مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب نتنياهو بتغيير مساره في الحرب على غزة فورا

أصدر أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بيانا مشتركا مساء الجمعة، طالبوا من خلاله رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بتغيير مساره في الحرب على غزة فورا، ودعا إدارة ترامب للضغط على نتنياهو.

وقال الموقعون على البيان المشترك، إن “الأوضاع الإنسانية في غزة مروعة وغير مقبولة، وهذا الأسبوع حذرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية منها “ميرسي كوربس”، و”أطباء بلا حدود”، و”إنقاذ الطفولة”، و”أوكسفام” من انتشار المجاعة الجماعية في أنحاء غزة”. وأكد أعضاء الشيوخ الأمريكي أن ثلاثة أرباع سكان غزة يواجهون مستويات طارئة أو كارثية من الجوع بعد حصار رئيس الوزراء نتنياهو للمساعدات الإنسانية المستمر قرابة ثلاثة أشهر.

 

وشدد البيان المشترك على أن المواقع القليلة التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية غير كافية بتاتا لتلبية احتياجات هذا الشعب الجائع، وقد أدت المشاكل المتفشية إلى فوضى وخطورة في توزيع مساعدات المؤسسة، مما أدى إلى وفاة ما يقدر بـ 700 شخص. وتابعوا بالقول: “مع ذلك، وافقت إدارة ترامب مؤخرا على تخصيص 30 مليون دولار للمؤسسة، متجاوزة الإجراءات المعمول بها ومتجاهلة التشاور مع الكونغرس”. وأشاروا إلى أنه في حين سمح لبعض المنظمات الإنسانية العريقة باستئناف عملياتها بشكل محدود للغاية، إلا أن عددا من القيود والتحديات الأمنية تمنعها من العمل بكامل طاقتها.

 

ومما زاد الطين بلة، أن توسع العملية العسكرية الإسرائيلية هذا الأسبوع في وسط غزة لأول مرة منذ بدء النزاع قد عرض هذه العمليات القليلة المتبقية للخطر، وفق نص البيان. وعلاوة على ذلك، تقدّر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 88% من غزة لم يعد في متناول المدنيين مما يترك حوالي مليوني شخص محصورين في مساحة صغيرة متبقية بشكل مثير للقلق.

 

ويوضح أعضاء الكونغرس أنه وفي هذه الأثناء لا يزال الرهائن في غزة بمن فيهم مواطنون أمريكيون، فيما يطالب ثلاثة من كل أربعة إسرائيليين بإنهاء هذه الحرب. وذكر البيان أنه ومن التجربة الخاصة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، لا يوجد حل عسكري وحيد لهزيمة جماعة إرهابية، مؤكدين أن استمرار هذه الحرب دون نهاية واضحة لا يصب في مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي، كما أن غياب خطة عملية “لليوم التالي” يعد خطأ فادحا.

 

وفي بيانهم، طالب أعضاء الكونغرس إدارة ترامب باستخدام نفوذها الكبير للضغط على رئيس الوزراء نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يتم بموجبه إطلاق سراح “الرهائن” في أقرب وقت ممكن، ودعم زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية بما يوفر كمية كافية منها، وآليات موثوقة لتوزيعها بفعالية، بما في ذلك التحقق من المساعدات ومراقبتها لضمان توزيعها العادل ومنع حماس من تحويل مسارها.

 

وبينوا في السياق، أن المنظمات الإنسانية العريقة مثل برنامج الغذاء العالمي، تتمتع بالخبرة والقدرة على استئناف تقديم المساعدات دون اضطرابات مدنية، داعين إلى ضرورة السماح لتلك المنظمات بأداء عملها. كما طالبوا من إدارة ترامب إصلاح أو إغلاق صندوق غزة الإنساني بشكل جذري واستئناف دعم آليات تنسيق المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في غزة مع تعزيز الرقابة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين. ودعوا أيضا إلى إنشاء خطة “اليوم التالي” لقطاع غزة حيث لا تحتفظ حماس بالسلطة وتتنصل إسرائيل من ضم الضفة الغربية وتتكامل بشكل أكبر مع المنطقة، وتعزيز وتمكين السلطة الفلسطينية الإصلاحية، وإشراك الشركاء الإقليميين في إعادة البناء. وطالبوا كذلك بإنشاء إطار عمل لمسار قابل للتطبيق للعودة إلى حل الدولتين.

 

والموقعون على البيان هم: عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جاك ريد (ديمقراطي من رود آيلاند)، وعضو لجنة القضاء في مجلس الشيوخ ديك دوربين (ديمقراطي من إلينوي)، وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جين شاهين (ديمقراطية من نيو هامبشاير)، ونائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مارك وارنر (ديمقراطي من فرجينيا)، والمخصص الأعلى للدفاع كريس كونز (ديمقراطي من ديلاوير)، والمخصص الأعلى لوزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة برايان شاتز (ديمقراطي من هاواي).

 

المصدر: العالم