طبيب نفسي صهيوني:

إحساس نتنياهو بالفشل يُملي استمرار القتال في غزة

توقّف الطبيب الصهيوني عوفر غروزبرد عند مداولات جلسة الكابينت، والتي عُقدت بتاريخ 6/7/2025، وطرح فيها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إقامة مدينة إنسانية في رفح خالية من حماس، بحسب زعمه.

 

في الجلسة، سأل رئيس الأركان إيال زمير نتنياهو: “هل سيسيطر الجيش “الإسرائيلي” على مليوني مدني؟ هل تريد إيقاف القتال من أجل هذا؟” فردّ عليه رئيس الحكومة: “أنا أجلب عشر جرافات 9-D لتأهيل المنطقة الإنسانية. ما هي القوات المطلوبة لحمايتهم؟ هل هذا يوقف الحرب كلها؟”.

 

غروزبرد، وهو باحث في جامعات “تل أبيب” وحيفا، وعمل باحثًا في مركز البحث الإستراتيجي في كلية الأمن القومي “الإسرائيلي”، قال في مقال نشرته صحيفة “معاريف”: “بصفتي اختصاصيًا في الطب النفسي السريري إنّي مدرّب على حسن الإصغاء، ألاحظ فورًا أن شيئًا ما لم يُستوعب هنا. هل رئيس الحكومة لا يفهم أننا لا نملك ما يكفي من القوات؟”. وتابع “حتى رئيسا الأركان السابق هرتسي هليفي والحالي أيضًا عارضا أن يتولى الجيش “الإسرائيلي” توزيع المساعدات على الفلسطينيين، وكذلك عارضا إقامة إدارة عسكرية في غزة. كونهما عسكرييْن يعرفان القوات والميدان، فهما مدركان لقيود قدراتنا. إنهما يعلمان أن توزيع الغذاء بواسطة المقاتلين سيؤدي إلى خسائر كبيرة، وأن إقامة إدارة عسكرية تتطلّب قوات لا نملكها، في وقت يعاني فيه الجيش إنهاكًا شديدً. في هذا النقاش، كما في نقاشات سابقة، يقول رؤساء الأركان لرئيس الحكومة: لا نملك ما يكفي من القوات لهزيمة حماس هزيمة كاملة؛ ويبدو أن رئيس الحكومة لا يفهم أصلًا عمّا يتحدثون، أو لا يريد أن يفهم. الأمر ذاته ينطبق على باقي أعضاء الكابينت، لا سيما المتطرفين اليمينيين”.

 

وأضاف الطبيب والباحث الصهيوني: “لدى سموتريتش وبن غفير تفكير مسيحاني حيث إن السمة الأبرز فيه هي صعوبة الاعتراف بما لا يمكن فعله، وليس فقط بما يمكن فعله. إنهم متغطرسون، يعتقدون بأن الله سيساعدنا وبأنه لا أحد فوقنا. الاعتراف بقيود قوتنا؟ بعيد كل البعد عنهم”. وتابع “لكن ماذا عن رئيس الحكومة؟ كثيرون سيقولون – وربما عن حق – إن بيبي (نتنياهو) يواصل القتال فقط للحفاظ على حكومته ومنع إسقاطها على يد سموتريتش وبن غفير. أنا أودّ أن أضيء على نقطة لا تقل أهمية في عالمه النفسي: كشخص يرى نفسه – وبحق – مسؤولًا عن “كارثة” السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فإن التراجع وعودة حكم حماس في غزة بشكل يعيدنا إلى ما كنا عليه في السادس من تشرين الأول/أكتوبر، أمر لا يُطاق بالنسبة إليه – كأن شيئًا لم يحدث. إنه يريد أن يُذكر في كتب التاريخ على أنه، رغم فشله في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تعافى وأطاح بحكم حماس وغيّر وضع “إسرائيل” على الحدود الجنوبية. بالفعل، بالنسبة إليه، أيّ اتفاق مع حماس هو استسلام لا يمكن قبوله”.

 

وأردف: “لذلك، فهو لا يفهم – أو لا يريد أن يفهم – أن الأمر ببساطة أكبر من قدرة الجيش “الإسرائيلي”. قال له ذلك رئيسا أركان، لكنه ما يزال يطالب بالنصر. حاله النفسية لا تتيح له الإصغاء.. بل أكثر من ذلك، عليه أن يعرف أن ما لم نفعله خلال السنة وتسعة الأشهر الماضية، لن نفعله في المستقبل القريب، لكنه غير قادر على تجاوز الألم النفسي الناتج عن الفشل”.

 

غروزبرد ختم: “لو كان نتنياهو الآن على أريكة المعالج النفسي، من المرجّح أنه كان سيتحدث عن ذلك – كيف أن شعور الفشل القاسي الذي يعيشه هو ما يُملي عليه سلوكه واستمرار القتال في محاولة للتخفيف من الإهانة أمام واقع لا يريد الاعتراف به. في لغتنا المهنية، نسمي ذلك   acting out(التعبير السلوكي عن الصراع النفسي)”.

 

المصدر: العهد

الاخبار ذات الصلة