في خطوة قد تدفع البلاد نحو مزيد من التقسيم مع استمرار الحرب الدائرة منذ عامين، أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، عن تشكيل حكومة موازية في السودان.
وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظمه، أعلنت قوات الدعم السريع عن تعيين محمد حسن التعايشي رئيساً لحكومة السلام والوحدة، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون عبد العزيز الحلو قائد ‘الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال’ نائباً له في المجلس المكون من خمسة عشر عضواً. ويضم المجلس أيضاً شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين وحكاماً محليين تم تعيينهم.
الإعلان هذا لم يأتي مفاجأة، حيث كانت قوات الدعم السريع قد وقّعت مع جماعات متحالفة معها في مارس آذار الماضي دستوراً انتقاليا لدولة اتحادية مُقسمة إلى ثمانية أقاليم. وفي فبراير شباط الماضي، اتفقت قوات الدعم السريع مع قادة جماعات متحالفة معها، خلال اجتماع في كينيا، على تشكيل حكومة من أجل ‘سودان جديد’، بحسب تعبيرها.
في المقابل، ندد الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بفكرة تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، وتعهد بمواصلة القتال لحين السيطرة على كامل السودان.
الأمم المتحدة بدورها أعربت عن قلقها العميق إزاء خطر تفكك السودان، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كمبدأ أساسي للتحرك نحو حل دائم للأزمة.
وفي السياق ذاته، أدانت الحكومة البريطانية ، إعلان الدعم السريع تشكيل حكومة منافسة في السودان، معتبرة أنها ليست الحل للحرب التي تمزق البلاد منذ عامين.
ويرى المحللون أن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية قد يؤدي إلى تعميق الانقسام في السودان وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.