومن المقرر طرحها في السوق بنهاية هذا العام.
