وقد تمت الموافقة على مشروع التعديل الخاص بإتفاقية النقل البري الدولي بين إيران وبيلاروسيا بأغلبية ساحقة في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) يوم الأربعاء الماضي.
يشمل هذا القرار مقدمة ومادتين تعديليتين، حيث يسهل طريق التعاون العابر لإيران مع دول أوراسيا، ويُعد خطوة فعالة في طريق تحويل إيران إلى أحد الطرق التجارية الرئيسية في المنطقة.
يعود هذا الملحق إلى إتفاقية وُقِّعت لأول مرة في فبراير 1998 بين طهران ومينسك. والآن، مع التطورات الجيوسياسية في المنطقة والتركيز الإيراني على دبلوماسية النقل، تم تحديث هذه الإتفاقية مع مراجعات لتتناسب مع الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية للمنطقة.
وافق النواب بـ228 صوتًا مقابل 3 أصوات معارضة وامتناع واحد، حيث صادقوا على تفاصيل المشروع بعد الموافقة على مضمونه العام.
ووفقًا لـ”علي رضا نثاري”، عضو لجنة البنية التحتية في مجلس الشورى الاسلامي، تم إجراء هذه التعديلات لتسهيل حركة المركبات البرية، وتسريع نقل البضائع والركاب، وإنشاء بنية تحتية قانونية لتعزيز التعاون الاقتصادي.
مع هذه الإتفاقية، ستُفتح الأبواب أمام نمو التبادلات المالية والتجارية بين إيران وبيلاروسيا، وبشكل غير مباشر مع دول أوراسيا الأخرى. كما يمكن أن يكون هذا المشروع نموذجًا لتطوير إتفاقيات مماثلة مع دول أخرى.
تمت الموافقة على هذا المشروع في وقت تسعى فيه إيران إلى ترسيخ دورها كمحور عابر بين الشرق والغرب. وتُعد إتفاقيات النقل مع دول أوراسيا، بما في ذلك روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان، جزءًا من الاستراتيجية الشاملة لإيران لتطوير الدبلوماسية الاقتصادية وتقليل الاعتماد على الطرق الغربية التقليدية.
بشكل عام، لا يعكس هذا القرار فقط إرادة طهران للمشاركة الفعالة في سلسلة التوريد الأوراسية، بل يمكن اعتباره خطوة استراتيجية لتحقيق رؤية “إيران كمحور عبور إقليمي”.
من الجدير بالذكر أنه مع توقيع مذكرة تفاهم للتعاون السككي بين إيران وبيلاروسيا في شهر أبريل من هذا العام، اتخذ البلدان خطوة مهمة في تطوير نقل البضائع عبر الفرع الغربي للممر الشمال-الجنوب (INSTC).
وُقِّعت هذه المذكرة بحضور المدير العام لسكك الحديد الإيرانية ورئيس سكك الحديد البيلاروسية، حيث ركزت على زيادة قدرة التصدير والاستيراد بالسكك الحديد، وتحسين التعريفات الجمركية، وتبادل الخبرات، والتخطيط لحركة القطارات المنتظمة. كما تقرر أن تعمل سكك حديد البلدين مع روسيا وكازاخستان وتركمانستان وجمهورية أذربيجان لتسهيل طريق العبور.
يمكن للفرع الغربي للممر الشمال–الجنوب، الذي تشارك فيه إيران وروسيا وجمهورية أذربيجان، أن يلعب دورًا أكثر فعالية في ربط أسواق أوراسيا مع انضمام بيلاروسيا.