أساس المقاومة التي نظّر لها هي مقاومة شاملة وواقعية

“إسرائيل، ذلك الشر المطلق”.. قراءة في فكر الإمام موسى الصدر حول الكيان الصهيوني

خاص الوفاق: كتاب "إسرائيل، ذلك الشر المطلق" يشمل مختارات من الخطب والرسائل والمقابلات والمحتويات التعليمية للإمام السيد موسى الصدر، وقد تم اختياره من المجموعة المكونة من 12 مجلدا بعنوان "خطوة بخطوة مع الإمام".

يُعتبر الإمام موسى الصدر من أبرز الشخصيات الفكرية والدينية التي أسّست نهجاً متكاملاً في مقاومة الكيان الصهيوني، مستنداً إلى رؤية دينية وأخلاقية عميقة تتجاوز الأبعاد السياسية والعسكرية. ليس دوره في محور المقاومة مجرد مشاركة، بل هو دور المؤسِّس الذي ترك بصمة فكرية وعملية تحوّلت إلى قوة إقليمية فاعلة. من خلال مؤلفاته وخطبه ولقاءاته، قدّم الإمام الصدر رؤيةً تتبنّى المقاومة الشاملة، ومشروعاً إنسانياً يعارض النزعة العنصرية والعدوانية للصهيونية. هذا المقال يستعرض بعض أهم مؤلفاته حول القضية الفلسطينية، مثل “إسرائيل، ذلك الشر المطلق” و”الأبعاد الدينية للصراع مع إسرائيل”، إضافةً إلى كتاب “الفكر والعمل” الذي يُلخّص فلسفته في الشأن الديني والاجتماعي، لنكتشف كيف تحوّل فكره إلى نموذج يُحتذى في النضال المعاصر.

 

كتاب “إسرائيل، ذلك الشر المطلق”

 

 

تم إزاحة الستار عن كتاب “إسرائيل، ذلك الشر المطلق” وهو عبارة عن مجموعة من خطب الإمام السيد موسى الصدر، يوم الإثنين 14 يوليو/تموز في قاعة المؤتمرات بوكالة”إرنا”، وكان ذلك بحضور ابنة الإمام موسى الصدر السيدة “حوراء الصدر”، المدير التنفيذي لوكالة إرنا “حسين جابري أنصاري “، والناقد والباحث في الروايات “كوروش علياني”.

 

يُعدّ هذا الكتاب مختارات من الخطب والرسائل والمقابلات والمحتويات التعليمية للإمام السيد موسى الصدر، وقد تم اختياره من المجموعة المكونة من 12 مجلدا بعنوان “خطوة بخطوة مع الإمام”.

 

والجدير بالذكر ان ، عبارة “إسرائيل، ذلك الشر المطلق” هي العبارة التي استخدمها الإمام موسى الصدر لأول مرة في تفسير طبيعة الاحتلال والعدوان ووحشية الكيان الصهيوني.

 

وقد كتب على الغلاف الخلفي لهذا الكتاب، اقتباس من اقوال لسماحة لإمام موسى الصدر:”رسالتنا في لبنان تتناقض مع رسالة الصهاينة، فرسالتهم عنصريّة طائفيّة رافضة للتّعايش،ورسالتنا تعايش وانفتاح وإنسانيّة مؤمنة للعالم، ووجودنا نقيض لوجودهم”.

 

يشار الى ان كتاب “إسرائيل، ذلك الشر المطلق” هو من تأليف الإمام موسى الصدر، ينُشر لأول مرة في طبعة ورقية بحجم الجيب، مكونة من ٥٦٢ صفحة في عام 2025 ، وصادرة عن مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات.

 

كتاب “الأبعاد الدينية للصراع مع إسرائيل”

 

 

كتاب «الأبعاد الدينية للصراع مع إسرائيل» من تأليف الإمام موسى الصدر، وهو عالم ديني إيراني-لبناني. يُصنّف هذا العمل ضمن أدبيات الدين والمقاومة. هذا الكتاب هو المجلد السادس عشر من سلسلة مؤلفة من سبعة عشر مجلداً بعنوان «برتوها»، والتي خُصّصت لخطب الإمام موسى الصدر. في كل مجلد من هذه السلسلة، يُنشر مقال أو خطاب أو مجموعة من المقالات والخُطب ضمن وحدة موضوعية. في الكتب الصغيرة من هذه السلسلة، يُتناوَل كلام الإمام موسى الصدر من زاوية جديدة وأقل تداولاً، ويتعرف القارئ دون تدخل أو تغيير فقط من خلال الخُطب والمقالات على عالم الفكر وهموم هذا العالم الديني والمُفكر الشيعي.

 

«الأبعاد الدينية للصراع مع إسرائيل» هو مزيج من خُطب ومقابلات أُجريت مع الإمام موسى الصدر حول قضية فلسطين. هذا الكتاب، الذي يستعرض جزءاً حساساً من تاريخ الصراع بين فلسطين والكيان الصهيوني من خلال تصريحات الإمام موسى الصدر، يحتوي على ثلاثة خُطب له. تركّز هذه الخُطب على الأبعاد الدينية لقضية فلسطين والكيان. ويتضمن كتاب «الأبعاد الدينية للصراع مع إسرائيل» خطبة واحدة ومقابلتين صحفيتين لهذا العالم، أُجريت كلها في عام 1970.

 

كتاب “الفكر والعمل”

 

 

كتاب “الفكر والعمل” للسيد موسى الصدر” هو خلاصة خمسين جلسة من دروس ومحاضرات حول سيرة وفكر الإمام موسى الصدر، وقد نُشر بجهود مؤسسة الإمام موسى الصدر الثقافية البحثية. تتناول المحاضرات المنشورة في هذا الكتاب مواضيع مختلفة مرتبطة بالإمام موسى الصدر، وقد تم تقديمها من قبل أساتذة كبار وبارزين من الحوزة والجامعات. منذ عام  2011م تقريباً، قامت مؤسسة الإمام موسى الصدر الثقافية البحثية بتنظيم سلسلة من اللقاءات بعنوان “الفكر والعمل” لإعادة قراءة إنجازات الإمام موسى الصدر، والتي تم تلخيصها وجمعها في هذا الكتاب.

 

خلال هذه الجلسات، تمت إعادة قراءة ومناقشة آراء الإمام موسى الصدر في مجالات متنوعة مثل: علم الإسلام، علم الإنسان، القرآن والتفسير، المقاومة، الحوار، الاقتصاد، عاشوراء، قضية المرأة، التقريب بين المذاهب الإسلامية، والأخلاق. كما خضعت بعض هذه الآراء للنقد والدراسة. دراسة هذه المحاضرات تُعرّفنا بالمنظومة الفكرية للإمام موسى الصدر.

 

ومن أبرز العناوين المطروحة في هذا الكتاب يمكن الإشارة إلى: المقاربات الاقتصادية للإسلام، الأفكار القرآنية للإمام موسى الصدر، مكانة المرأة في فكر وعمل الإمام موسى الصدر، دور الإمام موسى الصدر في استمرارية حركة إحياء الفكر الديني، الإمام موسى الصدر؛ الصراع مع الشعبوية، الإمام موسى الصدر وفقه العلاقات الاجتماعية، الإمام موسى الصدر ونمط الحياة الإسلامية في المجتمع المتعدد، التعدد كفرضية أولية للحوار، القرآن في الفكر الديني التجديدي للإمام موسى الصدر، حدود وضرورات التسامح مع الأديان والمذاهب.

 

كتاب “الإمام موسى الصدر وقضية الكيان الصهيوني”

 

كما تم نشر كتاب تحت عنوان “الإمام موسى الصدر وقضية الكيان الصهيوني” يسعى للإجابة عن السؤال التالي: ما هي أفكار الإمام موسى الصدر وآراؤه حول الكيان الصهيوني؟ وبالاستناد إلى تلك الأفكار، ما السياسات والإجراءات التي اتخذها في مواجهتها؟ وما أثرها في المقاومة المناهضة للكيان؟

 

الجواب، بوصفه الفرضية الأساسية، هو أن الإمام موسى الصدر، استناداً إلى خلفياته الفكرية والدينية والأخلاقية، كان يرى أن الكيان الصهيوني توسّعي، ويشكّل أكبر عدو للعالم الإسلامي. وكان يؤمن بأن السبيل الوحيد للتصدّي له هو المقاومة الشاملة التي يجب أن يكون المجتمع بأسره طرفاً فيها. ويمكن رؤية آثار هذه النظرة في أشكال متعددة من المقاومة المعاصرة.

 

ويبدو أن أساس المقاومة التي نظّر لها الإمام موسى الصدر هي مقاومة شاملة وواقعية تقوم على دعائم دينية وأخلاقية، وتؤكّد الدور الجاد لجميع فئات وشرائح المجتمع في مختلف المستويات: الثقافية، السياسية، الاقتصادية، والنضالية. ومن شأن هذه الرؤية أن تقدّم نموذجاً مناسباً للمقاومة المعاصرة.

 

وبفضل إدراكه العميق لخطورة أيديولوجيا الصهيونية على منطقة غرب آسيا والعالم الإسلامي، سعى الإمام موسى الصدر إلى بناء مجتمع مقاوم في مواجهة مجتمع خامل. وقد ساهمت هذه الأطروحات تدريجياً في تأسيس حركة المقاومة اللبنانية ضدّ اعتداءات الكيان الصهيوني على جنوب لبنان.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص