في اجتماع المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية؛

رئيس جمعية الهلال الأحمر: لا توجد جريمة أكبر من الإستهداف الصهيوني المتعمد للمنشآت العلاجية

قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بير حسين كوليوند، انه لا توجد جريمة أكبر من الاستهداف الصهيوني المتعمد للمنشآت العلاجية والمراكز الطبية والمستشفيات.

وخلال مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع، استضاف اليوم الاثنين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ” اسماعيل بقائي”، رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني “بير حسين كوليوند”، الذي يُعدّ أحد شهود جرائم الكيان الصهيوني خلال حرب الـ12 المفروضة على ايران.

 

 

واستهل “بيرحسين كوليوند” هذا المؤتمر الصحفي، بتقديم التعازي باستشهاد عدد من المواطنين الإيرانيين قائلا: “في هذه الأيام، تكبدت جمعية الهلال الأحمر أكبر الأضرار في صفوف المدنيين. فقد دُمر حوالي 8200 منزل سكني، منها 400 منزل دُمر بالكامل،وبقية المنازل تحتاج إلى ترميم. ومن بين الشهداء، يوجد 126 امرأة و41 طفلا، ولم يكن أي منهم عسكريا. الصور التي ترونها هي جزء من الأطفال والمدنيين الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض بواسطة زملائنا.”

 

 

وتابع: “في هذه الظروف، استشهد خمسة من مسعفينا الأعزاء، الذين تعرضوا لهجوم مباشر أثناء قيامهم بمهام الإغاثة، بحيث استُهدفت سيارة الإسعاف الخاصة بنا واحترقت بالكامل. أحد شهدائنا الأعزاء كان يقدم الإسعافات الأولية عندما وقع هذا الحادث. كل هذه الأعمال تُعد انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف، بما في ذلك الاتفاقيات الأربع وبروتوكولاتها الإضافية. ووفقا للقواعد الدولية، لا يحق لأحد التعرض للقوات الطبية والإغاثية والمدنيين.”

 

 

وأشار رئيس جمعية الهلال الأحمر إلى أن جميع حالات انتهاك حقوق الإنسان الدولية قد تم توثيقها؛ مضيفا ان هذه الوثائق تتضمن تفاصيل دقيقة للساعة والمكان وحجم الأضرار التي لحقت بنا. موضحا انه عند وقوع اي حادث، كانت فرق جمعية الهلال الأحمر أول الواصلين إلى الموقع. فمهمتها الإغاثة والإنقاذ وتقديم المساعدة للناس في مثل هذه الظروف. لافتا الى انه تم حرمان فرق الاغاثة ايضا من الأمان، ولم يسمحوا لها حتى بتقديم الإغاثة، مؤكدا على ان  الشهداء الأعزاء الذين عرض صورهم في المؤتمر، تعرضوا لهجوم مباشر وحُرموا من إمكانية تقديم المساعدة. ومع ذلك، في هذه الظروف الصعبة، أنقذت فرق الهلال الاحمر الايراني الكثيرين من موت محقق وخففت الكثير من المعاناة.

 

 

وتابع: “عندما نسلم الجسد الطاهر لشهيد ما إلى عائلته، تهدأ قلوبهم. لكن العديد من الجثامين تمزقت وتلاشت بسبب شدة الانفجارات. لقد سجلنا جميع هذه الوثائق وأرسلناها إلى المحافل الدولية. أول جهة يجب إرسال هذه التقارير إليها هي اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد قدمنا تقاريرنا إلى هذه اللجنة على عدة مراحل.”

 

 

أرسلنا تقارير انتهاكات حقوق الإنسان إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان

 

 

أشار بيرحسين كوليوند إلى أن جمعية الهلال الاحمر الايراني قد أرسلت تقارير انتهاكات حقوق الإنسان إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لمتابعة الأمر،قائلا: “الأهم من ذلك كله، أرسلنا هذه التقارير، مرفقة باتهامات، إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. لقد تابعنا هذه الأمور، وقمت أنا شخصيا بهذه المتابعات.”

 

وافاد رئيس جمعية العلال الاحمر الايراني بان ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي يتواجد في إيران، رافقه في جولة الى بعض الاماكن المستهدفة مثل منزل الدكتورة رسولي، وهي احدى الشهيدات المتطوعات في الهلل الاحمر وهي أخصائية جراحة نسائية استشهدت مع طفلها وزوجها.

 

 

واضاف انهما ايضا قاما بجولة تفدية الى سجن إيفين،المكان الذي يذهب إليه الناس والمواطنون لزيارة ومتابعة أوضاع السجناء حيث تعرض للاستهداف فتضرر مدخله، والمبنى الإداري، ومستشفى السجن، وحتى مطبخ المستشفى لهجوم، وتم فقد عددا كبيرا من الشهداء وتكبد خسائر فادحة في هذا الموقع.

 

 

وتابع موضحا ان صاروخين لم ينفجرا في هذا المكان، مما أعاق العمل الإغاثي، لان خطر انفجار هذين الصاروخين في أي لحظة كان موجودا مما شكل تهديدا خطيرا للمسعفين ورجال الإطفاء والفرق الطبية، وعلاوة على ذلك تم تفقد ايضا مصانع المواد الغذائية المستهدفة في همدان، مضيفا انه اصطحب ممثل لجنة الصليب الأحمر معه الى الاماكن المستهدفة ليرى هذه الحالات عن كثب.

 

 

يمكن تنظيم معرض لانتهاكات القانون الإنساني وجرائم الحرب من ممارسات الكيان الصهيوني البغيض 

 

وفي سياق الاماكن المستهدفة ، لفت رئيس جمعية الهلال الأحمر الى ان مدينة سربل ذهاب تعرضت لهجوم مباشر، وايضا قسم العناية المركزة (ICU) في مستشفى فارابي استهدف بشكل مباشر، حيث ان المرضى الذين يرقدون في العناية المركزة لا يملكون أي قدرة على الدفاع عن أنفسهم.

 

واضاف قائلا: المعوّقن وذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين يتلقون الرعاية في مراكز الرعاية الاجتماعية، لا يستطيعون التحرك ولا يمكنهم الفرار؛ ليس لديهم خيار سوى تحمل هذه الظروف. لقد شاهد ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه الحالات بنفسه. وصرح ان هذه الأعمال تشكل انتهاكا للقانون الإنساني وتتعارض مع اتفاقيات جنيف. وقد أشار إلى هذا الأمر في خطاباته أيضا.

 

 

وأردف رئيس جمعية الهلال الامر: أكثر من 80 دولة أرسلت لي رسائل تعاطف وتعزية. ومنهم بالاضافى بالإضافة إلى تعبيره عن التعاطف، أدان هذه الأعمال كالصليب الأحمر الكندي،  كما أرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رسائل تعاطف ومتابعة، وأدانوا هذه الفظائع.

 

 

واضاف   أرسل لي أحد الزملاء المتطوعين في الصليب الأحمر الهندي رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كتب فيها: ‘السيد كوليوند، رستم لن يسقط أبدا؛ وهذا يدل على أنهم على دراية بثقافتنا وقوتنا وغيرتنا وشهامتنا. (رستم هو بطل ايراني تحدث عنه الشاعر الايراني الشهير فردوسي في “شاهنامه” باعتباره اهم شخصية اسطورية في الادب الفارسي).

 

 

و أشار رئيس جمعية الهلال الأحمر إلى أن والد الشهيد ملكي، وهو الشهيد الذي عرضت صورته ايضا في المؤتمر، قال له في مراسم التشييع: “اذهبوا وقدموا الإغاثة، سأقوم بالتشييع بمفردي.” لافتا الى ان هذه الروح والغيرة والشهامة، والتضحية هي ما شهده العالم مؤكدا على ان جميع عناصر الاغاثة والمواطنين الايرانيين هم مصدر فخر واعتزاز.

 

 

واضاف : “أود أن أقول إننا شهدنا جميع أنواع الجرائم خلال هذه الأيام الاثني عشر. إذا أردت مراجعة التاريخ وإقامة معرض لانتهاكات القانون الإنساني وجرائم الحرب، يكفي جمع ممارسات هذا الكيان البغيض لان هذه الممارسات وحدها تكفي لملء معرض كامل بجميع أنواع جرائم الحرب.”

 

 

هل هناك جريمة أكبر من استهداف المستشفيات والمرافق الطبية؟

 

وردا على سؤال وكالة إرنا حول الاستهداف المتعمد لمرافق جمعية الهلال الأحمر خلال العدوان الذي استمر 12 يوما، وما هو تحليله لهذا الإجراء، قال بيرحسين كوليوند: “مركزنا تعرض للهجوم. بالقرب منا، يوجد مستشفى وليعصر بسعة 250 سريرا، ومستشفى طهران للحروق بسعة حوالي 200 سرير، ومركز رعاية المعاقين التابع لهيئة الرعاية الاجتماعية، ومستشفى خاتم بسعة تقارب الألف سرير، ومركز التأهيل الشامل التابع لجمعية الهلال الأحمر، وهو أكبر مركز طبي للحج والزيارة.”

 

 

واستطرد موضحا ان كل هذه المباني  تعرضت لأشد الهجمات والقصف الصاروخي على مرحلتين، ففي جميع أنحاء العالم، إذا كان هناك مركز علاجي مثل عيادة أو مستشفى، فإنهم يضعون لافتة لتحديد ما إذا كان المكان قد تعرض للاستهداف. لكن في هذه الحالة، أُطلقت صواريخ ثقيلة، وبالإضافة إلى إثارة الرعب والخوف، أدى الدخان والغبار والرماد إلى حجب الرؤية لمدة تتراوح بين نصف ساعة و40 دقيقة على الأقل، بل وجعل التنفس صعبا. لقد تم تسجيل هذه الأحداث.”

 

 

وأضاف: “لقد حطمت مقاطع الفيديو والصور التي حصلت عليها من كاميرات المراقبة في هذه المراكز قلبي وأثارت حزني الشديد. في مثل هذه الظروف، واصل العاملون في هذه المراكز عملهم، وقدموا الرعاية بكل تفان وتضحية للمرضى، ولم يتركوهم لوحدهم. كيف يمكن أن يحدث قصف ولا يذهب أحد للبحث عن ملجأ؟ لكنهم، بتضحية، واصلوا عملهم من أجل مرضاهم.”

 

 

استهداف فرق الهلال الأحمر مباشرة أثناء تقديم الإغاثة

 

 

وفي رده على سؤال بخصوص استهداف سيارات إسعاف الهلال الأحمر خلال الحرب المفروضة على إيران، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر: “سيارة الإسعاف هذه ليست سوى مثال واحد، فقد استشهد 21 عنصرا من كوادرنا الطبية، لكن خمسة من هؤلاء الأعزاء استهدفوا مباشرة أثناء تقديمهم للإغاثة.”

 

واضاف: سيارات إسعاف الهلال الأحمر تحمل شعارات وعلامات واضحة ويمكن تمييزها من بعيد. زيّي أنا ومساعدي الإغاثة واضح من أي زاوية، ليس الأمر أن نقول إن هذه الهجمات كانت عشوائية؛ لا، هذه الهجمات نُفذت بشكل متعمد ومباشر تماما.”

 

 

وتابع : للأسف، كانت هذه الجرائم شديدة للغاية ولم يكن فيها أي رحمة. لكن من ناحية أخرى، كانت غيرة وشجاعة وطاقة زملائنا في الإغاثة تزداد لحظة بعد لحظة. لقد استخدمنا 8200 فرد من أصل 70 ألف منقذ جاهز للعمل وفريق الاستجابة السريعة لدينا. والبقية كانوا على أهبة الاستعداد كقوة احتياط لمساعدتنا في أي لحظة.”

 

 

 

المصدر: ارنا