تتضمن شراء 130 عربة قطار ركاب جديدة؛ وإعادة تأهيل 140 عربة قديمة

عقود بقيمة 8 تريليون تومان لتطوير أسطول النقل السككي في البلاد

وقّعت وزيرة الطرق والتنمية العمرانية الإيرانية السيدة فرزانة صادق، أمس الأحد، عقود استثمارية كبرى لتجديد وإعادة تأهيل أسطول نقل الركاب في إيران بقيمة 8 تريليونات و800 مليار تومان، تمثل خطوة أساسية نحو تحسين جودة الخدمات وزيادة طاقة النقل بالسكك الحديدية في إيران.

وتتضمن هذه المشاريع شراء 130 عربة قطار ركاب جديدة، بالإضافة إلى تجديد وإعادة تأهيل 140 عربة قطار قديمة، وذلك ضمن برنامج تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 8 تريليونات و820 مليار تومان.

 

ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تحديث أسطول الركاب، وزيادة القدرة التشغيلية على الخطوط المحلية والدولية المزدحمة، وتحسين جودة السفر بالقطارات، ورفع مستوى رضا المسافرين.

 

ووفقًا لتقرير وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء “إرنا”، تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة السكك الحديدية الإيرانية وشركة “رجا” بقيمة 5 تريليونات تومان، بهدف شراء وتجديد 160 عربة ركاب، تشمل تجديد 100 عربة وشراء 60 عربة فاخرة من فئة الخمس نجوم.

 

كما وُقّعت مذكرة تفاهم أخرى بين شركة السكك الحديدية وشركة “ریل ترابر” بقيمة 3 تريليونات و820 مليار تومان، تشمل شراء 70 عربة ركاب فاخرة من فئة “رويال 5 نجوم”، وتجديد 37 عربة ورفع مستواها إلى الفئة ذاتها، بالإضافة إلى تشغيل قطار سياحي.

 

وأشارت وكالة “إرنا” إلى أن إصلاح نظام التسعير، وتوفير حوافز دعم للقطاع الخاص، وتنفيذ برامج خاصة مثل دفع وفورات استهلاك الوقود وفقًا للمادة 12 من قانون إزالة العقبات أمام الإنتاج التنافسي، وتقديم قروض ميسّرة وفقًا للبند 18 من قانون الموازنة، تُعدّ من أبرز الخطوات التي اتخذتها شركة السكك الحديدية لتحسين بيئة الاستثمار في هذا القطاع.

 

مؤشران رئيسيان لتطور شبكة السكك الحديدية

 

وفي كلمته خلال مراسم توقيع العقد، أوضح معاون تمويل الاستثمار واقتصاد النقل في شركة السكك الحديدية الإيرانية أن الاتحاد الدولي للسكك الحديدية يعتبر “نسبة عدد الركاب إلى عدد السكان” و”نسبة عدد عربات الركاب إلى طول خطوط السكك الحديدية” مؤشرين رئيسيين لتطور شبكة السكك الحديدية، وقال: إن المؤشر الأول، أي نسبة الركاب إلى عدد السكان، يُظهر أن “كل إيراني يسافر عبر القطار مرة واحدة كل ثلاث سنوات”؛ لكن في ما يتعلق بنسبة عربات الركاب إلى طول الشبكة، فإن هناك طاقة كبيرة للتطوير.

 

وكشف نورالله بيرانوند عن برنامج تمويل واستثمار واسع النطاق يشمل جميع خطوط السكك الحديدية في البلاد، ويتطلب استثمارات مباشرة بقيمة 5/3 مليار دولار لتوفير 2200 عربة ركاب و820 قطارًا ذاتي الدفع، مشيرًا إلى أن آليات تمويل متعددة قد تم تصميمها لهذا الغرض.

 

وشدد بيرانوند على أن التوجه الأساسي يتمثل في جذب استثمارات القطاع الخاص، ولهذا الغرض تم إعداد حزمة سياسات تشجيعية شاملة، إضافة إلى خطط للتمويل وإدارة المخاطر. وأكد أن أهم حافز في هذا السياق هو “دعم وفورات استهلاك الوقود”، الذي يُعدّ المحرك الأساسي للاستثمار في القطاع الحديدي.

 

وأشار معاون تمويل الاستثمار واقتصاد النقل في شركة السكك الحديدية إلى أن قطاع نقل الركاب بالسكك الحديدية سجل نموًا سلبيًا صافياً خلال العشرين عامًا الماضية، إلا أن استثمار القطاع الخاص اليوم بقيمة 8/8 ألف مليار تومان، من شأنه أن يسهم في رفع الطاقة التشغيلية لقطاع نقل الركاب بالسكك الحديدية بنسبة 15%، ويؤدي إلى تحسين جودة الخدمات وتجربة السفر، وتجديد الأسطول، وتعزيز السلامة، وتحقيق مكاسب اقتصادية وربحية أكبر.

 

وختم بيرانوند بالقول: إن هذه الاستثمارات من المتوقع أن تدر عوائد اجتماعية واقتصادية وطنية بقيمة 5 تريليونات و500 مليار تومان سنويًا.

 

إطلاق قطار طهران-أنقرة وطهران-هرات

 

إلى ذلك، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية عن خطط لإطلاق قطار طهران-أنقرة خلال الشهرين المقبلين، وقطار طهران-هرات خلال الشهر المقبل.

 

وأشار جبار علي ذاكري، خلال المراسم، إلى إطلاق قطار طهران-وان بعد توقف دام خمس سنوات خلال الشهرين الماضيين، وقال: نأمل أن يتم إطلاق خط طهران-أنقرة خلال الشهرين المقبلين.

 

كما أجريت الاستعدادات لإطلاق خط طهران-هرات الشهر المقبل، وبدأت المناقشات لإنشاء خطوط سكك حديد لمرو ودوشنبه. وأعرب عن أمله في أن “يؤدي إطلاق هذه القطارات إلى تحسين الروابط بين الدول”. كما أشار ذاكري إلى تطوير القطارات السياحية، وقال: سكك حديد بلادنا تاريخية، وستجلب أنشطة قطاع السياحة السككية دخلًا مرتفعًا وجاذبية.

 

وفي معرض حديثه عن سعي إيران للوصول إلى الطاقة الاستيعابية المتوقعة في قطاع الشحن، أكد الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية على ضرورة جعل قطاع نقل الركاب قطاعًا جاذبًا، إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم تناسب خطوط السكك الحديدية مع تطوير أسطول النقل في البلاد.

 

وأضاف: يضاف سنويًا مابين 150 و300 كيلومتر إلى شبكة السكك الحديدية في البلاد؛ لكن تُخصص أموال حكومية أقل لتطوير الأسطول، مؤكداً أن “سياسة تعظيم مشاركة القطاع الخاص واستثماراته تتطلب من الحكومة إنشاء منصة”.

 

وأشار ذاكري إلى أنه “وفقًا للقرار الحالي، ستُضاف 300 عربة ركاب إلى الشبكة هذا العام بدعم حكومي”. كما أشار إلى الاستثمارات السابقة التي قام بها القطاع الخاص في السكك الحديدية، وقال: حتى الآن، أضيفت 100 عربة شحن (من أصل 600 عربة كان من المفترض إضافتها) إلى شبكة السكك الحديدية. كما تم توقيع عقد مع الجانب الصيني في قطاع عربات الركاب، وتم حل مشاكلهم المالية والفنية.

 

وأعرب ذاكري عن أمله في إمكانية إضافة ما بين 40 – 50 عربة إلى شبكة السكك الحديدية شهرياً.

 

المصدر: وكالات