عولمة خرم آباد تشكل نقطة تحول في تطوير السياحة

«وادي خرم‌آباد»؛ أول موطن للانسان تم توثيقه علمياً 

أعلن نائب وزير التراث الثقافي في البلاد عن تسجيل «المواقع ما قبل التاريخية في وادي خرم‌آباد» عالميًا في الاجتماع السابع والأربعين للجنة التراث العالمي لليونسكو، واعتبر هذا الحدث دليل واضح على عظمة حضارة إيران العريقة ودورها الحاسم في تاريخ تطور الإنسان الذكي، وقال: إن إيران، وخاصة لرستان، ليست فقط وريثة التراث، بل هي معمار جزء مهم من الذاكرة الثقافية للبشرية.

أعلن نائب وزير التراث الثقافي في البلاد عن تسجيل «المواقع ما قبل التاريخية في وادي خرم‌آباد» عالميًا في الاجتماع السابع والأربعين للجنة التراث العالمي لليونسكو، واعتبر هذا الحدث دليل واضح على عظمة حضارة إيران العريقة ودورها الحاسم في تاريخ تطور الإنسان الذكي، وقال: إن إيران، وخاصة لرستان، ليست فقط وريثة التراث، بل هي معمار جزء مهم من الذاكرة الثقافية للبشرية.

 

وأعلن علي دارابي، يوم الجمعة 11 يوليو 2025 في بيان تم اصداره عن تسجيل المواقع ما قبل التاريخية في وادي خرم‌آباد وهو الأثر التاسع والعشرون لإيران في قائمة التراث العالمي لليونسكو، واعتبر ذلك نقطة تحول في الدبلوماسية الثقافية وتعزيز مكانة إيران الحضارية على المستوى الدولي.

 

وقد تم هذا التسجيل في الاجتماع السابع والأربعين للجنة التراث العالمي لليونسكو الذي عقد في باريس، المقر الرئيسي لهذه الهيئة الدولية، بسبب وجود أدلة نادرة على الوجود الواسع للإنسان الذكي في العصر الحجري القديم ودوره في عملية استبدال إنسان النيدرتال في منطقة زاغروس.

 

وأعرب دارابي عن سعادته بهذا الإنجاز التاريخي قائلاً: إن إيران، هذه الأرض العريقة، كنز فريد من نوعه من التراث البشري، ولرستان، بتاريخها الذي يمتد لعشرات الآلاف من السنين، تُعد واحدة من ألمع حلقات السلسلة الحضارية للإنسان في العالم. إن المواقع الأثرية في وادي خرم‌آباد، بما تحتويه من لقى فريدة مثل الحُلي الصدفية والأشياء الزخرفية، تُظهر المستوى العالي والمعرفة والمعتقدات لدى الإنسان الأول، وتكشف عن الروابط الثقافية بين زاغروس ومنطقة الخليج الفارسي منذ أكثر من ٦٣ ألف عام. وجاء في البيان الرسمي لليونسكو أن الحفريات العلمية في هذه المواقع قد وفرت بيانات قيّمة حول عمليات هجرة الإنسان الذكي من أفريقيا إلى أوراسيا، وتشير الأدلة المتوفرة إلى دور محوري لإيران في نشوء وانتشار الثقافات الباليوليتية على المستوى العالمي.

وأشار إلى الميزات الفريدة لهذا الموقع قائلاً: إن وادي خرم‌آباد ليس فريداً من الناحية التاريخية فحسب، بل يُعتبر أيضاً من حيث المساحة والقيمة العلمية من المواقع النادرة في العالم. إن تسجيل هذا الموقع يقدم صورة خالدة عن حضارة إيران للعالم وسيكون نقطة تحول للتنمية المستدامة للسياحة.

 

وأشار دارابي إلى أهمية الدراسات المستقبلية لهذا الملف قائلا: إن هذا التسجيل ليس إلا بداية الطريق. فدراسة الطبقات الجديدة والبيانات الأثرية يمكن أن تكشف المزيد من الحقائق عن قِدم هذه المنطقة، وقد نشهد دليلاً آخر يؤكد التاريخ العريق لإيران.

 

وأشار إلى اتساع وتنوع الآثار التاريخية في إيران، مؤكداً أن إيران الإسلامية تحتضن كنزاً لا مثيل له من التراث البشري. ومع المسار المستمر الذي بدأ خلال السنوات الأخيرة، نتوقع أنه خلال الخمسين عاماً القادمة، سيتم تقديم وتسجيل ملف أو عدة ملفات جديدة في اليونسكو كل عام. يجب أن يعلم شعبنا العزيز أن قدراتنا لا تقتصر فقط على الآثار المسجلة؛ فهذا مجرد بداية طريق مشرق لتعريف إيران الثقافية للمجتمع العالمي.
وأضاف دارابي، مشيراً إلى مستقبل قلعة فلك الأفلاك: في نص هذا القرار الصادر عن اليونسكو، تم أيضاً الإشارة إلى وضع قلعة فلك الأفلاك. النواقص التي سبق أن أعلن عنها الخبراء الدوليون، يجري العمل على تلافيها، ومع توفير المتطلبات اللازمة، ستنضم هذه القلعة البارزة إلى وادي خرم آباد في الاجتماع السنوي القادم، وسيتم تسجيلها عالمياً.

 

وأعرب دارابي عن تقديره للجهود المتواصلة التي بذلتها الفرق العلمية والفنية والقانونية والدبلوماسية المشاركة في هذه العملية، مشدداً على أن هذا النجاح هو ثمرة الإجماع الوطني والدعم المهني والتعاون البنّاء مع المؤسسات الدولية. إن تسجيل وادي خرم آباد عالمياً هو وثيقة تؤكد أصالة وعمق الحضارة الإيرانية وخطوة كبيرة على طريق التفاعل الحضاري مع العالم.

 

وأشار دارابي الى تقديره الصادق للمرافقة الفعّالة من قبل حرس الثورة الإسلامية، ووزارة الخارجية، والممثلية الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى اليونسكو، وخاصة الدكتور أحمد باكتجي والفريق المتخصص في اليونسكو.

وأشاد دارابي بالدور الداعم للحكومة في تحقيق هذا الحدث الدولي، وذكر رضا صالحي أميري، الوزير الحالي لوزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، والسيد عزت الله ضرغامي، الوزير السابق، كداعمَين استراتيجيَين لهذا الملف، واعتبر دورهما الرئيسي في رسم السياسات الفعالة والدعم الفني بارزاً.

 

وفي الختام شكر الدكتور مسعود fزشكيان، رئيس الجمهورية، ومع إبداء الاحترام للشهيد آية الله الدكتور سيد إبراهيم رئيسي،  والفريق الشهيد حسين سلامي، القائد العام الراحل لحرس الثورة الإسلامية، وأكد دارابي: إن هذا التسجيل العالمي، أكثر من كونه نجاحاً علمياً، هو وثيقة على تكريم جهاد الرجال العظام، برؤية حضارية، مهدوا الطريق لتحرير المناطق الأثرية في لرستان. واليوم يجب أن نحيي أرواح هؤلاء الشهداء ونسأل الله أن يمنحهم أجراً يليق بجهودهم وتضحياتهم.

 

 

 

المصدر: الوفاق