شرح وزير الزراعة الايراني، جواد ساداتي نجاد، أوجه التعاون بين ايران والصين في القطاع الزراعي وما تم الاتفاق عليه في هذا المجال خلال زيارة الرئيس ابراهيم رئيسي الى بكين.
وأشار ساداتي نجاد، الأربعاء، الى سياسة وزارته لجعل القطاع الزراعي في ايران قائماً على تصدير المنتجات الى خارج البلاد، وقال: ان الوزارة أطلقت منظومة لتسجيل كل المعلومات المتعلقة بمراحل إنتاج المحاصيل الزراعية وقد بدأ العمل في هذا الصدد في المحاصيل الزراعية التي تصدر الى الخارج مثل الخيار والفلفل والباذنجان حيث يتم تسجيل نوع السموم والأسمدة المستخدمة ونوعية الإنتاج في إنتاج كل محصول وبإمكان الدولة المستوردة الاطلاع على هذه المعلومات قبل استيراد المحاصيل.
وأشار وزير الزراعة الى أنه لا عوائق أمام تصدير المنتجات الزراعية الايرانية الى روسيا ودول الاتحاد الأوراسي الآن، وإن رخص التصدير والاستيراد يتم إصدارها بصورة فورية بين ايران وهذه الدول.
* سجلات تعريف البساتين
وفيما يتعلق بإيجاد سجلات تعريف للبساتين في ايران، قال ساداتي نجاد: إن المحاصيل البستانية مثل التفاح والكيوي والتمور والبرتقال سيتم فتح سجل مواصفات لها في غضون 6 أشهر، موضحاً ان المحاصيل التي يتم تصديرها تخضع للفحص في مختبرات معتبرة وتحصل على شهادة السلامة من مؤسسة الغذاء والدواء، كما تم وضع قوانين فيما يتعلق بتصدير أعلاف الحيوانات والدواجن وغذاء الأسماك وكذلك الأعشاب الطبية.
وأوضح وزير الزراعة بأن العمل جار لإنتاج حاويات مبردة في داخل ايران تحتاجها عمليات تصدير المحاصيل الزراعية، كما أن من الممكن استيراد أعداد منها أيضاً.
* السوق الصينية سوقاً كبيرة
وفيما يتعلق بالصين، شرح وزير الزراعة إن السوق الصينية في هذا المجال هو سوقاً كبيرة وهناك 3 مذكرات تفاهم عقدت بين ايران والصين في القطاع الزراعي واحدة منها تخص تصدير منتجات الألبان الى الصين، موضحاً ان حجم السوق الصينية في مجال منتجات الألبان هو 10 مليارات دولار، متوقعاً أن تصدر ايران ملياري دولار من منتجات الألبان سنوياً الى الصين في غضون العامين المقبلين.
كما أشار ساداتي نجاد الى فتح باب تصدير التفاح الايراني الى الصين الى جانب تصديره لباكستان، موضحاً ان الشحنة الأولى للصين ستكون 10 آلاف طن من هذه الفاكهة. وأوضح إن مذكرة التعاون الثانية بين ايران والصين تتعلق بالتعاون الزراعي المشترك بين البلدين في مجالات الزراعة والري والزراعة الحديثة، كما تعتبر الأسواق الصينية أسواقاً واعدة أيضاً لتصدير المنتجات الايرانية من الروبيان وأسماك الكافيار وغيرها.
* أهمية التعاون الزراعي
وفيما يتعلق بالبيان الرئاسي المشترك الصادر في ختام زيارة الرئيس الايراني الى الصين وأهمية التعاون الزراعي فيه، قال وزير الزراعة: إن الطرف الصيني ضمّن البيان بنداً حول ايجاد “قناة خضراء” لاستيراد المنتجات الزراعية والغذائية الايرانية، وقد أكد الجانب الصيني في البيان على التطوير الاجتماعي والاقتصادي والتعاون الزراعي وزيادة قدرات الإنتاج الزراعي .
وأوضح بأن هناك الآن مشاريع في ايران يمكنها أن تشهد عملاً مشتركاً مع الصين مثل تسطيح الأراضي والري الحديث في مختلف المناطق وستبلغ ايران بهذا الاكتفاء الذاتي في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية.
وفيما أشار وزير الزراعة الى زيادة حجم تصدير المنتجات الزراعية الايرانية الى الصين خلال الشهور العشرة الماضية وصولاً الى 350 مليون دولار، قال: إن هذه الكمية تضاعفت 5 مرات قياساً مع الأعوام الأربعة الماضية بعد تذليل العقبات.
ونوه ساداتي نجاد الى أن محور التعاون مع الصين في المجال الزراعي هو تصدير المنتجات الزراعية؛ لكنه أضاف: سيتم أيضاً استيراد المواد الأولية للزراعة والأسمدة الكيماوية والآليات الزراعية والتوابل من الصين.
وأشار وزير الصناعة الى إشادة وزير الزراعة الصيني بجودة المحاصيل الزراعية الايرانية، قائلاً: لا عوائق الآن أمام تصدير هذه المنتجات الى الصين، وإن إنشاء لجنة التعاون المشتركة بين البلدين في هذا المجال كفيل بإزالة أية عقبات والقضاء على البيروقراطية الإدارية في هذا المجال.
* مكافحة التصحر
كما أشار ساداتي نجاد الى الخبرات الصينية في مجال مكافحة التصحر، قائلاً: إنه من المقرر غرس تريليون شجرة في العالم حتى عام 2030، وإن الدول قد قطعت تعهداً في هذا المجال وإن الصين تعهدت بغرس 80 مليار شجرة، وتركيا 8 مليارات، والسعودية 50 ملياراً، وباكستان مليارين والعمل بدأ في ايران أيضاً للتمهيد لغرس 250 مليار شجرة في العام.
كما أوضح بأن الاستفادة من “المياه الخضراء” مندرج أيضاً ضمن أوجه التعاون بين البلدين؛ بالإضافة الى نثر البذور وغرس الشتلات والشجيرات ومشاريع المياه وإحياء غابات سلسلتي جبال ألبرز وزاغروس في ايران.
يذكر أنه ترأس رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله السيد إبراهيم رئيسي، الأسبوع الماضي، وفداً سياسياً واقتصادياً رفيع المستوى إلى بكين في زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
والتقى الرئيس الإيراني فضلاً عن نظيره الصيني، رئيس الوزراء ورئيس المجلس الوطني. ورعى رئيسا البلدين، خلال هذه الزيارة، الاجتماع المشترك لوفدي البلدين رفيعي المستوى، الى جانب التوقيع على 20 وثيقة تعاون من قبل كبار المسؤولين من الجانبين.